المهندس مصطفي مكي العوض يكتب : محمد بن سلمان في السودان

خلال قرن من الزمان ظلت المملكة العربية السعودية السعودية دولة محورية في محيطها العربي والاسلامي والاقليمي بل خلال السنوات الاخيرة اصبحت من الدول العشرين العظمي علي مستوي العالم ولهذه الريادة اسبابها ولعل اهمها هبة الله للمملكة بالحرمين الشريفين وموقع جغرافي متميز وقيادة سياسية تنتهج الاعتدال منهجا واسلوبا في تعاملها مع محيطها والعالم اجمع
ولعلنا في السودان حظينا بعلاقة مميزة ومتميزة طوال عقود من الزمان علي الرغم من تقلبات السياسة في السودان يمينا ويسارا الا ان دعم المملكة للسودان شعبا وارضا ظل ثابتا علي مر الأزمان
وقد بادل الشعب السوداني المملكة حبا بحب وودا بود فالمزاج الشعبي بين البلدين منسجم ومتجانس
مطلع التسعينات من القرن الماضي انتهجت حكومة الانقاذ نهجا عدائيا تجاه المملكة انطلاقا من ايدلوجيا الاسلام السياسي المتحيزة لمحور الشر المعادي للاعتدال والنجاح الا ان حكمة القيادة في المملكة ووعي الشعبين الشقيقين فوتت الفرصة علي المتربصين بمصالح البلدين
ظلت المملكة العربية السعودية من اكبر الداعمين للسودان ماليا ودبلوماسيا في المحافل الدولية ولعل مبادرتها في العام سبعة عشر والفين ووساطتها لرفع الحصار عن السودان تقف شاهدا علي ذلك
وعندما اعتلي البشير المنصة في الساحة الخضراء في رقصته الاخيرة وذكر الدول التي دعمت السودان تجاهل عمدا ذكر المملكة مما دفع وزير التجارة السعودي لتوضيح الدعم الذي بلغ اكثر من عشرين مليار ريال سعودي منها ثمانية مليار في السنوات الاربعة الاخيرة لحكم البشير مما يشكل اكبر دعم للسودان اطلاقا من اي دولة اخري
بعد التغيير الذي حدث في السودان انتهجت حكومة الفترة الانتقالية سياسة رشيدة في علاقتها مع المملكة فيما اعلم و سعت الحكومة بشقيها المدني والعسكري نحو شراكة استراتيجية بين البلدين تتخطي الدعم والاغاثة الي بناء علاقة تكاملية تستثمر في مقدرات البلدين المادية والبشرية نحو بناء علاقات استراتيجية في الامن والدفاع عبر التحديات والمخاطر المشتركه التي تواجه البلدين وخاصة عبر البحر الاحمر وتحدي الخطر الايراني الذي ابتلع سوريا والعراق ولبنان واليمن ويحاول الالتفاف عبر البحر الاحمر متحالفا مع الاسلام السياسي الذي يشكل تهديدا للبلدين
يتطلع شعبا البلدين لشراكة اقتصادية حقيقية في ثروات البحر الاحمر النفطية وما يحتويه جوفه من الغاز الطبيعي والنفط
كما يتطلع الشعبان لاستثمارات ضخمة في مواني وسواحل البحر الاحمر ذات الموقع الاستراتيجي والمهم الذي تتسابق عليه الدول الكبري
كذلك يتطلع الشعبان لشراكة استراتيجية في الامن الغذائي ليس للبلدين فحسب بل لكل الدول العربية ودول العالم الحر
ومن الامنيات لدي الشعبين شراكة استراتيجية في قضايا الامن والدفاع تصل لاتفاقية دفاع مشترك لضمان امن البلدين
ومما هو مطلوب تنسيق كامل ومنسجم بين البلدين في السياسة الخارجية يراعي فيها المصلحة المشتركة للبلدين
هذه التطلعات وغيرها من طموحات الحادبين علي شراكة استراتيجية بين البلدين يكون مدخلها الصحيح ومفتاحها في زيارة مرتقية ومرجوة للامير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي للسودان تكون بداية حقبة جديدة من العلاقة بين البلدين تتجاوز العوائق والمعوقين سواء علي المستويين المحلي او الدولي وتحقق تطلعات الشعبين الشقيقين في رؤية مصالحهما المشتركة تري النور علي ايدي قيادة البلدين
نواصل ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى