من أعلي المنصة – ياسر الفادني – جنازة الأبيض!

الخرطوم الحاكم نيوز

يحكي أن منزلا يقع في الأحياء القديمة لمدينة الأبيض ، يسكنه (عزابة) وهم كثيرون بهذا المنزل ، يخرجون صباحا لأعمالهم ويعودون مساءا للنوم فقط ، يبدو أن هذا المنزل قديم البنيان ، ذات مرة وهم نائمون سطا علي منزلهم حرامي ولعله أخطأ التقدير والاختيار لأنه لو عرف أنه بيت عزابة لما فعل فعلته هذه ،حتي لو عرف ان هذا الطريق ياتي بالقرب منهم لتحاشاه ! ، المهم في الأمر أن واحدا منهم رأي الحرامي وصرخ وصحي الباقون وقاموا وهم يحيطون بالحرامي ،(غايتو شقاوتوا شقاوة) !…. ، دخل صاحبنا الحرامي فك المصيدة ، صار كالفار وسط القطط التي تتأهب لاقتناصه ، طبعا (يعجبوك)….. هذا يأخذه ويعطيه لكمة وهذا يعطيه (بلجنة) وهذا (شلوت) معركة غير متكافئة كثرت فيها الغلبة ، وقع الحرامي جثة هامدة لا حراك فيها ومات من جراء الضرب والركل و العنف ( العزابي المقنن) ، احتاروا كيف يوارون جثمانه الثري ؟ و كيف يتخلصون من هذه (الكفوة)؟ ،أخيرا قرروا أن يكفنوه ويذهبوا به بعيدا لمقابر غير المقابر التي يدفن فيها اهل الحي موتاهم فاخذوه وذهبوا وهم يحملون نعشه ويبكون( بكية التماسيح) ، انضم إليهم عدد من المواطنين ليشاركونهم حمل الجنازة وبين كل مسافة يخرج اثنين أو ثلاثة منهم من مجموعة المشيعين حتي( زاغوا) كلهم !، وعندما وضع الجتمان علي القبر…. سأل المشيعون عن أولياء الجنازة لم يجدوا إجابة ….المهم في الأمر أنه دفن ولم يعرف له ولي وتفرق الناس …

هذه القصة تشبه لي حالة هذه البلاد التي بالكربون نشبه جنازة الابيض… هذه الجنازة التي لم يعرف لها (اسياد قبل الدفن وبعد الدفن) وظلت مجهولة ، حكومة حمدوك تقلدت حكم البلاد وكانت الحاضنة الوحيدة لها كتلة الحرية والتغيير من الجانب المدني وهي عبارة عن مكونات حزبية مثل حزب الأمة، المؤتمر السوداني ، البعث، الشيوعي الخ… ومكونات نقابية كتجمع المهنين السودانين ومكون عسكري ممثلا في جنرالات احتفظت بنفسها في المجلس السيادي وبعض الوزارات السيادية… الحرية والتغيير تشتت وحدث لجسمها انسحابات ، فعل الصادق المهدي رحمه الله عندما لوح بالانسحاب مرة…. وتارة بالتجميد لكنه كان ( كلاما ساكتا) وليس فعلا ، الشيوعي يكيل الاحتجاج ضد حكومة حمدوك و يعارض سياساتها ،تجمع المهنيين انشطر إلي نصفين……نصف عقد اتفاق مع الحلو واخر اصبح وبقي لكن لا حراك فيه ، المكون العسكري بعض قيادته صرحت أن هذه الحكومة فشلت وحتي قيادات تفوهت بذلك من الحرية والتغيير الناشطين الذين كان بعضهم ايقونات للثورة الان يعارضونها ومنهم من اعتقل،…

الان الحكومة الإنتقالية سميت نفسها بحكومة الشراكة الإنتقالية بعد اتفاق جوبا ، بعض من قيادات الحركات المسلحة صرحوا بأن الحرية والتغيير لم تعد الحاضنة السياسية الوحيدة للحكومة ! ،إذن الحكومة الآن حدثت إلي شكل آخر…… وخرج من خرج وبقي من بقي ، بعض جيوش الحركات المسلحة دخلت الخرطوم وسوف تكثر الجيوش في غضون الأيام القادمة …… نحن الآن اصبحنا في حيرة من أمرنا هل هي حكومة عسكرية أم مدنية ؟ولا نعرف هل هي حكومة احزاب أم حكومة حركات ، الحكومة مجهولة الهوية تحتاج إلي ولي أمر كي تتبع له وحاضنة سياسية معروفة…. ولا تبقي مجهولة الهوية كما نري الآن ……. كجنازة الابيض .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى