الصحافة الورقية.. فيروس المغادرة المستجد!!

 

 

 

 

 

هل انقضى العهد الذي كان يقتني فيه القارئ صحيفته ويلتهم عناوينها مع ارتشاف كوب القهوة صباحاً، واضحي الآن يطالع على الشاشات المتعددة بسيل جارف من المواقع والإصدارات التي توفر له تقنيات الصوت والصورة والفيديو واللايف بينما يفتقد إلى روائح الورق ونكهةالحبر الطازج للمطابع !

 

 

 

هل نحن بحاجة إلى طرح السؤال القديم الذي لطالما ظل يتردد في قاعات كليات الإعلام وورش العمل والمؤتمرات ذات الصلة بالصحافة ماضيها ومستقبلها

، هل انتهى عصر الصحف الورقية

وصارت كالديناصورات في طريقها للانقراض.. أم أنها ستبقى مع تغيير جوهري في وظيفتها، ربما في واقعنا السوداني يحاول بعضنا الهروب من الإجابة على تلك الأسئلة ربما لرغبتنا على إبقاء الحال على ماهو عليه،

مع أن المنصات الاجتماعية الآن تشكل الرأي العام وتطرح نجوم جدد من جيل الشباب..!

 

 

 

 

مع اجتياح فيروس كورونا المستجد،كان الواقع يكتب عهد جديد للصحافة الإلكترونية التي تحرر من( منازلهم) ارسالا واستقبالا، بينما كانت الصحافة الورقية تغرق في الكساد وضياع عوائد الإعلانات ويتم تسريح محرريها وتغلق مقارها وتغيب من جمهورها على ارفف المكتبات الموصدة والشوارع والمطارات!

 

 

 

 

وقبل عامين احتجت صحيفة النهار اللبنانية على الأوضاع الاقتصادية والسياسية حين صدرت بصفحات بيضاء.. لترافقها صحيفةالسفير التي كتب عن توقفها الأستاذ طلال سلمان بعد ٤٣ عاما مقالة مشهورة ومؤثرة تحت عنوان (السفير تغيب ولاتنطفي)..

وعالمياً هربت الايكونوميست وتبعتها التايمز في مواسم تشييع الصحافة الورقية..!

 

 

 

 

وفي بلادنا التي تعيش أوضاع اقتصادية صعبة تجعل مهمة الإنتاج الصحفي ورقيا مكبل بقيَود التكاليف التشغيلية الباهظة

مع غياب الدعم الحكومي وغلاء الورق وتكلفة الطباعة وكساد سوق الإعلان وهبوط أرقام التوزيع، يكون الإنتقال إلى المنصات الإلكترونية خيار من لاخيار له..!

غابت( آخر لحظة) منبر كل السودانيين عن المكتبات لتلحق بزميلاتها المجهر السياسي والأخبار وتقاوم أخريات في زمان الغياب القصري الذي تفرضه الأوضاع الاقتصادية المتردية،

ويقول أستاذنا أسامة عبدالماجد رئيس تحرير اخرلحظة ل(لسوداني) لن نقبر الصحافة الورقية التي يطالعها عدد مقدر من المواطنيين ودواويين الدولة إضافة إلى دورها الكبير في السودان وغربلة مايرد في مواقع التواصل الاجتماعي، ومن هنا نقول ل(ابو نور) أن آخر لحظة تغيب ولاتنطفي..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى