شوكة حوت – ياسر محمد محمود – ثمن المدنية

الخرطوم الحاكم نيوز

نفضت العاصمة السودانية عن نفسها غبار ثلاثين عاما وتوضأت من نيلها العذب الرقاق عند مقرن النيلين وهتفت بأعلى صوتها وردد صدى هتافها مئات الآلاف من حناجر أبنائها الثوار الشفاتة والكنداكات مرددين حيى على بناء الوطن بسواعد بنيه وبناته تحت مظلة حكومة مدنية تحقق رغبات ومطالب أبناء الشعب الكريم فى حياة كريمة حدها الأدنى أن يكون الوطن فى حدقات العيون وينوم الوطن على (لحاف) المساواة فى الحقوق والواجبات وطن يتقاسم أبنائه خيراته من دون أن يكون هناك حجر على أحد من أحد

لبست الخرطوم ثوب زفافها القشيب وأكملت إستعداداتها لحدث تاريخى تمثل فى التوقيع النهائى على الوثيقة الدستورية (المبلولة) التى تؤسس إلى نظام وحكم مدنى يتمثل فى حكم الشعب للشعب عن طريق الشعب بعيدا عن النعرات العنصرية والجهوية نظام تقدم فيه الكفاءة على كل المعايير فى وطن يتدفق خيرات وطن يتوسد كنوز من الخيرات وطن يمكن أن يستوعب كل الأنشطة الإقتصادية ليعود إلى مكانته بين الدول وطن يحتاج إلى حسن إدارة موارده بعيدا عن الفساد والمفسدين وبعيدا عن الأحلام الوردية (سنعبر وسننتصر) وهما وليس حقيقة

اخيرا كسب الشعب السودانى الرهان وإنتصرت إرادته ورست سفينته على جودى الحكم المدنى (الخديج) الذى ينشده أبناء السودان فالتحية لشهداء الثورة السودانية الذين إرتادوا المنون وقدموا أرواحهم رخيصة ثمنا للحرية (المسروقة) من أجل أن يعيش الشعب السودانى عزيزا مكرما وليس (مبهدلاً) وكان لهم ما أرادوا ومازالوا على إستعداد لتقديم المزيد حفاظا على مكتسبات الشعب التى حققها عبر ثورته الظاهرة المجيدة (المختطفة) ليخط على جدار التاريخ شارة وبشارة ويضرب موعدا مع النصر المؤزر ويردد سمفونية التسامى والتسامح تحت رأية السودان يسع الجميع وتضميد الجراحات مهما بلغت من الألم كل هذا لأنه خرج وتخرج من مدرسة الشعب السودانى المعلم البطل (المخذول) من كفاءاته المزعومة والمخرومة

وبعد أن تحقق للشعب ما أراد من مدنية فإن للمدنية ثمن ومهر واجب السداد المدنية تعنى أن يتم بناء وطن محترم يشبه تطلعات أبناء السودان وطن نتباهى به وطن يستوعب كل طاقات أبنائه والمدنية تعنى أن يعلو القانون ولا يعلى عليه وأن تكون العدالة مثل الموت لا تستثنى أحدا المدنية تعنى محاربة الفساد والمفسدين وإعادة الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة والعمل الجاد على بناء إقتصاد سليم معافى وأن يرتدى الوطن ثوب الخضرة والماء الزلال ويقدم الوجه الحسن ليذهب عن الشعب وجع ثلاثين عاما عجافا وثمن المدنية أن نضع الإنسان المناسب فى المكان المناسب مع إعمال مبدأ المحاسبة ووضع الحصان أمام العربة لتنطلق فى سوح التنمية لحظتها سيكون إعلان الفرح الأكبر المدنية التى نالها الشعب السودانى يجب المحافظة عليها بكل ما أوتينا من عزم وعزيمة وإصرار وقوة وليس (منايصة وكتيل عيونات).

نــــــــص شـــــوكــة

ما بين الحرية والفوضى همسة المدنية لا تعنى التحرر و(الإنطلاقة) والمدنية تعنى التمسك بالقيم والتقاليد السمحاء المدنية تعنى أن لا نخلط بين الفوضى والحرية لنصنع دمامل على وجه التجربة المدنية المنشودة وأى سلوك مشين ومنحرف سينسحب على المدنية

ربــــــــع شـــــوكــة

ما أجمل المدنية فى إطارها النظرى وما أصعب المدنية فى إطارها العلمى وتطبيقها على أرض الواقع

yassir.Mahmoud71@Gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى