أوراق ملونة : شهاب حداد – السودان ..مابين نفاد الوجدان وإضمحلال الإنسانية !!

هل ينفدالرصيد الوجوداني للشعوب وهل يضمحل المخزون الإنساني فيها أم أن هناك تاريخ لصلاحيتها مرتبط بعوامل أخري ام هي الهيمنة الهوجاء في إدراة شؤونها أو هو غياب خارطة الطريق لمن
يسوسها أم أن للشعوب هواً في أن تغير جلدها بعد كل محطة من تراكم النكبات والأزمات التي تعبث بها أقدار الحياة لترسو بها علي رصيف التلاشي .
وكيف لا وكل الصور والمشاهد تكرر نفسها وهي تثبت لك بإن الأمس كان أفضل وأجمل ودائما مايصيبك الشعور بالزهو حين تسرد لك حكاياته المليئة بالجسارة والتجرد . أنا لا أتحدث عن أمس حاضر ولا عن عقود قريبة فتاريخنا ضارب في جذوره له ملامح وسيمة وقسمات باذخة في الجمال وعلو كعب يمتد لسبعة الف عام أو ما يزيد ولنا ما يميزنا
في هويتنا بذلك المزيج من التباين الإلهي المتماهي وكنهها الممتلئ بصفوية الجينات التي جعلت من الفطرة السليمة سياجا ضاربا لقوميتها بملامح النيل عند ثورته والصحاري المترامية وغابات الهشاب والصنوبر والمساحات الخضراء علي ضفاف النيلين الازرق والابيض الممتدة معبرة عن رباطة الجأش الذي يسودها برغم كل المؤامرات التي كانت تحاك ضده ظل السودان والسودانيون علامة فارقة ومضربا للأمثال عند الشعوب
إذا لماذا هذا التصدع الغير مبرر الذي نعيشه في كل المناحي السايكلولجية لنا فتراجيديا الحياة مولعة بلعبة التجربة وكيفية الإستفادة منها ام أن كل التجربة الإنسانية التي عشناها لا ترتقي لأن تجعل ملامح مضيئة لتجربتنا في الحكم وإدارة شؤوننا فملامحنا أصبحت باهته غير
واضحة والشارع ينبؤك عن توهان للوجدان وغياب للضمير والوازع الذي كنا نتباهي به.
هل سنظل هكذا وكأننا في لج عميق تتلقفنا الأقدار التي يرسمها لنا من هم اقل منا في ملامحهم و في كل شئ كفريسة آمنت بقدرها دون أن يكون لها حتي الحق في التعبير ام ستسعفنا التجربة البكرة التي ستخرج من ارحام من عرفوا
معني للأمن والأمان فحواء بلادنا مازالت بعافية وليست
بعقيمه وشيخونا وحكمائنا وساستنا وشبابنا ونسائنا واطفالنا إن أردته تسد بهم قرص الشمس لوجدتهم صفا صفا ولهم من الكياسة والحكمة مايزينون به جيد هذه البلاد . نعم كل ما حولنا هو متهالك وباهت الملامح ودواخلنا متصدعة لعوامل يعيها الجميع ولكن تظل تجربتنا ثرة وحاضرة تجعل لماضينا عراقته ولحاضرنا بصامته ولمستقبلنا ممشيً عريض فالحياة لا تصلح لمن
لا يعرف موطئ قدمه وكيف تدار شؤونه وهو يمتلك كل أدواتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى