ياسر الفادنى يكتب : زيرو سجناء سياسين.. متي؟

الخرطوم الحاكم نيوز
نحن في زمن ، نظام الدولة الذي يحكمنا والذي يدعي زورا وبهتانا أنه جاء من رحم الشعب لكنه بعيد كل البعد عدن الشعب تماما…. ولم يلبي حتي أبسط طموحاته البسيطة التي يحتاج إليها وصار كالبوم التي تسكن في الأعالي و تنعق فوق الخراب و تقضي علي الأخضر واليابس ، و(دلوكة) تدق أصوات النشاذ وكثر الراقصين من حولها…… لكنهم يعرضون خارج الحلبة ، نحن مللنا من قراءة الرواية التي عنوانها……( خارج النص) و التي طبعت بلون باهت وضعف توزيعها وكسد سوقها…نحن في زمن حيث لادولة ولا منهج ولا خطة ولا مستقبل الكل هنا يغني لليلاه التي يريدها هو….. ولا يريدها من هو مسؤول عنه، الكل هنا يحكي عن بطولاته المزيفة وهو يحمل سيف علاء الدين كما تحكي الأحاجي القديمة ….. ومنهن من يحكين بطولات( فاطمة القصب الاحمر) ، جلهم يمنون أنفسهم كذبا…. بأنهم يملكون في هذه البلاد (كود) إفتح ياسمسم !

أقسي دكتاتورية مرت علي الانظمة السياسية التي حكمت هذه البلاد هي الحقبة التي نعيشها الآن فصل تعسفي طال الخدمة العسكرية والمدنية ، إسكات لكل الجهات المعارضة وتشريد من يقوم بخدمة العاملين بالدولة…، ولم يسلم من ذلك حتي الجهة التي ترعي الصحفيين وتقدم لهم خدمات ، اعتقالات شملت معارضين سياسين وكتاب صحفيين وأصحاب رأي مضاد لفقت لهم تهم فمنهم من مكث في النيابات والسجون شهورا متعددة ومنهم من مكث سنة ويزيد ، لم يقدموا الي محاكمات وظلوا هكذا وكل يوم يزيدون حتي كادت السجون أن تمتليء ونحن…… كما يدعون في دولة الحرية والعدالة والسلام ودولة القانون !

بالأمس القريب تم الإفراج عن عدد من المعتقلين الذين قضوا فترات طويلة بدون محاكمة وهم قليل من كثير ونتمني الإفراج عن الذين لازالوا داخل السجون والذين ذاقوا الأمرين….. قهر السلطان والبعد القسري عن الأهل والمال والولد ، فيهم قيادات نافذة من رموز العهد السابق وقيادات وسيطة وقد سبقهم قبل أيام عدد قليل ،لكن العدد الذي خرج قليل مقارنة مع الذين هم بالداخل ، تطبيق القانون لاشك أنه مسالة لا يختلف فيها إثنان في احقاق الحق ومحاسبة كل من اقترف جرما علي حسب الأطر القانونية التي كفلها القانون للقاضي والمتهم والدفاع عنه…

نحن في دولة افتقدت منذ زمن طويل للحكم الراشد كل حقبة تتربع علي عرش الحكومة تبدا أولا بالتشفي بمن سبق وإقصاء الذين يعارضون وأهل الرأي الآخر ويتطور التشفي والإقصاء الي تشريد وزج في السجون ، نحن لا نؤمن بتاتا بأن الدولة للكل تتسع للكل ،نحن نؤمن بان الجهة التي تتقلد حكم البلاد ايا كان نوعها او شكلها هي الحصرية في كرسي السلطة وليس لغيرها من سبيل في دهاليز الحكم ، نحن أمة تعودنا علي أن نكون سجانين في يوم وغدا تنقلب علينا الدائرة ونكون سجناء والتاريخ يحكي ذلك والأمثلة متوفرة الأن… فلنعلم أن الطغاة مهما بطشوا سوف يبطش بهم يوما ما ،و الحكم غير الرشيد مهما طال زمنه سوف يزول غير مبكيا عليه ….والسجان مهما زج بشعبه في غياهب السجون سوف يصبح ضيفا عليها مسجونا يوما ما و ذليلا ، وأن لنا في الحياة لتجربة وفي التاريخ لعظة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى