● مدخل:
لعله من غير الخفي علي كل ذي بصيرة الظرف الذي تعيشه بلادنا السودان، جهة معاش المواطن في ظل اقتصاد موصوب يكاد ينهار وازمة تأخذ بخناق الموارد، في ظل كل ذلك يتعين علي المسؤول مراعاة المصلحة العامة بغير اخلال بالقانون وبدون تضييع للحقوق.
● متن:
جأرت الشراكة الانتاجية التي قوامها (شركتي آفي وروزوند وبعض جمعيات مزارعي ولاية النيل الابيض) بالشكوي المريره من ان قمحهم الذي ارسلوه ليعود (تقاوي) لم يزل محجوزا بولاية سنار بامر من مباحث التموين هناك، وقد اعقب ذلك قرار والي سنار بطحن القمح لصالح مواطنيه !.
* الذي يستدعي ويبرر الايراد في هذه المساحة “عزيزي القاري” ان هذا القمح المعد كتقاوي والذي يقدر باكثر من ثلاثة الف طن ويزيد علي الواحد وثلاثين الف جوال قمح، قد شحن (بشهادة الادارة العامة للتقاوي التابعة لوزارة الزراعة والموارد الطبيعية الاتحادية بتاريخ١٩/٧/٢٠٢٠م) من منطقة جنوب الدويم بولاية النيل الابيض الي الشركة العربية بسنار والتي تمتلك غرابيل لمعالجة التقاوي وقد خزن بمخازن تتبع لفضل تور الدبة كائنة قريبا من موقع غرابيل الشركة العربية حيث تعالج التقاوي هناك(لعدم توفر مكان للتخزين بموقع الشركة العربية)..الي هنا الامر طبيعي الي ان حجزت الكمية بواسطة مباحث تموين سنار وهنا نستغرب ولم نزل نربأ بوالي ولاية سنار (ركوب الموجة) فقد ذكر مخاطبته للمركز – علي حد قوله ليمنحه (الحق) لطحن هذا القمح واحالته لتموين الولاية !! هكذا بغير حكم قضائي!! وبدون مراعاة لمصلحة مزارعي ولاية النيل الابيض وولاية الجزيرة وهم ينتظرون تقاوي قمحهم ان تاتي من سنار وقد حضرت اكثر من ثمانين الف فدان (٦٠ الف في الجزيرة و٢٠الف في النيل الابيض) لتزرع كعروة شتوية تبقت ايام قليلة من تصرمها .
* حصدت هذه الكمية لتزرع مشاريع تتمدد من (ابقر) شمال الدويم الي (الشور) جنوبه، اضافة للجزيرة وسنار وكردفان حيث تكفي هذه الكمية لزراعة خمسين الف فدان وقد تنتج مائة وخمسين الف طن في حين يختزلها (امر) الوالي في إطعام لمدة وجيزة لولاية محددة، مالكم كيف تحكمون !.
* يجدر الاشارة الي ان الشراكة الانتاجية المشار اليها قد انتجت ولمدة نصف عقد من الزمان انتاجا وفيرا من القمح غطي حاجة المنطقة ورفع مستوي معيشة انسانها وتجاوزها لبقية البلاد في حين صرفت امولا طائلة علي البني التحتية والتحضير ووطنت التقاوي (امام) التي كانت تستجلب من تركيا مما وفر لخزينة الدولة الملايين من العملات الحرة في وقت دقيق وظرف حساس وقد وقف علي هذا الانجاز الاعجاز خلص ابناء النيل الابيض يتصدرهم رجل الاعمال احمد محمد موسي تيراب والعمده بابكر عثمان الزين واحمد عبدالله عطرون .
* لست ادري؟! متي يحرر قمح النيل الابيض اسوة بمانجو (نهر النيل) وبصل (الشرق) ودخن (غرب السودان)؟! في حال هكذا يعد ظلما بينا قد وقع علي (بحر ابيض) والتي تناسي مزارعوها خلافاتهم ووقفوا مطالبين بتسليمهم تقاويهم واعربوا عن استعدادهم لتصعيد الامر الي المركز ومخاطبة مجلسي السيادة والوزراء والقضاء (ان دعا الداعي).
* يقلب هذا الامر علي جنباته: علي كل حال لا نري مبررا بمصادرة تقاوي مواطنين لاطعام غيرهم، فقد ذكرت الشراكة الانتاجية في مذكرتها لادارة مباحث التموين قبولها بتحويل هذه الكمية للغرابيل لتحول لتقاوي لا تصلح لل(إطعام) وقبلت اشراف ادارة المباحث عليها وحين يورد معالي والي سنار عبر الاعلام عن (مجهولية) هذه التقاوي كان الاوجب عليه استجواب الشركات ولجان مزارعي النيل الابيض وحتي مخاطبة والي النيل الابيض لتبيان الحقيقة.
* بفرضية ان القمح تحول لتقاوي بشكل غير متفق عليه، هذا شأن يخص الشراكة الانتاجية في النيل الابيض ولا يعطي والي سنار الحق في مصادرته ولو كان المبرر ان مجلس الوزراء قرر ذلك، فلعمرك ذا ترده شهادة الادارة العامه للتقاوي- وزارة الزراعة- ويرده اعطاء اصحابه حق الاشراف لادارة مباحث التموين لتحويله كتقاوي في مظانها.
● خاتمة:
* حين نطرح هذه الامر لا نخدم به جهة معينة قدر (خوفنا) علي موارد البلاد وحقوق العباد والا يجوع الناس، ونخشي فيما نخشي ان يخلق غياب هذه (الغلة) مجاعة قد تهدد المنطقة باسرها وقد افشلت السيول العروة الصيفية ولا نقبل لاي (جهة) افشال العروة الشتوية..
* الامر برمته موضوع على (مناضد) الماحي سليمان والي سنار واسماعيل وراق والي النيل الابيض علي امل ان يتوصلا الي حل يكفي المواطن شر المسغبة ويجنبه التصعيد.
* ارجو ان تكون الفرصة مواتيه للوالي وراق لانجاز شيء لمواطن ولايته يشكره عليه .
