الخرطوم الحاكم نيوز
حالة التصافي الوجداني عند الوفاة ماركة شعور سوداني اصيلة و أصلية.. يعود السوداني الأصيل لحظة الموت الي نقطة تجعلك تتسائل عن صلة القرابة بين الحي و هذا الذي رحل.. لا تتفاجأ إذا كانت الإجابة (ليست هناك صلة قرابة)… هيبة الموت نقدسها و نهرع للتعازي في جار او صديق و كثير ما نعزي في شخص لم نراه ولا نعرفه.. و كثير منا لا يتخطى سرداق عزاء قابله صدفة في الطريق إلا و قد رفع الفاتحة و أدى واجب التعزية.. لا يعرف أحد و لا يعرفه أحد ثم يواصل سيره و عليه مسحة حزن ، إننا شعب عند الموت و المصائب نكون يدا واحدة و هذا الأمر ليس بغريب على أهل بلادي..
فالذين شيعوا جثمان سكرتير الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد لم يكونوا شيوعيون فقط و لم يكن شرط إتباع الجنازة إثبات عضوية، فقد شاهدنا وقتها الجموع الغفيرة و صور التشييع التي جمعت كل أطياف المجتمع السوداني بمُختلف الشرائح و الانتماءات الحزبية و التوجهات السياسية، و كذلك تشييع الدكتور الزبير احمد الحسن فليس كل المشيعين (كيزان) فقط
نحن شعب طيب و خصاله كريمة يحترم موتاه و يعظه الموت و يهرول لأداء واجبه الأخلاقي عند الرحيل . يعلم أن من ظلم و هو حي يحاكمه قانون موضوع و من رحل يحاسبه ربه .
أجزم إن وسط هؤلاء المشيعين لجثمان الراحل الزبير فيهم من هو ساخط على الحركة الإسلامية و يجزم إنها تنظيم إرهابي و هناك من هو موال و منتمي لها و تجد بينهم من كان يبيت الليالي في إعتصام القيادة العامة و ربما يكون جمعهم صفا واحدا لأداء صلاة الجنازة ، و هكذا نحن …