سكان المخيمات العراقية نازحون بلا مأوى»

رصد الحاكم نيوز

تتجه الحكومة العراقية الي إغلاق عدد من مخيمات اللاجئين العراقيين في وقت حذرت فيه إحدي منظمات الإغاثة من أن الإغلاق السريع لمخيمات النزوح في العراق قد يترك أكثر من 100 ألف نازح بلا مأوى في خضم جائحة فيروس كورونا ومع اقتراب فصل الشتاء.

وقال المجلس النرويجي للاجئين إن سكان المخيمات في سبع محافظات يتم إجبارهم على المغادرة دون إعطائهم مهلة كافية للقيام بذلك.
تتوقع الحكومة العراقية منهم أن يعودوا إلى مناطقهم الأصلية.
لكن معظم تلك المناطق دُمر خلال الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية ولم يعاد بناؤه حتى الآن.

وكان أكثر من ستة ملايين عراقي قد فروا من منازلهم خلال الحرب، التي انتهت رسمياً في ديسمبر 2017.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن ما يقدر بـ 1.3 مليون شخص ما زالوا نازحين، بينما عاد أكثر من نصف العائدين البالغ عددهم 4.7 مليوناً إلى مناطق تعتبر فيها ظروف المعيشة “قاسية”.
وكانت الحكومة العراقية قد بدأت في إغلاق المخيمات بالقوة في أغسطس 2019.
وعلى الرغم من أن عمليات المغادرة تباطأت بشكل كبير هذا العام، وذلك مرده جزئياً إلى انتشار وباء كوفيد-19، إلا أن الحكومة ما تزال ملتزمة بإغلاق جميع المخيمات.
قلق بالغ
وقد أعرب المجلس النرويجي للاجئين الاثنين عن قلقه البالغ حيال مصير الآلاف من الأسر التي تعيش في مخيمات في بغداد وكربلاء وديالا والسليمانية والأنبار وكركوك ونينوى والتي أجبرت فجأة على المغادرة.
وقال المجلس إن الكثيرين من هؤلاء النازحين جاءوا من أحياء لا تزال مدمرة بالكامل وهناك خطر بأن يتم اعتراض طريقهم عند حواجز التفتيش أو حتى اعتقالهم، بسبب غياب التصاريح الأمنية والاشتباه في انتمائهم لجماعات مسلحة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.
وحذر يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين من أن “إغلاق المخيمات قبل أن يكون سكانها مستعدين أو قادرين على العودة إلى منازلهم لا يسهم في إنهاء أزمة النزوح. بل على العكس، حيث يبقي ذلك العشرات من النازحين العراقيين محصورين في هذه الحلقة المفرغة من النزوح، الأمر الذي يتركهم أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى، وبخاصة في ظل الوباء المستعر”.
حتى الآن، غادرت أكثر من 600 أسرة مخيم حمام العليل الذي يديره المجلس النرويجي للاجئين، وهو واحد من أكبر المخيمات المقرر إغلاقها بحلول الأسبوع المقبل.
وتقول أحلام، وهي امرأة تبلغ من العمر 49 عاماً من مدينة الموصل وتعيش في المخيم: “هذا منزلي. لماذا تجبروني على مغادرة منزلي؟ سنصبح مشردين بلا مأوى. يبدو الأمر كجنازة بالنسبة لي”.
وبحسب منظمة الهجرة الدولية، فإن حوالي نصف عدد الأشخاص الذين أجبروا على مغادرة المخيمات في بغداد وكربلاء خلال الأسابيع القليلة الماضية لم يستطيعوا العودة إلى مناطقهم الأصلية.
وانتهى الحال بالكثيرين منهم إلى العيش في ظروف محفوفة بالمخاطر على أطراف المدن والبلدات، في شقق مدمرة وغير أمنة أو في مبان غير مكتملة البناء، مفتقدين الضروريات الأساسية والرعاية الصحية.
ودعا المجلس النرويجي للاجئين الحكومة العراقية إلى إبلاغ العائلات بإغلاق المخيمات قبل شهر من ذلك على الأقل لكي تتمكن من عمل الترتيبات اللازمة ومن أجل ضمان التنسيق مع مناطق إقامتهم الأصلية لكي لا تتم إعادتهم عند حواجز التفتيش الأمنية.
ويقول إيغلاند إن ” أي شيء دون هذه الإجراءات سيعرّضُ عشرات الآلاف من النازحين العراقيين إلى الحرمان المستمر والرفض والعنف”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى