تأملات – جمال عنقرة- شرق السودان .. رسائل في البريد

الخرطوم الحاكم نيوز
استقبل بريدي عددا كبيرا من الرسائل بوسائل شتي تعليقا وتعقيبا علي مقالي قبل يومين حول أزمة شرق السودان والذي حمل عنوان (أزمة الشرق .. اختلال منهج وضعف قرار) وأكثر رسالة وقفت عندها تلك التي لفتت نظري إلى ملمح مختلف لأزمة شرق السودان يختلف عن ملامح كل مشكلات المناطق الأخري، فبينما يكون الصراع في كل المناطق المأزومة، بين أهل تلك المناطق وبين المركز، أو بين بعضهم – مثل الذين انتظموا في حركات مسلحة – وبين المركز، فإن أزمة الشرق الحالية صراعها بين مكونات الشرق بعضها ضد بعض، والذين يصارعون المركز لا يفعلون ذلك طلبا لحقوق مسلوبة من أهل الشرق، وإنما يصارعونه لأنهم يرون أنه مال إلى طرف آخر من أطراف مسألة الشرق علي حسابهم. ويبدو أن هذه هي أكبر أزمات شرق السودان في هذه المرحلة، ولكن نحمد لكثيرين من الأصلاء من مكونات الشرق أنهم قد فطنوا لذلك، وأدركوا أن كثيرين من الذين يشعلون نيران الصراع إنما يفعلون ذلك لحساباتهم، ومصالحهم الخاصة، وليس للشرق، ولا لأهل الشرق نصيب في ذلك، وفي هؤلاء الأصلاء – أهل الجلد والرأس – ينعقد الأمل من بعد الله تعالي في تصحيح المسار، والعودة بقضية شرق السودان إلى مسارها الصحيح، فلا خلاف حول وجود معاناة ومشكلات متراكمة في شرق السودان، وأن الفرصة الآن أصبحت مواتية لمعالجة كل هذه الأزمات، وأن المدخل لذلك هو وحدة وتماسك جميع مكونات الشرق، ومحاصرة السماسرة، وتجار المواقف الذين يزايدون بقضية الشرق، ويجعلونها سلعة للتكسب، وكما قلت فإن الأمل عندي يزداد في أن ينصلح الحال، ويستقيم المسار، وما يدعوني للتفاؤل ما أراه من تجرد وصدق وعزم عند كثيرين من أهل الجلد والرأس الفاعلين، وبالله التوفيق والسداد.
رسالة أخري مهمة وصلتني مكتوبة من صديقنا الأستاذ سعيد دمباوي حول شرق السودان، والشيخ سعيد من أصهار الشرق، وأحبابه، ويقول الأستاذ دمباوي في رسالته:
جزاكم الله خير الجزاء اخى جمال فى ماجاء فى تاملاتكم عن أهلنا فى الشرق ومساعيكم دائما للتوفيق والسلام والأمن والعيش فى سلام فى هذا الوطن ألذى يسع الجميع، وبالمناسبة فإن ام اولادى من البجا، أهلهم فى القضارف فى ديم النور والجباراب،
وناس الشرق ناس طيبين والله ماعشان نسابتى يا أستاذ جمال، هم من ذوى النزعة الدينية ، والأكثر اهتماما بالقرآن بعد اخوتنا الفور ، ومما ذكره الرحالة أبن بطوطة عنهم ، أنه وجد فى أحد أقاليم شرق السودان خلوة لتحفيظ القرآن، ولو أنه لم يكن قد ألزم نفسه بالترحال ((لقضى ماتبقى من عمره معهم)) هذا ما قاله عنهم، فهم ناصروا الإسلام فى كل العهود والثورات الاسلامية، ناصروا دولة الفونج الإسلامية التى حكمت بشرع الله (300)سنة، وكانوا هم حراس دولة الفونج الإسلامية فى الشرق، وحماة الحدود الشرقية ،وناصروا الثورة المهدية الإسلامية وكان قائدهم الأمير عثمان دقنة الذى سجنه الصليبيون فى حلفا ، وبعد أن كبرت سنه ظن الصليبيون أن إطلاق سراحه أو بقائه فى السجن أصبح سيان، فسالوه عن رأيه فى إطلاق عن سراحه، وعن أهدافه بعد إطلاق سراحه، فقال لهم ((انه بعد اطلاق سراحه سيجاهد فى سبيل الله ولايالو جهدا)) فأبقوه فى الحبس حتى انتقل إلى رحمة مولاه، لقد ادخل الرهبة فى قلوب الصليبيين وهو شاب وبعد ان وهن العظم منه واشتعل الرأس شيبا، وكانت افئدتهم فارغة إلا من هذا الدين ، فلماذا ولمصلحة من يتقاتلون فى مابينهم اليوم والقرآن الذى يهتمون به يامرهم بغير ذلك، فيقول الله تعالى(( واعتصوا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا)) ويقول (انما المؤمنون أخوة فاصلحوا بين اخويكم )) وانتم يا أهل الشرق كما وصفكم رسولنا والخطاب لكل المسلمين رسو لنا الذى امنا به جميعا يفترض ان تكونوا(( جسدا واحدا ،اذا اشتكي منه عضو تداعى له سا ئر الجسد بالسهر والحمى)) فلماذا تتقاتلون وانتم جسد واحد؟؟وارجو منك الأخ الأستاذ جمال ان تشرك فى مساعيك العمدة((حسب الله)) عمدة البنى عامر بالقضارف، ونحسبه من حكماء قومه، و لوكان تعامل كل العمد مع رعاياهم مثل تعامل العمدة (حسب الله)) مع رعاياه لعاشت الأمة كلها فى سلام. هذا مما علمناه عنه وهكذا نحسبه.
وقد ذكرتنى عباراتكم” و رغم اننى تعودت ألا التفت الى الوراء وقديما قال اهلنا ((كترة اللفيت بوقع)) ذكرتنى العبارة بالشهيد الدكتور على عبد الفتاح الذى ترك مهمة الطب والمكاتب المكندشة وكل نعيم الدنيا وتوجه إلى مناطق العمليات لمواجهة الجيوش الصليبية عندما جاءت عن طريق يوغندا لضرب الإسلام ، ويقود كتائب الجهاد كما كان يفعل جدكم الامير النور عنقرة، كان الشهيد يقول لجنوده المجاهدين قبل البدء فى الهجوم على العدو (( هوى،،الولد البكتر اللفيت ،، والبقول لى امه ما اتعشيت مايبارينا)) ثم يهجم على العدو الصليبى الغازى مكبرا ومهللا وينصره الله، دحين اقتدى به وماتتلفت وفقكم الله ،ونحن ناس الشرق دايرنهم مجاهدين فى سبيل الله والدين والوطن زى عثمان دقنة وعلى عبدالفتاح، وليس مقاتلين لبعضهم البعض وفقكم الله اخى جمال وانت تسعى دائما فى كل العهود للسلام وللوفاق واضعا الوطن ومصلحة الوطن فى حدقات عيونكم ،والله المستعان،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى