دكتور صديق مساعد يكتب : الدين والسياسة تقاطعات وتجاذبات (4)

الخرطوم الحاكم نيوز

تحدثنا فيما سلف حول تطور الفكر السياسي ودور الدين وتقاطعاته في ظل الحكم الأمبر اطوري إلي جانب الفكر الديني المسيحي أيضا وعلاقتة بالامبراطوية الرومانية والدولة الاسلامية بعد ان شبت عن الطوق وتجاوزت دولة المدينة ودخولها الفضاء الامبراطوري الشاسع وهنا سوف نسلط الضوء حول فكر الدولة القومية التي تفتحت براعمها في وربا ومن ثم انداحت تلك الدوائر الي بقية اجزاء العالم لا سيما بعد الحرب الكونية الاولي ومؤتمر الصلح واتفاقية سايكس بيكو وتفكيك كثير من الامبراطوريات وانتشار ضياء حركات التحرر الوطني والاستقلال ودحر جيوش الاستعمار وفكرة الكولونيالي رغم هذا كان هنالك كثير من بلادنا الاسلامية تتوق وتتعلق بفكرة دولة الخلافة بعد ان وجدتها ميتة سريرياً اذ كانت تعاني كثير من الازمات ولعلل وسيطرت عليها مشكلات الشيخوخة إلي ان اضحت توصف برجل أوربا المريض.
هذا الموت السريري الذي كانت تعاني منه الامبراطوية العثمانية او دولة الخلافة في الاستانة قامت حركة اتاتورك بتكفينة وايداعة الثري متخلصة من دولة الخلافة التي ظلت تكم لمدة خمس قرون ونيف قدمت بدلاً منها نموذجناً علمانياً كانت منابع افكارة سياسية تاثر أتاتورك بالدراسة في الغرب ونشأته في مدينة سالونيك ذات القوميو و الملل الاخري سيما اليهود والاثوذيكس والكاثوليك وغيرهم وزاد علي هذه الدراسة اتاتورك ورفاقة في الغرب وتاثرهم بة فلذا حاولو انبات الفكر العلماني انباتا و غرسة قسريا في مجتمع لم يكن مهيئا لابتلاع تلك الوصفة التي مازالت اثارها تتداعي في المجتمع التركي وكثير من نخبة علي ساحة العمل السياسي التركي وهو مانراه اليوم في يققظة الضمير الاسلامي وظهوره كقوة اجتماعية وسياسية كبري لها اثرها الواضح في الشارع التركي بل اصبح حزب الاغلبية في تركيا ذو توجهات إسلامية رغم محاولات الجيش سابقا بحمل المجتمع التركي والنخب الحاكمة للسير في دروب العلمانية ولقد كان المجتمع التركي والنخب الحاكمة للسير في دروب العلمانية ولقد كان الجيش لا يقبل بعض النخب السير في طريق اتاتورك ولقد زكر في تلك الايام الاستاذ عبدالله سيفنين رئيس تحرير الصحيفة التركية اجتهاد إذ قال عيشة قيام حركة اتاتورك وطرحها الصارخ ضد التوجهه الاسلامي قال ((لا توجد حضارة ثانية بل توجد حضارة واحدة فكلمة حضارة تعني الحضارة الاوربية وينبغي استيرادها وفرضها كما هي بزهرها و شوكها)) اي ان نخب تركيا وجنرالات جيشها لم تراعي حينها الواقع التركي ولم تقم بتفهم طبعية ان يكون الشعب يديم بالاسلام بل لم تقم حتي بتهيئة المناخ التركي فكريا وثقافيا حتي يتقبل هذه النقلة التي بموجبها اضحي الشعب التركي بل قادتة بين ليلة وضحاها من دولة الخلافة الاسلامية بطقوسها وشارتها عبر إمبراطورية شاسعة إلي دولة قومية ذات نزعة طورانية سافرة وموغل في القطعية تجاه ما هو ديني حتي الري حينها اتخذ منه موقفا حاداً الامر الذي لم يستسيغه الشعب التركي ولم يقبلة ضمير لان لهذا خصوصية فيما يتعلق بكثير من قضايا حياة الناس كما ان اي فكرة اذا أردت لها النجاح يجب ان تتقدمها حوارات فكرية جادة فالثورة الفرنسية مثلا التي احدثت تحولات كونية كبري في العقل الانساني وحددت المسافات بين الكنيسة ورجالها والدولة وجاءت بعهد ووثيقة حقوق الانسان واصبحت ثورتها نبراسا وهديا لكل الشعوب منذ القر 16 ميلادي الي يومنا هذا ليس بسبب الفال الحسن للشعب الفرنسي فما كان لثورة فرنسا وافكارها ان تحفر عميقا في وجدان فرنسا بل الانسانية جمعا وتصبح مدرسة من مدارس الفكر الانساني فيما قدمت من فكر ليبرالي وحركة هادرة فكريا و ثقافيا وفنيا ونقدا متددا وفكر خلاقا متوهجا لولا قيام نخبها بمجهود ضخم ومشروع عظيم قبل قيام الثورة بل هو الذي شق الطريق للثوار وذلك بتدشيم مشروع وطني نقدي وتحليلي للواقع الاجتماعي و الفكري والثقافي و الديني و نبشه وسبر اغواره في الكتاب المقدس لم يسلم من ذالك النقد العميق والعلمي والجدل الخلاق والهادف والبناء دون قداسة لمنتجات البشرية وتجاربها امام هذا الحوار حقا كان عصر انوار وتنوير ومعرفة فلقد قام بدراسة التراث والفكر الديني وا ونقده نقدا عميقا عبر اسس علمية وعقلية مجردة بعيدا عن الخرافة والدجل و الشعوذه فالسياده والرياده كانت للعقل والنظرية العلمية و التجربة الحية وليس رجم الغيب وخرافات الكهان وكان هذا العمل النقدي الكبير للفكر الديني وما كان يسمي مقدسات من سلوك رجال الكنيسة كان مدخلا فسيحا انتقل به المجتمع عبربوبات كبري وطرق سالكة إلي فضاءت العقل والعلم ونبذ الخرافة احكام العقل وكانت هذه النقلة التي احدثها عهد الانوار الذي تجلت عبقريتة واينعت ثمارها الزاهره في الفنون و الاداب و الرسم و النحت والنقد و الموسيقا والمسرح فلقد قام هذا الابدع بالتهيئة لكل الظروف لاستقبال الانتقال الي مربع جديد وهو الثورة الفرنسية التر انداحت امواجها الي ان لامست شواطي الاطلنطي اقصي الغرب اي الولايات المتحده وفعلت اثرها هناك والهمت الثورة الامريكية بقيادة واشنطن ضد الانجليز وفعلت اعصير الثورة الفرنسية فعلها تجاه كثير من عروش وملكيات اوربا سيما ملوك الربون وحتي اوربا الوسطي والشرقية لم تسلم من اثار الثورة الفرنسية وما كان لهذا ان يحذث لولا الدور الكبير الذي قام بة الكتاب والعلماء والفلاسفة والمفكرون والشعراء وبعض رجال الدين وانتشرت رايات وفلسفات و فكار عصر الانوار ولقد قامت هذه الحركة الفكرية بدور الاتقوي اعتي الجيوش من القيام بة وحقا كانت ومازالت افكار عصر الانوار منهلا يتشق من اهل العقول الحية ولوحذت نخب وعسكر بلادنا وتجشمت ذات الكريق لكان واقعنا غير المشاهد هذا.
نواصل في الحلقة القادمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى