كورونا والملاريا.. الفيضانات تضاعف متاعب السودانيين

ضاعفت الفيضانات من متاعب السودانيين، وهم يحاربون فيروس كورونا المستجد وسط نقص الإمكانيات الطبية، فيما جاء تفش جديد لداء الملاريا ليصعّب من قدرة الحكومة السودانية على مواجهة هذه الأزمات في وقت واحد وباقتصاد يشهد عجزا غير مسبوق.

 

وتسبب ارتفاع منسوب مياه النيل جراء الأمطار الغزيرة في فيضان أضر بأكثر من نصف مليون سوداني من مختلف ولايات البلاد.

 

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) فقد بلغ عدد المتضرّرين من الفيضانات 557.130 شخصاً في 17 من ولايات السودان الـ18.

 

الفيضان شرد الآلاف من السودانيين

ووصل عدد المنازل التي دمّرتها الفيضانات أو ألحقت بها أضرارا 111.426 منزلا.

 

ويتوقع مراقبون أن ينهك الفيضان قدرة السلطات السودانية الحديثة العهد على مواجهة باقي الأزمات الصحية وعلى رأسها كورونا الذي لايزال يتفشى في البلاد.

 

ويقول الصحافي السوداني، حسن بركية، إن الحكومة المدنية الانتقالية وجدت نفسها أمام واقع معقد وشائك، “فهي ورثت وضعا اقتصاديا متدهورا جدا ثم جاءت جائحة كورونا وزادت من تدهور الأوضاع ثم كانت كارثة السيول والفيضانات لتكون المحصلة الماثلة الآن أوضاعا في غاية التردي والتدهور”.

 

وإضافة إلى تشريد السكان، يخشى الأطباء من أن تخلق المياه الراكدة في أماكن عديدة ظروفا مثالية لتفشّي أمراض، مثل الكوليرا وحمّى الضنك وحمّى الوادي المتصدّع والشيكونغونيا.

 

متاعب السودانيين زادت جراء تفشي كورونا

ويقول بركية إن “هنالك مخاوف كبيرة من تفشي كثير من الأمراض الوبائية بعد انحسار الفيضان”.

 

ويأتي الفيضان في وقت تسببت فيه جائحة كورونا في توقف النشاط الاقتصادي في البلاد بشكل كبير، ما دفع الحكومة إلى خفض قيمة الجنيه السوداني بسبب العجز في موازنة الدولة.

 

وسجل السودان أكثر من 13 ألف إصابة بفيروس كورونا، كما تم رصد تفشي داء الملاريا في شمال دارفور، حيث يتم تسجيل عدد حالات تتراوح بين 50 إلى 60 حالة يوميا، حسب مرصد “مينا” المحلي.

 

ويعاني السودانيون من صعوبات اقتصادية ويضطرون للانتظار في طوابير لساعات طويلة من أجل الحصول على المواد الأساسية.

 

وبالإضافة إلى الجهود الدولية لمساعدة السودان، تلعب الجمعيات والمنظمات المحلية دورا كبيرا في إغاثة المتضررين.

 

وذكرت المتحدثة باسم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بوجا جنجنوالا، في تصريح خاص سابق “للحرة” أن “الولايات المتحدة وشركاء حاليين لها في المجال الإنساني يعملون ويستعدون للمساعدة في السودان في حال حدوث فيضانات”.

 

وشملت المساعدات المقدمة للعائلات المتضررة من الفيضانات، مستلزمات سكن طارئة ومواد تنظيف وأقراصا لمعالجة المياه بالكلور، وفقا لجنجنوالا.

وشدد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزاء السوداني، عبدالله حمدك، على دعم الولايات المتحدة للشعب السوداني في أزمته، وفقا لما ذكرته المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، في بيان، السبت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى