الرادار – ابراهيم عربي – (الجبهة الثورية) … بلع الأمواس …!

الخرطوم الحاكم نيوز
‏لا أدري هل إنتهي شهر العسل وضاقت الصدور بما رحبت فاستعصت علي قيادات الجبهة الثورية عملية (بلع الأمواس) ، تلك التي تعهدت وتواثقت عليها في آخر إجتماعاتها بجوبا قبيل لحظات من مغادرتها إلي الخرطوم ، أم إنها إستطاعت أن تتجاوز خلافاتها تلك بشأن تقسيم كيكة السلطة ، أم أن الأمواس قد ثقلت علي معدتها فعجزت عن بلع المزيد منها!. 
ظللنا نتابع بقلق شديد التباينات داخل مكونات الجبهة الثورية بين مساراتها المختلفة من جهة بشأن تقسيم كيكة السلطة ، لا سيما بشأن مقاعد السيادي وحاكم إقليم دارفور المتنا زع عليه بين الطاهر حجر ومناوي وقد وصلت الخلافات بسببه لمرحلة أن تحسس كل منهما سيفه محتميا بجيشه وكادت أن تقود لمواجهة ميدانية ، إلا أن تدخلات الوساطة والعقلاء قد نجح في وضع الفتنة في ثلاجة ولكن ليس وأدها .
بناء علي ذلك تم التوافق علي كل من الطاهر حجر رئيس تجمّع قوى تحرير السودان ، الهادي إدريس رئيس حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي ومالك عقار رئيس الحركة الشعبية – شمال ، ثلاثتهم لمقاعد المجلس السيادي ، بينما تم إعتماد مناوي حاكما لإقليم دارفور وسط تباينات أيضا ، فيما يقاتل الرجل لأجل نيل مقعد لحاكم دارفور عضوا بالسيادي علي قرار الإتفاق مع النظام السابق .
غير أن الخلافات بين المكونات والتباينات الداخلية لازالت تراوح مكانها ، تنبئ بإشفاق جديد مثلما حدث في داخل الحركة الشعبية – شمال حيث تصاعدت حدة الخلافات بين عرمان وجلاب وعقد جلاب مؤتمرا صحفيا هدد من خلاله وتوعد ، ولكنها كانت مناورة خاسرة أطاحت به من الحزب وتجميد منصبه أمينا عاما .
ولكن من الواضح أن عرمان ضاق زرعا بوجود جلاب منافسا له وهي خصلة ظلت مرافقة لياسر عرمان طوال مسيرته في الحركة الشعبية – شمال ، وقد سبق أن تم فصل جلاب من الحركة الشعبية – شمال قبل المفاصلة لذات الأسباب ، سخر وقتها القائد تلفون كوكو من الخطوة معلقا عليها (شاويش يقيل ضابط) وكان يقصد أهلية جلاب العسكرية وهو خريج الكلية الحربية وهو أحق بالقيادة من مالك عقار (شاويش الجيش الشعبي) !.
علي العموم ماحدث بالحركة الشعبية – شمال (الجبهة الثورية) ليس مستبعدا ، وقد حذرنا منه باكرا ، وقلناها بكل وضوح أن إتفاق المسارات بجوبا سوف يقود البلاد لأزمة في الشرق والمنطقتين  ، فيما لازالت الخلافات تراوح مكانها حتي هذه اللحظة سجالا بين جبهة مناوي من جهة وجبهة الدكتور الهادي إدريس من جهة أخري ، قادت لشخصنة الخلافات بين الطاهر حجر وكل من الجاكومي والتوم هجو (خميرة عكننة) .
وليس جديدا ، إذ يدرك المتابع للمفاوضات بجوبا والتي إمتدت عاما تقريبا ، يجد أن شركاء السلام قد توافقوا علي (أضعف الإيمان) للحفاظ علي (شعرة معاوية) ، حتي لا تفشل المفاوضات والتي وصلت وقتها قاب قوسين أو أدني من الإنهيار ، لا سيما عندما هدد مناوي بالإنسحاب من الجبهة الثورية محتميا بجيشه بالحدود السودانية مع دولتي تشاد وليبيا ، فيما غادرها الريح محمود ورفاقه قبيل لحظات من عودة الأطراف المختلفة للتوافق علي جبهتين (1، 2).
قالها مناوي وقتها في تغريدة له علي تويتر أن عملية (بلع الأمواس) مصطلحا تم تداوله بكثرة في هذه الجلسة الأخوية والرفقة لمصير ومسيرة واحدة ، وتعهد الرجل قائلا (التحرير لن تغرق في الخصومة مهما فاضت الاختلافات .. الى الامام والكفاح سيستمر حتي المقر) ، بلاشك إنها عبارة مهمة وذات معني ومدلولات .
علي كل توصّلت الأطراف في الجبهة الثورية (1 ، 2) علي المقاعد (الثلاثة) بالسيادي كما ذكرنا أعلاه ، علاوة علي الوزارات الإتحادية السبعة ، منها (5) لمسار دارفور ووزارة  لكلّ من مساري (المنطقتين والشرق) ، فضلا عن مقعد لوزير دولة ومنصب والي بإحدى ولايات دارفور .
غير أن التباينات بشأن تخصيص المقاعد لازالت تنذر بالمزيد من الخلافات رغم إنهم توافقوا علي جبريل إبراهيم وزيرا للمالية ، بثنية إبراهيم دينار وزيرا للحكم الاتحادي (عمدة للولاة) ، محمد بشير أبو نمو وزيرا للتعدين ، أحمد آدم بخيت وزيرا للرعاية الاجتماعية ، عبد الله يحي وزيرا للطرق والجسور، بحر الدين كرامة وزيرا للثروة الحيوانية ، أسامة سعيد وزيرا للتربية والتعليم (وسط خلافات) .
علي كل لازالت التكهنات تنذر بإنشقاقات داخل مكونات الجبهة الثورية لا سيما بشأن المفوضيات ووزراء الدولة وأعضاء التشريعي وربما يثير منصب رئيس المجلس التشريعي نفسه خلافات طاحنة ، مالم تنجح الوساطة والتدخلات لصرف المزيد من المسكنات (بندول نافع) ، فلازالت الساحة حبلي بالتشاكسات والمفاجآت ، فهل لازالت الإرادة متوفرة لدي هؤلاء لبلع المزيد من الأمواس ؟!.
الرادار .. الخميس الرابع من نوفمبر 2021 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى