معوض مصطفى راشد يكتب : الرأي السديد بعد خروج اليوناميد

الخرطوم الحاكم نيوز
لقد بات في حكم المؤكد مغادرة بعثة الاتحاد الافريقي والامم المتحدة (يوناميد) نظرا لانتهاء تفويضها حيث السودان سيتحول من البند السابع إلى البند السادس أي أن الحكومة السودانية ستكون مسؤولة عن حماية المدنيين عن طريق قواتها عقب مغادرة اليوناميد واستبدالها بالعثة الفنية الاممية والتي يعول عليها كثيرا في تنفيذ اجندة اتفاق السلام والمساندة في بناء القدرات.
ولعل الترتيبات الأمنية التي أقرتها اتفاقية السلام الموقعة في جوبا شهر أكتوبر الماضي بين الحركات المسلحة والسلطة الانتقالية، والتي سيتم بموجبها سيتم نشر آلاف الجنود من القوات المشتركة من «الجيش، الشرطة، الدعم السريع، الحركات المسلحة» في إقليم دارفور قد مهدت للابقاء على الوضع مستقرا وحماية المدنيين بعد خروج البعثة.
ووفقا لتقديرات الفنيين الذي صمموا مصفوفة الترتيبات الامنية في اتفاقية السلام فان الامر يحتاج الى نشر اكثر من 20 الف جندي لتقوم بمهمة اليوناميد في حماية المدنيين واعادة النازحين واللاجئين الى قراهم الاصلية بعد الاستقرار النسبي في الاقليم.
الا ان نشر هذا العدد الكبير من القوات السودانية يحتاج إلى ملايين الدولارات في ظل عدم توفرها لدي حكومة الفترة الانتقالية وعزوف المجتمع الدولي حتى اللحظة في دعم هذه العملية والتي تقدر تكلفته بحوالي الـ 750 مليون دولار، اضف الى ذلك صعوبة وصول القوات المستحدثة الى بعض المناطق باعتبار ان التجربة ستكون جديدة عليها.
وتأسيسا على ما جاء اعلاه فان ثمة حاجة ملحة لسد الثغرة التي ستنشأ بخروج بعثة اليوناميد ولحين الايفاء بمتطلبات اتفاقية السلام وخاصة فيما يتعلق بالترتيبات الامنية.
ولعل الجميع يتفق ان قوات الدعم السريع لها باع طويل جدا في الاستقرار النسبي الذي تتمتع به الولايات للوضع الامني كل الاقاليم التي تشهد توترا امنيا خاصة في جنوب كردفان وولايات دارفور الخمس.
لا نريد هنا ان نعدد انجازات قوات الدعم السريع في الاستقرار الامني في تلك المناطق ولا تدخلها في الاوقات المناسبة لحلحلة النزاعات القبلية بين مكونات المجتمعات المحلية والقبائل او حتى تقديمها للدعم للتعليم بما في ذلك ترحيل الطلاب من مناطق سيطرة الحركات المسلحة الى المدارس لاداء امتحانات الشهادة السودانية او تقديم الدعم الصحي للوقاية من كوفيد 19 فالاسافير وثقت ولا زالت توثق لتلك الانجازات، ولكن ما نود ان نؤكده هنا ان قوات الدعم السريع هي الاكثر تأهيلا لسد ثغرة خروج اليوناميد فقواتها تقوم بما يصعب على أي تشكيلات نظامية اخري القيام به نظرا لمعرفتها لتضاريس وتقاليد وممارسات المواطنين الذين يعيشون في تلك المناطق بحكم الخبرات المتراكمة والتدريب المنهجي حول كيفية حماية المواطنين والوطن.
كما ان لتلك القوات من الامكانيات البشرية واللوجستيه والمادية ما يؤهلها لهذا الدور.
وحسنا فعلت قيادة هذه القوات بتنظيمها لورش العمل لضباطها حول حقوق الانسان وغيرها ليقوم هؤلاء بتنزيل مخرجات تلك الورش الى قواتهم المنتشرة في اصقاع البلاد المختلفة وهو ما يؤكد تفهم قيادة قوات الدعم السريع للدور المناط بها والتزامها بالقوانين والمواثيق الدولية في هذا الصدد.
وخلاصة القول ان قوات الدعم السريع هي الانسب لسد ثغرة خروج بعثة اليوناميد لحين استكمال ملف الترتيبات الامنية والذي قد يأخذ وقتا طويلا خاصة اذا وضعنا في الاعتبار ان الامر سيتطلب ادماج قوات من حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاقية السلام لتكون ضمن قوات حفظ السلام في دارفور في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى