الرادار – ابراهيم عربي -(لا.. ياهؤلاء) … لماذا تصرخون ..؟!

الخرطوم الحاكم نيوز
ربما أراد وجدي صالح أن يتقمص شخصية ودور محمد سعيد الصحاف وزير إعلام حكومة صدام في العراق والناطق الرسمي بإسمها ، ولكن هيهات هيهات ، شتان مابين الصحاف بدوره المشهود له بالكفاءة والنجاح في مهمته تلك ، وهذا الوجدي (غير الصالح) مع رفاقه بأدوارهم الملتوية والإنتهازية المشكوك فيها .
رغم أن (الصحاف ووجدي) الإثنين معا يجمعهم حزب البعث العربي بشعاره (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) ذو التوجه الإشتراكي بنزعته (السادية) كقاسم مشترك يربط بينهم بتاريخه الأسود الموغل في الخصومة والدموية والغدر والخيانة . 
ربما أراد هذا الوجدي أن يبحث له عن دور جديد وزيرا للإعلام (حلقوما للحكومة) تلك الوزارة الهاملة (كوماري) ، رغم أن التشكيل الجديد أصبح بذاته محل جدل يسبقه الإتفاق والتوقيع علي برنامج الحكومة المقبل ، ولذلك لا زال المرشحين له محل تبديل (الغث بالسمين ، والسمين بالغث) .
يأتي كل ذلك في ظل معلومات تكشف عن إتجاه لحل لجنة التمكين وإنتهاء دورها المرسوم لها بدقة (شيطنة الآخر) وإنشاء مفوضية بدلا عنها ، مما دفع برئيسها الفريق ياسر العطا تقديم إستقالته ربما محرجا من أفعالها التي أصبح طابعها سياسيا بحتا للتشفي وتصفية الخصوم خارج إطار القانون ، ومن الواضح أن الرجل تردد كثيرا في إستقالته والتي تأخر دونها كثيرا أيضا ، ولذلك فإن صراخ هذا الوجدي حينما يقول (بدأناها معاً وسنكملها معاً)، أعتقد صراخ رجل ضل الطريق وافتقد الحماية ، فأصبح حاله كالذي يتخبطه الشيطان من المس وحتما قريبا جدا سيزداد الصراخ ..!
أعتقد وجه الشبه الرابط بين دور هذا الوجدي الفاشل والدور الذي ظل يقوم به الصحاف هو الكذب والنفاق والتظاهر بالوطنية لرفع الروح المعنوية للشعب بإستخدام عبارات ومفردات وأسلوب لاذع حسب تقاطع الأجندات . 
فالصحاف ظل يصف القوات الغازية الأمريكية وهي تضرب كافة المراكز الإستراتيجية والسيادية حتي وصلت مركز مؤتمراته الصحفية ، فلا زال الرجل يقول (هؤلاء العلوج والأوغاد والمرتزقة وجحوش الاستعمار لن يصلوا إلينا) .
أما هذا الوجدي ماقله كثير وسخيف ومقرف يعف لساننا ويكف قلمنا دون ذكرها ، سبحان الله فقد بلع الرجل لسانه في أكثر من موقف ومنها في حق الدعامة والجيش ، شتان مابين وجدي 2014 وهذا الوجدي 2020 ، اي نفاق أكثر من ذلك !، ونترككم مع مشاهدة مقطع فيديو منتشر للمقارنة حقا (كلام الليل يمحوه النهار) .
ولكن عليك أن تتذكر ياوجدي (جِراحات السِّنانِ لها التِئامٌ .. وَلا يلتإمُ ما جَرَحَ باللسانُ) ، ويقول المثل السوداني (التسوي كريت في القرض تلقاه في جلدها) ، فالقانون هو القانون ، وحتما هؤلاء الشباب يسألونكم أين معمر موسى ومخائيل بطرس ورفاقهم وأين وأين ؟ ولماذا ظلوا هؤلاء في السجون بأمركم دون توجيه أو محاكمة ، أليست العدالة للجميع ، ولا هنالك خيار وفقوس ..!
لا ياهؤلاء لماذا تصرخون ؟! ، إنكم خربتم بيوت وشردتم أسرها وأوقفتم مؤسسات ظلت تدعم التعليم والعلاج ، وبل يجري الخير علي يديها ، فماحدث في حق منظمة الدعوة الإسلامية ودانفوديو وغيرها نموذجا سيئا لأفعالكم ، وقد كذبت وزارة المالية هرطقاتكم وتؤكد جميعها كذبكم وتجاوزاتكم وما خفي أعظم .  
وبل ذهب مسيلمة الكذاب هذا يصرخ في تمثيلية سمجة (شعبنا شعبنا) خادعا الشباب والشابات الذين هزمهم وجدي مع رفاقه وحطموا أحلامهم بالكذب والنفاق وشيطنة الآخر لحظات سواقة الناس بالخلا ، يصرخ هذا الآن لمزيد من مواكب الفوضي والخراب والمتاريس في وجه الحكومة والتضييق عليها لأنها ستلغي لجنته لتحل مكانها المفوضية ، ولا كبير علي القانون ستراجع أعمالكم وحتما ستسألون وستصرخون !. 
من الواضح أن إستقالة رئيس اللجنة الفريق ياسر العطا وإجراءات البلاغات التي تم تحريكها ضد مناع والقبض عليه ، وما يدور بشأن حل اللجنة وتكوين مفوضية لمكافحة الفساد ودخول شركاء جدد ، بلا شك تكون المهمة قد صعبت في وجه هذا (الثلاثي) ومن خلفهم آخرون ، فأصبح حال ثلاثتهم مثل (ديك المسلمية وديك العدة وديك البطانة) ، وتؤكد بلا شك أن مهمة هؤلاء قد إنتهت بإنتهاء مراسم الدفن ، ولكنها بلا شك ستظل نقطة سوداء تطاردهم لعناتها حيثما ولوا ، وعليهم أن يتحملوا تبعات شيطنة الآخر قانونيآ وسياسيآ.
علي كل من الواضح أن لجنة إزالة التمكين ظلت تعمل منذ بدايتها سياسيا أكثر منها قانونيا (عزف منفرد) ، بعيدة عن شعار الثورة (حرية ، سلام وعدالة) حيث يفتقد عملها للعدالة ، بلا لجنة للإستئناف للنظر في قراراتها ، فضلا عن غياب المحكمة الدستورية والتي يشكل غيابها قدح في قانونية ودستورية الوثيقة الدستورية نفسها .
وبالتالي حسب القاعدة الذهبية القانونية (ما بني علي  باطل فهو باطل) ، وبلا شك يندرج ذلك علي لجنة إزالة التمكين بإنها باطلة ، ولذلك كله غابت  العدالة وظلت تخضع للأهواء الشخصية والتصفيات السياسية وتقاطعات المصالح ، واضح إنها جاءت علي غرار (تصفية البعث بالعراق) وليست العدالة بمعناها الواسع ، ولذلك ليس غريبا أن يتحول ذات (خميس البل) الذي ظلت لجنة إزالة التمكين تصنع له السيناريو الزائف ، لخميس آخر نقيض تحولت فيه اللجنة بذاتها من صناعة الخبر إلى حدث وخبر ، إذا لماذا تصرخون ..؟! . 
الرادار … الأحد السابع من فبراير 2021 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى