
الخرطوم الحاكم نيوز
صباح السبت وعند تقاطع بوابة السكة حديد مع شارع السوق عند الجامع الكبير توقعت ان تتجه الحافلة شرقا لنترجل منها في الموقف الكائن في ميدان المولد ولكنها مضت باتجاه الشمال فتساءلت… الي اين يمضي بنا هذا السائق؟ اجابني البعض بسؤالي.. منذ متى لم تأت الي هنا؟
قلت منذ حين فاحابوني بأن الموقف قد تحول إلى مكان محاذ لحائط السكة حديد وعليك أن تترجل هنا عند هذا التقاطع ان كنت تريد الميدان..
ترجلت ومعي آخرين وليتني لم اترجل ولم ار عطبرة مرحبا اليوم وهي المدينة التي الفتها دوما تتهيأ لاستقبال زائريها بالنظافة والنظام والترتيب..
وجدتهم ولا ادري منهم..
باعو كل ميدان المولد والموقف القديم فقامت على أجزاء منه بنايات ثابتة ودكاكين. امتلأ الميدان عن بكرة ابيه بروركيب لاتعرف للنظام والنظافة طريقا. رواكيب تسد الافق وقد تمت تغطيتها لجوالات البلاستك والمشمعات والكرتون وقد اهترات كل هذه الاغطية بفعل الشمس وعوامل التعرية الاخري فأصبحت عبارة عن خيوط تتقاذها الرياح..
كل شوارع ومجاري وطرقات هذه المدينة عبارة عن تلال من القمامة والنتانة والمنظر المؤذي والطارد لكل بشر سوي..
لم اشهد مثل هذه الاكداس من الأوساخ حتى في الخرطوم التي اخذت جائزة اوسخ المدن في العالم باسره فتحسرت والله على هذه المدينة الغارقة في الأوساخ والأوحال..
سالت سائق التاكسي وانا في طريقي إلى الميناء البري عما اصاب الناس في هذه المدينة ولماذا يصمتون على مثل هذا الحال وهذا التدهور فماكان له من جواب الا قوله. حسبنا الله ونعم الوكيل ولم يعطني جوابا قط غير ذاك..
داخل الميناء البري سألت اخر فطالبني برؤية شارع يمر خلف الميناء لتتشمل وتكامل عندي الصورة عن القرف والعفن الذي تغرق فيه مدينتهم والكل صامت تجاه هذا التدهور السريع والمريع شعبيين ورسميين ..
حسبناها ام الثوار ومنطلق الثورة وان ثوارها لن يكتفوا بالهتاف وشد الحناجر عند كل صحية تستهدف المسؤلين في الولاية ولن يقفوا عند نقطة تسقط و سقطت سقطت والوالية خط أحمر و(بس) وقد كنا نتوقع انهم سيحولون الثورة الي عمل يبدأ بمدينتهم حفاظا عليها من هذا البيع الجائر لميادينها ومعالمها التاريخية وحفاظا على نظافتها والقها الذي عرفت به منذ قديم الزمان حتى وإن فعلوا ذلك عن طريق النفير ..
اين أبناء هذه المدينة ممايجري لها ومايحدث تجاهها من إهمال متعمد وتجاهل رسمي؟ لا اتوقع ابدا الا يمر احد المسئولين بما مررت عليه وراي مارأيت في عطبرة وما يصيبها من تدهور في كل شئ..
مايحدث لعطبرة يؤكد غياب ابنائها الحادبين عليها و ويؤكد ان هناك تغييبا متعمدا لابنائها وفعلا ممنهجا يستهدفها لتتحول الي مدينة أشباح وفوضى وبرميل قمامة ونتانة تسد منها الأناف فيفر منها الناس فرار الإصحاء من ذوي الجرب والجزام..
نناشدكم باسم هذه المدينة التي نحبها ويحبها قبلنا الملايين ان تصحوا ضمائركم وان تلتفتوا لعطبرة اليوم اليوم اليوم وان تجتهدوا في إزالة هذا القبح الذي أصابها بقصد رغم مافيها من موارد تكفى لنظافتها وغسل طرقاتها بالصابون كل يوم..
كان الله في عون الجميع