شرف الدين أحمد حمزة يكتب : ازمة سد النهضه _ اسرائيل مفتاح الحل كيف ومتي ولماذا ؟!

الخرطوم الحاكم نيوز
تشاهد غدا :

* الشعبان السوداني والمصري في وادي النيل حبسا انفاسهما وتسارعت دقات قلوبهم اثناء إنعقاد الجولة الأخيرة لمفاوضات سد النهضة بكنشاسا تلك المحادثات (المتاهه) التي بدأت متسلسلة منذ ما يقارب السنوات العشر وانتهت بالفشل الذريع ( المتوقع)حيال الوصول الي إطار ومدونة قانونية تحكم التصرفات الاثيوبية المائية الموسمية ، وتضمن التدفق المعلوماتي للسودان ومصر بشأن مستويات الهطول والتدفق المطري الموسمي علي الهضبة وبحيراتها والأنهر الفرعية فضلا عن الطلب المصري السوداني بشأن المشاركة في الإدارة التشغيلية للسد الهائل هذه المشاركة التي ترفضها اثيوبيا مبدئيا باعتبار ان الادراه التشغيلية لسد النهضه تعتبر من صميم اعمال السياده للدولة الاثيوبية.

* كانت نقرات اظافر اصابع السيد/سامح شكري وزير الخارجية المصري ورئيس الجانب المصري المفاوض وهو يتابع ردود ومداخلات اطراف جولة مباحثات كنشاسا ضمن اللقطه التلفزيونية التي عرضتها كاميرات الفضائيات في نشراتها انما كانت تنم وتترجم مستوي القلق البالغ الذي اعتري سيادة الوزير حيث كان الوفد الاثيوبي يكرر دفوعاته وخطة الدوله الاثيوبية ووجهات نظرها التي اتقن حفظها فريق التفاوض الاثيوبي عن ظهر قلب طيلة جولات المفاوضات المارثونية خلال عشر سنوات مضين ، حيث اتقن الوفد الاثيوبي التحاور عبر ما يعرف في ” علم المنطق الصوري ” بنظرية الدور ، وهو منهج للحوار مع الاخر يبدا من نقطه وينتهي اليها ، ثم يبدا منها ثانية وينتهي اليها ، ثم يبدا منها ثالثه وينتهي اليها ، وهكذا هلمجرا وهو ما جعل المفاوضات تستغرق هذه السنوات العشر وكان من الممكن ان تستغرق مائة عام بهذة المنهجية ولا عزاء.

* إن تطاول مفاوضات سد النهضه كان جزءا من الخداع الاستراتيجي الذي مارستة الدولة الاثيوبية تجاه السودان ومصر ولم تدرك هذة الاطراف انهما قد إبتلعا الطعم بدبلوماسيه ورضاء كامل لان كل من مصر والسودان كل يبكي علي ليلاه اي علي استراتيجيته المائية فهما يمتلكان استراتجيتان مائيتان مختلفتان تماما ولا تلتقيان لكنهما اي السودان ومصر يتفقان فقط في كون مياه النيل عماد الامن القومي الاستراتيجي لكل منهما وفق رؤيته وتقديراته الاستراتيجية الخاصه ببلده ووطنه فقط ، ولذلك صعب عليهما في بدء المفاوضات ان تتوحد رؤيتهما وكلمتهما في مواجهة فريق التفاوض الاثيوبي ، وكان للسودان رؤيته وموقفه الخاص وتقديراته التي جعلت مصر مرارا تتهمه صراحه بأنه يميل نحو الاطروحات المائيه الاثيوبيه في ذات الوقت الذي كانت اثيوبيا تتهمه بالوقوف مع الرؤية المصرية ، فكان السودان في بداية المفاوضات في اديس ابابا ، وفي خرطوم ، وفي القاهرة ، ضائعا محتارا فقد كانت مواقفه باهته ورمادية وبالطبع لا يمكن ان نصف هذه الصورة بانها رؤية استراتيجية فقد كانت اقرب الي الخواطر والانفعالات الوقتيه في زمان الانقاذ الوطني ، وبعد الثورة مضي السودان بعد ثورة ديسمبر علي ذات الخطي حتي فقد بوصلة اتجاههه وركن اخيرا للموقف المصري واصبح يردد بان كل الخيارات مفتوحه امام السودان.

* ان وصول مفاوضات سد النهضه الي هذه النهايات السالبه بعد “دراماتيكية” جولات المفاوضات يؤكد تماما غياب الدور الاستخباري في السودان ومصر معا وسقوط مدوي لهذه الاجهزة ، ففي مصر معلوم بالضرورة ان مسالة مياه نهر النيل تعتبر من الشئون الخاصة بالقوات المسلحه المصرية وهي قضية امن قومي كما جاء دوما علي السنة رؤساء مصر السادات ومبارك والفريق السيسي، فاين كانت اجهزة المخابرات السودانية والمصرية عندما اعتذرت الدولة الاثيوبية اكثر من مره لوزراء الري في السودان ومصر عن تلبية طلبهما في مجرد رؤية موقع السد الغامض ، ((إكس دام)) ، او السد العظيم وهذه كلها كانت مسميات لسد النهضه في مراحل التخطيط لقيامه وبعد وضع حجر الاساس عام ٢٠١١ ، فقد رفضت اثيوبيا لكل من السيد/ د. كمال علي محمد ، وزير الري السوداني الاسبق والبروفسور/ محمود ابو زيد وزير الري المصري الاسبق وبعد ان صعدا الي الطائره ” الهليكوبتر” الاثيوبية بعد جولة مفاوضات باكرة لهما باديس ابابا وفي صحبة وزير الري الاثيوبي منتصف التسعينات فقد تم انزالهما من الطائره الهليكوبتر بعد وصول اوامر عاجله لكابتن الطائره بان سوء الاحوال الجوية يحول دون إقلاع الطائره والوصول الي موقع السد الغامض ولقد ظل سوء الاحوال الجوية يحول دون وصول الوزيران المصري والسوداني الي موقع بناء السد اثناء عملية البناء ضمن سياسة الخداع الاستراتيجي الي ان تركا موقعهما كوزراء للري في السودان ومصر.

* ان العمل الاستخباري هو الساعد الاساسي والعماد والعمود الفقري للعمل السياسي والاقتصادي والاستراتيجي والصوره التي عليها العلاقات السيامائيه بين اثيوبيا والسودان ومصر والمفاوضات المهزله انما ذلك كله بسبب فقدان الارضية المعلوماتية الاستخباراتيه ليس بشأن سد النهضه وحده بل بشأن سائر منظومة السدود الاثيوبيه التي نجحت اثيوبيا في اقامتها الواحد تلو الاخر والتي وضعت استراتيجيتها منذ عام ١٩٥٩ عندما وصل الخبراء الاسرائليون ضمن فريق عمل مكتب استصلاح الاراضي الزراعية بوزارة الزراعة الامريكية بدعوة من الامبراطور الاثيوبي ‘ هيلا سيلاسي ‘ بعد ان استشاط غضبا من انفراد مصر والسودان بتوقيع ( اتفاقية مياه النيل والسد العالي ) عام ١٩٥٩ واعلن ان هذه الاتفاقية بمثابة التغول العروبي الاسلامي علي مياه النيل الافريقيه واضاف معلنا بان اثيوبيا هي المالك التاريخي للنيل الازرق وبعث بهذه الحيثيات بخطابات ممهوره بأسد يهوذا امبراطور اثيوبيا الي كل من رئيس مجلس السياده السوداني ، والرئيس جمال عبد الناصر رئيي الجمهورية العربية المتحده والي سكرتير عام منظمة الامم المتحده .

* اين كانت اجهزة المخابرات في البلدين في السودان ومصر والدوله الاثيوبية تنفذ منشأتها المائيه التي وضعها مكتب استصلاح الاراضي الامريكيه لاثيوبيا في ثلاثة عشر مجلدا ضخما وتشرع اثيوبيا في ترجمة هذه المشروعات وتنجز فعليا منظومه سدودها في مابيل ، وكارادوبي ، والحدود ، وفنشا ، وامارتي ، وتكيز و وغيرها وياتي خزان النهضه في خاتمة استراتيجية اثيوبيا في الاستحواز الكامل علي مياه نهر النيل الازرق كما اعلن ذلك البروفيسور الامريكي ،،طوني آلن،، من معهد الدراسات السياسيه والاستراتيجية بواشنطن وهو يشاهد ويحضر عام١٩٨٨ حفل افتتاح وتشغيل خزان ” فنشا” عندما قال لقد بدأت اثيوبيا بالفعل تحويل مجري النيل الازرق ، اين كنتم ايها السادة؟ وماهي مهامكم الوطنية التي افردت الدولة لها تلك الميزانيات والامتيازات الضخمه ؟ ما هي انجازاتكم علي مدار اكثر من نصف قرن من الزمان قبل ان يطل علينا إبنكم المغلوب علي امره السيد/ عباس وزير الري السوداني وهو يسرد علينا بعد فشل الجولة الاخيرة من مفاوضات كنشاسا خطورة سد النهضه الاثيوبي ويقول انه يبعد عن خزان الروصيرص بمائة كم وعن محطة الديم بخمسة عشر كم وان سعة خزان الروصيرص سبعة مليار من المياة فقط ؟

* لقد غرق الوفد السوداني وكذلك الوفد المصري في الجولة الاخيرة الفاشله بكنشاسا في التفاوض حول الملء الثاني لبحيرة سد النهضه وتركوا الحديث حول معامل السلامه في جسم السد ، والمتغيرات البييئيه المترتبه علي الملء الكامل لبحيرة السد حيث يعد هذا نجاح لإستراتيجية التفاوض الاثيوبي وتركت للوفدين الحديث عن الخيارات المتاحه وهذه الخيارات التي قطعا ستكون محصورة بين مجلس الامن الدولي، وهيئة الانهار الدولية والتي ستقودهما قطعا الي قسم تسعيرة المياه بالبنك الدولي والمعادلة الحسابية الجديدة لقسمة مياه الانهار والتعريف الجديد للدول المتشاطئه وفق القانون الدولي للمياه والذي يسمح بدخول دول جديدة ليست افريقية الي نادي دول حوض النيل فهذه هي الخيارات المفتوحة صدقوني …وغدا تشاهد
..ودقي يا مزيكة

*شرف الدين احمد حمزة 0114541743*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى