محمد إدريس يكتب : في رحاب شيخ الأمين..!!

الخرطوم الحاكم نيوز
اخترنا مساء أمس أن نرمي كدر الحياةمن إنعدام الكهرباء وشح الوقود وضنك المعيشة وغلاء ضروريات رمضان المعظم على غالبية الأسر السودانية التي ترزح تحت نير الفاقة، اخترنا أن نرمي كل ذلك خلف ظهورنا،واتجهنا إلى واحة الشيخ الأمين عمر الأمين أحد رموز الطرق الصوفية/الطريقة القادرية المكاشفية بامدرمان، وأكثرهم شهرة بمسيده العامر بأبي روف الذي شهد تطورات كثيرة واغلقته السلطات في وقت سابق واعتقلت صاحبه، الذي عاد بعد سقوط الإنقاذ وتوجه بموكب شهير إلى إعتصام القيادة حينئذ داعياً الناس الي الإبتعاد عن الخيارات الصفرية التي كانت أيامها تكاد تعصف بالبلاد..!

ترددت كثيراً على لمات وحلقات الشيخ الأمين، العامرة بالذكر والأدب والوقار والتسبيح والاستغفار والوسطية والاعتدال، فالوسطية ليست مجرد موقف بين التشدد والانحلال، بل هي منهج فكري وموقف أخلاقي وسلوكي :(وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولاتنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك..)،وفي كل مرة ينضم إلى واحة الشيخ الأمين مريدون جدد حتى كاد يصير حزب الأكثرية الذي يضم الفقراء والاغنياء
البسطاء وعلية القوم ،تجذبهم الحفاوة والصفاء الروحي إلى عوالم بهية من التصوف الحداثي والطريقة الشبابية والعصرية في الدعوة دون غلو،كل الإتجاهات السياسية تنصهر في حضرته وكل الأطياف من فنانين وسياسيين وإعلاميين حتى قادة حركات الكفاح المسلح تجدهم هنالك في مسيده بالقرب من سوق الشجرة في البناية العالية بطوابقها الثلاثة في دار الشيخ عمر الأمين طه والد شيخ الأمين حفظه الله.

في كل مرة يبهرنا شيخ الأمين بالتنظيم البديع والحضور الأنيق والفكرة الخلاقة في إخراج مريديه ومحبيه ولو لساعات من ضيق وضنك الهم اليومي إلى رحابة الجمال والفن والإبداع،حينما احتوانا المركب النيلي قبالة الريفيرا ومنتجع الحوش معبقا بالبخور
والعطور وصادحا بقصائد التجاني حاج موسى وبصوت الفنان الفخيم مامون سوار الذهب الذي أضني القلوب برائعة عبدالوهاب الصادق التي لقبها الشيخ ب(الفرمالة) قبل تناول مأدبة العشاء :

زي ماالدنيا بي قساية
ست الريد بقت قساية

نأمل أن تستمر لمات شيخنا الأمين، التي تمثل منبراً وسطيا استثنائيا في ساحة تعج بتطرف اليمين واليسار ككابوس مرعب يهدد مصير الوطن بالتشذي ومااحداث الجنينة إلا فصلا من رواية الفشل السياسي، الذي لن يكبحه إلاشيوخ معتدلون وساسة عقلانيون أمثال نموذج شيخ الأمين الذي يكافح العنف والتطرف والغلو ويرعي الفن والإبداع والجمال الإنساني بإحياء قيم التكافل والتراحم حيث تأوي تكيته الآلاف يومياً..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 − 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى