هشام الكندي يكتب : ورحل ياسر الطيب

الخرطوم الحاكم نيوز
نسابق عجلات الزمن عصرا قبل المغيب من حلة السلك مربع 3 بالكلاكلة الوحدة وصولا لميدان رابطة كرة القدم بمربع 4 كانت حينها الرابطة فى عهدها الذهبي بقيادة الراحل عبدالله سيد احمد وملتقى اجتماعي ورياضي كنا في مقبل السنوات بين مشجعين ولاعبين بفرق البراعم فكان التشجيع وروح الداعبه حاضرة مع صيحات الراحل موسى الغرايبي (يالله درون) واستهجان حاتم سرالختم لقرار التحكيم والعزف المنفرد والجماعي لفرق الاتحاد والوحدة والنجوم وشباب الوحدة والهدف و الشاطىء والأهلي وافريكا فيستمتع الجمهور بمهارات اللعب من نجوم المستديرة(الطياني ، كره ، العوام ، جمال الحلبي ، عبود الطويل ، بابكر عكاشة ، دامبا ، اكوج ، طارق فضل ، علي عباس ، صلاح الزنجي ، قرشي البدوي ، كوكو ، مبارك صالح ، كمال نمر ، كوجاك ، توفا وغيرهم من النجوم )

كان حينها صديقي الراحل ياسر محمد الطيب في صغر سنوات العمر يرتدي الرداء الأخضر المخطط ينظر لكلاسيكو الوحدة يقف من الناحية الجنوبية الشرقية للميدان تارة يلعب الكرة وتارة يهرول لإعادة الكرة للمعلب عند سقوطها بمنازل الجيران من قذائف طارق فضل وجلال الحلبي ، فكانت بداية المعرفة و العلاقة بهذا الفتى الهادئ الطبع الهاش الباش المبتسم دوما. فارق السنوات بيني وبينه لم يسعدنا بزمالة الدفعة للثانوي بمدرسة المربي الاستاذ محمد الحسن فدارت دورة السنوات لنكون بذات الدفعة بجامعة السودان كلية الإعلام برفقة الصديق المشترك محمد جمعة فكبرت أواصل العلاقة من خلال البرامج العلمية من البحوث والسمنارات وحتى ركوب الدفارات وباصات الولاية (التاتا) والأخ ود جمعة كان ناطق رسمي لنا عند تحويل البص أو الدفار لنقطة الشرطة بالكلاكلة اللفة عند شكوى الكمساري لدفعنا قيمة التزكرة بفئة الطالب ويرفض الكمساري لأن نصف الركاب من الطلاب.

العام 1999 كان تاريخا للتخرج من الجامعة فكان صديقي ياسر يمني نفسه بآن يكون صحفيا شهيرا فكان يتمتع بسحر الكتابة واجادة الحوار وتجويد اللغة فعمل بصحيفة القوات المسلحة في مجدها وصحيفة الشارع السياسي ونبض الكاركاتير فطورا نفسه يوما بعد يوم ووجد ضالته من خلال جرأة الحوار والتحليل إلا أن مهنة البحث عن المتاعب تأخذ حيزا كبيرا من الجهد الذهني والبدني والانقطاع عن الأهل والأحباب حصولا على فتات من الدريهمات لا يتناسب مع الجهد المبذول ترك المهنة بالداخل مهاجرا للمملكة العربية السعودية فعمل بها لسنوات بين العديد من صحفها .

احساسة المترع بالجمال والإبداع جعل منه إنسانا جميلا تخرج منه الكلمات كما يخرج الشهد من النحل حتى غارت منه جميلات السكري لتصيبه بالداء فلم يذيده إلا جمالا ونحولا للجسم فلم يستسلم فصادق مرض السكر بروحه السكر فاصبحا أجمل صديقين يحلقان من غصن لغصن .

ومثلما كان ياسر ينثر جميل الالحان كان مثلها يعتلىء منابر الدعوة والرشاد بالحكمة والموعظة الحسنه فمن شابه أباه فما ظلم فكان الشيخ المرحوم محمد الطيب خطييا مفوها لايلوم في الحق لومة لائم و نتزكر خطبه كل صباح جمعة بالسوق ، فمن الطبيعي أن النشأة الدينية سمته في الحياه والمعاملة عاشا فى الحياة زاهدين لم يطلبا من غرور متاع الدنيا أوقية ذهب ، وما أن عاد ياسر من سنوات الغربة لتقبل عزاء والدة قبل شهور ابتلاه الله بالمرض فكان على قدر البلاء قابل المرض بصبر جلد باسما محتسبا وهو يصارع ويلاته لثلاث أشهر لم يذق فيها طعم النوم والراحة ممدا على فراش المرض يسأل عن أحوال الناس وأخبار البلد يشكر كل من سأل عنة ومن غاب يقول لهم(كتر خيركم عارف أحوال البلد والحركة صعبة) يشكر كل الشباب بالداخل والخارج كمال موسى وهيثم نوبي والجميع ، لم تفارقة اهات المرض ساعة فكان صبورا جلدا شجاعا والطبيب يجري له عملية صغرى لتثبيت الشطاف دون بنج موضوعي فثبات كلماته وهو يردد الله اكبر انسته آلام العملية فكان مصرا على عمل العملية الآخيرة يحمل بينه التفاؤل الجميل ويدعوا الله أن يكتب السلامة عند رسائلة لمن يحب كل جمعة.

صديقي الجميل كمال موسى يراسلني عند كل صباح شعرا تزكرنا نداوة الأيام بالوحدة ووقوف اطلالها بشارع ابوعواض وحي سمارة ومربع 5 و سوق السلك (فى بعادكم طير يغرد يرسل الألحان حنان) وأنا اتنفس أنفاس الصباح تظهر لدي الرسالة الصوتية وياليتني لم أقوم بفتحها ثلاثة كلمات أتت بالخبر الشين(هشام ياسر اتوفى) لاحولا ولا قوة إلا بالله غاب البدر الذي كنته اسامره قبل يوم عبر الجوال ، فشاع الخبر عبر الاسافير والكل مكلوم ومجوع (مات ياسر رحل الشحرور مات ود محمد الطيب الكبير) فلبست الوحدة الوديعة عباءة السواد بكل مربعاتها الست حتى محيط فاصل الدخينات و نامت على غطاء الحزن النيل فلم يكن صباح الإشراق ذاك الصباح ولم يكن شفق المغيب ذاك الشفق ولم يكن طابور المدرسة الصباحي بالق الصباح وإن انشدوا رائعة (علي عباس) (مدارسنا صباح خيرك) ولم تكن ضحكات الأطفال تلك الضحكات وإن داعبتهم فكاهة (سيف يسن) ولم تكن صلاة الجمع والعيد برونقها وإن تعالت آذان مساجدها كيف لا فقد غاب عنها عفصور الفرح المغرد سمح السجايا جميل الصفات اخو الاخوان عشا البايتات مقنع الكاشفات وبعدك خليت الوحدة خلا ولبست اثواب الحداد … اخي(ياسر الطيب) نشهد لك بأنك صالحا وأبن شيخ صالح ومن ارتاد المساجد فاشهدوا له بالصلاح وانت كنت حمامة للمساجد فنم غرير العين فى رياض الجنان العليه ، تمشي روحك الطاهرة بيننا ، نحن الرجال قلوبنا مكلومة وموجوعة فكيف حال أم ياسر وأم علاء والزغب الصغار صبرهم الله صبرا جميلا و ترك فراقك بيننا جرحا غائر من الصعب أن يندمل سائلين الله يجعل مسواك الجنه ويجعل البركة فى زريتك ولا نقول إلا مايرضي الله وإن لفراقك لمحزنون يا (ياسر الطيب) وإنا لله وإنا إليه راجعون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى