محمد إدريس يكتب : بين مزرعة الحيوان وضبط الخطاب السياسي ونبذ لغة الكراهية..!!

الخرطوم : الحاكم نيوز
في رواية (مزرعة الحيوان)الشهيرة للروائي البريطاني جورج اورويل تجد تحليلا واقعياً لمالات الثورة السودانية الآن،حيث إنها يمكن أن تؤدي إلى تغيير نظام الحكم،لكن قد تغيره إلى أسوأ مماهو عليه،حينما تغيب الضوابط والمعايير لتحديد مسار الثورة، ثم يتسع الفتق على الراتق باهتبال مناخ الحريات وإساءة استخدامه بشتم الآخرين ونعتهم بأنهم (وافدين جدد)ولايستحقون مجرد ان يرد ذكرهم في مقرر دراسي أو يتم تمثيلهم في منصب والي حتى،كما حدث شرقا من الزعيم العشائري الذي أوقد نار الفتنة والإقصاء في الشرق فكافاته سلطة المركز وتعهدته بالرعاية واغدقت على مجلسه الأعلى بالنعم والهدايا،ثم مايجري غربا بإتجاه فوبيا حركات الكفاح المسلح ونعت وصولهم للخرطوم بأنهم غزاة ومحتلون ورعاع يجب أن يبقوا هناك حيث كراكير وادي ازوم وسفوح جبل مرة أما الخرطوم فهي حصن النخب التي لاتريد الفطام من ثدي الدولة..!!

ومع إرتفاع وتيرة خطاب الكراهية وغياب أي كوابح تدير حوار صريح وشجاع حول جدلية الهامش والمركز وإدارة التنوع في بلادنا.. كان الزعيَم محمد لطيف حاضراً بمبادرته يسدفجوات الغياب الرسمي،حيث أقامت مؤسسة طيبة برس مساء أمس بجامعة الخرطوم ندوة غنية بالأفكار والتأثير شخصت المشكلة بدقة، ويمكن أن تحدد الاتجاهات الصحيحة لمتخذ القرار حول أهمية (ضبط الخطاب السياسي ونبذ لغة الكراهية) تحدث فيها مني اركو مناوي وجمعة كندة وعبدالعزيز عشر وياسر عرمان وساطع الحاج وادارها أستاذ الجيل(محجوب محمد صالح) الذي وصل في الموعد المحدد إلى القاعة،على عكس المتحدثين الآخرين الذين تاخروا كثيراً..!

لم يخف المتحدثيين خشيتهم من تنامي خطاب الكراهية وتطوره إلى ممارسات عنيفة وسلوك قد يمزق البلاد واطنبوا في توصيف الظاهرة .. وهنا تبرز أهمية سن تشريعات رادعة ومعاقبة الضالعين فيه بأحكام قاسية كما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية التي تعج بالاجناس والأعراق من الأفارقة واللاتنيين والاسيويين ولكن تردعهم القوانين التي تساوي بين الجميع وتكبح ممارسة أي تمييز اواستعلاء تحت عنوان إدارة التنوع..!!

ياسر عرمان ومناوي كانا في قمة الحضور حيث شخصا الأزمة بشجاعة وابديا مقترحات لإجراء مصالحات، والعمل من أجل نبذ لغة الكراهية فعلاً لاقولا فحسب،مناوي أضاف بأن النظام السابق لم يكن لوحده في ممارسة الإقصاء معه آخرين فاعلين حتى الآن في المشهد، أما عبدالعزيز عشر طرح ورقة معدة أعدادا جيداً تجولت بين الحاضرين، وأما بروف جمعة كندة فسرد نماذج لخطاب الكراهية (shoottokill) من قادة سياسيين مدعومة بأدلة ماقبل وبعد الثورة مطالباً الدولة بالمصادقة على اتفاقيات ومعاهدات محاربة الكراهية ووضع معايير للخطاب السياسي وقيام الدولة بتدابيرها للقضاء على كافة أشكال التمييز،ولن أصدر خطاب كراهية تجاه المتحدث الأخير ساطع الحاج الذي ينادي حزبه بالقومية العربية
إذا قلت إن مشاركته لم تشكل أي إضافة للندوة ولااعلم على أي أساس تمت مشاركته فمااعلمه أن خطاب الكراهية في بلادنا نابع من محاولات فرض ثقافة وهوية محددة وعلى حساب إقصاء التعدد والتنوع وهي لعمري مبادئ البعث العربي التي يسعى إلى إقامتها ..!

على كل تصلح مبادرة الزعيم الأستاذ محمد لطيف الذي قال أن هذه الندوة هي فاتحتها لورش فئوية أخرى للشباب والمرأة والإعلاميين لأن نبني عليها مشروع وطني قائم على العدل والمساواة والقبول بالآخر وإجراء مصالحات في جميع أطراف البلاد التي ساهم خطاب الكراهية في إشعال الفتن والاقتتال القبلي، وردع الضالعين في تلك الجرائم وهو دور للسلطات العدلية والتشريعية بعد أن خيبت ظننا بعض الأجهزة التنفيذية والنظامية التي ولغت في الأزمة وأشار عليها البعض ببنان الاتهامات مراراً وتكراراً..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر + 16 =

زر الذهاب إلى الأعلى