اللاجئون الأثيوبيون : إختلاط بالمواطنين وتخوفات من عمليات اختطاف واستغلال عمالة

أكثر من43 الف لاجئ دخلوا السودان فيهم حوالي 6 الاف طفل

تقرير السماني عوض الله
أتاحت الزيارة التي نظمها وفد من المجلس القومي للسكان لمعسكرات اللاجئين الاثيوبيين في ام راكوبة والمدينة 8 بالفشقة الوقوف عن قرب عن معاناة هؤلاء الذين تركوا ديارهم بسبب الصراع في إقليم تيغراي ومدي استجابة المنظمات الدولية لمتطلبات هؤلاء الفارين من لهيب الحرب الي مخيمات لا يعرفون الي متي ستكون.

احصائيات اللاجئين
ويبذل المسؤولون الوطنيون والدوليون في هذه المخيمات جهود كبيرة لتوفير الايواء والغذاء والدواء وتخفيف الصدمة النفسية خاصة للأطفال دون سن الثامنة عشر وللاطفال بصفة أخص غير المستصحبين.
(تركت منزلي وممتلكاتي وهربت الي هنا وخلفت خلفي مئات الجثث في الطرقات) بهذه العبارات بدأ اللاجئ الإثيوبي تسفاي البالغ من العمر سبعين عاما يحكي عن معاناتهم التي اجبرتهم بالفرار من لهيب الحرب الي جحيم المعاناة والجوع في مخيم ام راكوبة على الحدود السودانية الإثيوبية.
دخلت معسكر ام راكوبة لاستقبال اللاجئين الاثيوبين الذين فروا من الحرب التي تدور حاليا في إقليم تيغراي بين حكومة ابي أحمد وجبهة تحرير تيغراي ووقفت على حجم المعاناة التي واجهت هؤلاء منذ اندلاع النزاع وحتي وصولهم المخيمات.

المعاناة تواجههم من كل الاتجاهات وقلة الماء والغذاء تحاصرهم مع انعدام مخيمات تقيمهم من حرارة الشمس بالنهار وبرودة الجو ليلا

ووقف وفد المجلس علي تدفق اللاجئين نحو السودان يجري بصورة يومية في ظل عدم استجابة سريعة من قبل المنظمات الإنسانية حيث وصل 9048 لاجئ أثيوبي الي مخيم ام راكوبة أكثر من 328 أسرة فيهم 59 امرأة من الحوامل و181 من المرضعات وحوالي 1024 طفل وعدد كبير من الفتيات والصبيان وحالة واحدة إعاقة نفسية
كما أن هناك 15380 لاجي في كيلو 8 وهي منطقة عبور تجري الترتيبات لتهيئة المخيم لهم في منطقة بالقرب من القلابات الحدوديةاضافة الي 18 الف لاجئ في حمداييت بولاية كسلا

نقص في الخدمات
ورغم تدفق اللاجئين نحو السودان بصورة يومية الا ان الذين وصلوا تزداد معاناتهم يوما بعد يوم وكثير منهم لم يحصلوا على مخيمات واتخذوا من ظل الأشجار بيتا لهم وآخرون شيدوا من المواد المحلية حطب الأشجار والحشيش بيوتا لتقيهم من حرارة الشمس بالنهار وبرودة الجو ليلا.
ويشتكي اللاجئون من عدم توفر الغذاء والملابس لأنهم فروا وتركوا امتعتهم في بيوتهم ولم يحملوا معهم غير ما يرتدونه من ملابس أملا من الاستجابة الدولية لسد احتياجاتهم.

ويقول تسفاي الذي يبلغ من العمر سبعون عاما انه منذ عشرة أيام بالمخيم ولم يتحصل هو وأسرته علي خيمة ولا يملكون غير الملابس التي يرتدونها ويشتكي من ماء بيضاء في عينيه.
ويقول مسؤول مفوضية العون الانساني بولاية القضارف عادل عطية أن استجابة المنظمات الوطنية والدولية نحو تدفقات اللاجئين ضعيفة وان هناك نقص كبير في الايواء والمياه والصحة وأنه في ظل انتشار الوبائيات يخشي أن يتعرض هؤلاء اللاجئين للإصابة ويدعو المنظمات بالتدخل العاجل لتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.

أطفال يرسمون لوحة الأمل
في احدي الخيم مجموعة من الأطفال وفرت اليونسيف لهم أدوات تعليمية سعيا في تخفيف صدمة الأزمة وتركت لهم مساحة للرسم والتعبير منهم من رسم صورة منزلهم أملا في حلم العودة
ويسعي القائمون على أمر المعسكر من خلال جمع الأطفال وتعليمهم الرسم والكتابة تخفيف الصدمة عليهم من العيش في المنزل الي اللجوء في مخيمات تنعدم فيها مقومات الحياة التي تناسب أعمارهم وبلا قاعات دراسة أو سبورة على الحائط أو سرير يفترشونه لأنهم يفترشون الان قطعة سجاد من البلاستيك تحته قطع من الحجار الحادة والرمال الحارقة.

وضع سكاني متازم في معسكر المدينة 8 بالفشقة
وكشفت الجولة الي معسكرات اللاجئين الاثيوبيين الفارين من الحرب الأهلية في إقليم تيغراي عن أرقام صادمة في مخيمات اللاجئين في معسكر الهشابة ( المدينة 8 ) بمنطقة الفشقة
عن وجود حوالي 16 الف لاجئ منهم 104 من الامهراء والبقية من التيغراي منهم 2774 طفل دون سن 18 سنة
وقال الباحث الاجتماعي وومثل مجلس الطفولة بولاية القضارف متوكل أحمد حماد المربع الأول لعمليات الحصر أوجدت 113 من النساء الحوامل و370 من المرضعات إضافة إلي 208 طفل أقل من عام و 68 طفل دون سنة الخامسة و774 طفل دون العاشرة بجانب 962 دون سن الثامنة عشر مؤكدا أن هناك 143 طفل غير مستصحبين منهم 14 طفل بدون رفقة.

واكد الباحث الاجتماعي متوكل حماد أن عمليات الحصر مستمرة متوقعا أن يتجاوز عدد الأطفال أكثر من خمسة آلاف طفل مؤكدا أن التدفقات من الحدود لا تزال مستمرة.
وقال إن عدد الذكور من الأطفال في عمليات الحصر الأولية بلغ 1425 مقابل 1349 من الإناث وقال إن عمليات الحصر ستتواصل نسبة للإعداد الكبيرة للاجئين في هذا المعسكر.
ولاحظت الجولة أن هناك اختلاط للاجئين بالسكان المحليين في سوق المدينة كما أن هناك من قاموا بايجار منازلهم للاجئين وسط المدينة مما أدي إلي ارتفاع الإيجارات في المدينة.

إختلاط بالمواطنين:
وحسب الباحث الإجتماعي خالد عوض بمعسكر المدينة 8 بولاية القضارف فان اللاجئين الان اختلطوا بالمواطنين في الأحياء حيث قام عدد منهم باستئجار منازل لهم داخل المدينة قبل اكتمال اجراءات الفحص الطبي لهم مما ارتفعت الايجارات في المدينة ووصلت الي ارقام خرافية حيث ارتفع الايجار عشرة مرات عما كان عليه قبل وصول اللاجئين الاثيوبيين الي المدينة .
وحذر عوض من عمليات الاستغلال للاجئين في عملية الزراعة وبعض الاعمال الأخري مشيرا الي ان اكثر الفئات الموجودة بالمعسكر في المدينة 8 هم فئة الشباب من الجنسين وفي مرحلة المراهقة الأمر الذي يهدد بممارسات تؤثر على المجتمع وقد تنقل العدوي الجنسية الي المجتمع المضيف ويؤكد ان الغرف الموجودة في المعسكر تكتظ بالساكنين فيها خاصة وان هنالك انتشار للايدز وسط النساء .
ويقول ان الاطفال اللاجئين يتحركون بحرية خارج المعسكر الامر الذي سيعرضهم لعملية الاختطاف والمتاجرة بالبشر واستغلال عمالة الاطفال بسعر قليل في الحقول الزراعية مؤكدا ان هنالك شح في الاحتياجات الخاصة بالنساء خاصة الحفاضات ( باعتبارهن في اعمار صغيرة) بجانب قلة الحمامات مما يؤثر ذلك على البيئة لان معظم اللاجئيين يقضون حاجتهم في الخلاء وقال اذا هطلت الامطار فان كارثة ستحدث مالم يتم معالجة المشكلات الموجودة حاليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى