أخر الأخبار

من هم الفلول ..؟!  بقلم : إبراهيم عربي

 

سبحان الله مغير الأحوال !، كان حتي عهد قريب (الفلول) يقصد بهم أنصار النظام السابق ، حسب شيطنة الحرية والتغيير (قحت) التي تفككت ، المنتهية صلاحيتها والتي سرقت الثورة وباعتها وقبضت الثمن دراهم ودولارات غدرا وخيانة .

وليس ذلك فحسب بل (الفلول) وصف أطلقه (الحزب الشيوعي) لشيطنة (الكيزان) من أنصار النظام السابق للتضييق عليهم زورا وبهتانا !، وهم يقولون (الجوع ولا الكيزان) حتي أذاقهم الله الجوع والخوف والغلاء والأزمات ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، ولكن ربما ضاق البيت بأهله ذرعا ! ، فتفرقت (قحت) بذاتها أرض سبأ إلي (فلول وعملاء ولصوص ومرتزقة) ولذلك نحن نتساءل من هم الفلول إذا ؟!.

لا أعتقد يستحق أنصار النظام السابق الذين أصبحوا زاهدون في السلطة وصف الفلول ، وقد أصبحوا بذاتهم مجرد شماعة ليعلق عليها الفاشلون سوءاتهم ، وبل أصبحوا مجرد خلاعة لا حول ولا قوة لهم ، ولكن رغم ذلك يفر منهم هؤلاء المخلوعين الذين (يحسبون كل صيحة عليهم) .

إذا من هم الفلول ؟! هل هم أنصار (قحت) الذين تفرق جمعهم مابين جناح مؤيد للحكومة وآخر معارض لها ، وثالث (كراع برا وكراع جوا) ، هل هم جماعة (كبيرهم الذي علمهم السحر) الحزب الشيوعي الذي ظل محتفظا بكوادره داخل الحكومة يوجهها حسب خطته الماكرة بداخلها ، ويقود لجان المقاومة خارجها بمكر وخبث ظاهره معارضا وباطنه داعما ومناصرا ؟! .

غير أن الواضح أن المقاطعة قد وصلت بين الشيوعي هذا ورفاقه لمرحلة (فراق الطريفي لجمله) ، إذ تم منعه من مجرد إقامة مؤتمرا له بسونا التي أصبحت في عهد ولاية فيصل والرشيد وعبد الحميد مجرد منبرا للإعلانات والتسويق مثلما أصبح تلفزيون لقمان قناة هابطة لا تطرب إلا أهلها .

بناء عليه هل الفلول هم تجمع المهنيين الذي جمع (الْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ) الذين تفرق جمعهم إلي كويمات يسيطر عليه الحزب الشيوعي والإتحادي وغيرهم وكل يدعي الشرعية زورا وبهتانا، فيما وقفت الحكومة بأجهزتها الأمنية حيالهم (أطرش في الزفة) .

أم الفلول هم تجمع القوي المدنية (المؤدلجة) التي تفرق جمعها هي الأخري أرض سبأ ، تهدد بالإنسحاب من الحكومة في حالة تجاوز مرشحهم الممثل البارع الفاشل مدني عباس مدني ، الذي جاءها في ليلة (حدس ماحدس) متوكأ علي رجلين وقد قد قميصه من كتف ،ومثله جماعة تقاطعات المصالح والماسونية والرأسمالية .

أم هم جماعة حزب الأمة المتوافق أحيانا ، والمتردد دوما ، والمجمد قولا ، المقاطع إسما ، والذي فقد حظوظه وكروته بفقد إمام الوسطية (رحمة الله عليه) ، أم هم جماعة كتلة نداء السودان التي تقطعت أوصالها مابين شركاء متشاكسين في الحرب والسلام .

إذا من هم الفلول ؟ هل هم حزب البعث (المفكك المهلهل) بتاريخه الأسود الذي تفرق جمعهم مابين سنهوري ووداعة ووجدي أعداء السلام وتاور ومن لف لفهم من أحزاب (الركشة والأتوس والأمجاد) الذين سطوا علي الثورة في ليل بهيم ، أم هم جماعة ساطع الحاج فاقدة الاهلية ، أم الفلول هم جماعة الوطني الإتحادي حزب محمد عصمت خادع الثوار صاحب فرية (64) مليار دولار المنهوبة .

أم الفلول هم لجان المقاومة (صنيعة الحزب الشيوعي) الذين ذهبوا مع أبوهم معلنين إنسحابهم من (قحت) سياسيا وقانونيا ، وبالتالي سحب تأييدهم لحكومتهم الفاشلة التي يعارضونها ظاهرا ويدعمونها سرا ، وهم يدعون تارة لإصلاحها وتارة أخري  لإسقاطها .

هل الفلول هم شباب الثورة المغدور بهم ، يطالبون بالقصاص لزملائهم الشهداء ؟، هؤلاء الشباب المقهورين الذين فقدوا الأمل وحل بهم اليأس ، وقد ظلوا ينددون ضد السياسات الرأسمالية الماسونية التي ظل ينفذها عملاء صندوق النقد الدولي برفع الدعم وتحرير الأسعار ، التي قادت للمزيد من الأزمات والغلاء الفاحش ،  تجاوز عندها الرغيفة (25) جنيه ، ولأول سابقة من نوعها في تاريخ السودان يبتكر أنور الخرطوم الفاشل الذي أظلمها وجوع أهلها ، الرغيف بالكيلو وربما غدا بالمتر الهوائي .

هل الفلول هم المواطنين الجوعي والحرائر الثكالي والأطفال الذين قتلت حكومة حمدوك براءتهم ، يكابدون العنت والمشقة في الصفوف باكرا يبحثون عن لقمة عيش يسدون به رمق الجوع وعن دواء ووقود وغاز لم يجدونه ، بينما ظل الوالي الفاشل يهددهم ويتوعدهم ، وعندما لم يجد ما يداري به سوءات فشله لكسب قلوب ساداته طمعا في التجديد ليوم الزينة لمرحلة جديدة ، تشدق وتوعد كل من يعارض حكومته بالطرد واصفا إياهم بالفلول ، لكن لا تذهب بعيدا أيها الوالي الفاشل نعم سيصرخون في وجهك البائس قريبا جدا (لا نوالي هذا الوالي) ، مع الأسف أمثالكم هؤلاء لا يشبهوننا ولا يحق لهم أن يقودوننا عقب ثورة شهد لها العالم إختطفتموها بدم بارد  .

إذا من هم الفلول ؟!، هل هم المواطنين الذين لم يجدوا (لا تعليم ولا صحة ولا رغيف ولا وقود ولا غاز ولا مواصلات ولا دواء ولا علاج) ، هؤلاء الذين سحقهم الغلاء الفاحش وقد تجاوز سعر كيلو السكر (250) جنيه وأنبوبة الغاز (الف) جنيه وجالون البنزين والجازولين أكثر من (600) جنيه فيما تجاوز سعرالدولار (330) جنيه وكل يوم في شأن جديد ، وزيادة في الكهرباء بنسبة 500% ،والمياه 300% فيما تجاوز التضخم 300% وتجاوز معدل الفقر 90% وإنفلات كامل في السوق .

هل هؤلاء هم الفلول ؟ أم هم الحكومة بشقيها العسكري والمدني في السيادي والوزراء والولاة في حكومة الفشل والخيبة والكذب والنفاق الذين ملأوا الدنيا زعيقا ونعيقا ، أم هم فئات الشعب المقهور ! ، أم هم العصبة التي لازالت تمارس سياسة سواقة الناس بالخلا تقسم المناصب بالمحاصصات وتدعي زورا وبهتانا أنها أتت بالكفاءات ! سويتها شينة يالخبير الأممي الدكتور عبد الله حمدوك !، ولكن حقا من هم الفلول ؟! .

عمود الرادار .. الإثنين الأول من فبراير 2020 .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى