من أعلي المنصة – ياسر الفادني – بعد الفراق…..

الخرطوم الحاكم نيوز

عبد الله أحمد آدم الكردفاني ….أو الموسيقار والملحن عبد الله الكردفاني كما يحلو لعموم اهل الفن والثقافة والغناء ، الكردفاني هو أحد مبدعي بلادي فقدناه بالأمس بقاهرة المعز بعد معاناة شديدة وطويلة مع المرض ، وهو يعد من الرعيل الماسي الذي ارسي دعائم قوية للأغنية السودانية كلماتا وموسيقي ولحنا وكانت بدايته اغنية الكرب السادة….جابتني ليك إرادة ، الفقيد مرجع زاخر بالحان التراث التي ابتكر فيها انماطا عديدة ومدارس متفردة اثرت مكتبة الأغنية التراثية السودانية ، الموسيقار عبد الله الكردفاني واحد من الذين طوروا وحدثوا بعض الإيقاعات التي يتغني بها اهل كردفان مثل إيقاع( الشوريب) الذي اضاف اليه تحديثا جميلا فصله تماما من دائرة تعلقه يايقاعات (الفرنقيبة) و(الدرملي)…

الفنان الاسطورة الراحل المقيم محمود عبد العزيز كان للفقيد القدح المعلي في اظهاره كمبدع وتالقه كنجم في الساحة الفنية بعد أن احتضنه ورعاه كموسيقار بل لحن له بعض الأعمال التي أظهرت بريق (الحوت ) مثل أغنية( ياعمر) واغنية( بعد الفراق) الذي أظهر فيها درجة عالية من اللحن الشجي وطوع فيها الكلمات لتنساق لحنا أعجب واطرب جمهوره العريض ، أغنية بعد الفراق تتميز بالكلمات العذبة والمفردات العميقة المعبرة وأضاف اليها الفقيد الكردفاني لازمات وصولات دافئة وحنينة تتسق مع الكلمات وتناسب صوت محمود عبد العزيز …بعد الفراق … ماعدت تاني … تهمنا….إيه الحصل؟ تكتب جواب…. مضمونوا انت تذمنا…ماقلت في ساعة الوداع ما في أمل حايلمنا .. ظل الفقيد صديقا وملحنا لمحمود فترة من الزمان واستمر العطاء حتي لحن له أغنية …إبتسامة حبيبي تكفي …لما كان بينا الغرام ،إذن الق لحني صادف…. صوتا شجيا اخرج الإبداع….

عبدالله الكردفاني كان له صوت واضح وجريء في علاج بعض التشوهات التي تظهر بين الفينة والفينة الأخري في الساحة الفنية الغنائية ، انتقد بعض الفنانين الذين بغنون أغاني الغير ويجرون عليها بعض التعديلات الأمر الذي يجعلها تتعرض للتشويه في الشكل والمضمون واللحن ،كان دائما يدعوا الجهات الرسمية والاجهزة الاعلامية لتسليط الضوء علي كل مبدع مظلوم وإتاحة الفرصة له بالظهور وعدم احتكار المضمار الغنائي علي أسماء بعينها.

لعل هذا العام هو نزير شؤم لأهل الساحة الثقافية والفنية و الغنائية حيث افتقدنا فيه عددا من المبدعين….. شعراء وفنانين وكتاب وملحنين آخرهم الفقيد الراحل المقيم عبد الله الكردفاني نسأل الله لهم وله الرحمة والمغفرة وبفقده تكون البلاد فقدت احد اعمدة الفن والموسيقي ألا رحم الله الفقيد….. (وإنا لله وإنا إليه راجعون )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى