تأملات _ جمال عنقرة _ مبادرة الشيخ الياقوت .. وعاء يسع الجميع

يلتقي اليوم الخميس العاشر من شهر سبتمبر عام 2020م، عند الساعة الحادية عشر صباحا في قاعة الصداقة بالخرطوم مجموعة من مؤسسي مبادرة الشيخ الياقوت للسلم المجتمعي لبناء هياكل وأجهزة المبادرة من أجل الإنطلاق لتحقيق أهداف المبادرة، ولقد تأخر هذا الاجتماع كثيرا بسبب جائحة كورونا التى ألمت ببلدنا، وكل بلاد العالم، رغم تعاظم الحاجة لهذه المبادرة، بتعاظم التحديات التى يمر بها بلدنا السودان، ولقد بنى كثيرون آمالا عراض علي هذه المبادرة المتفردة في جمع شمل السودانيين، لعبور أهم وأخطر مرحلة في تاريخ بلدنا، وكان اجتماع تدشين المبادرة الذي احتضنته القاعة الدولية بقاعة الصداقة يوم السبت السابع من شهر مارس الماضي قد شهد حضورا نوعيا فريدا شاملا، فشرفه بالحضور مجلس السيادة الانتقالي ممثلا في شخص السيد محمد الفكي سليمان الذي أوفده رئيس المجلس سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ممثلا له ولمجلس السيادة، وجاء السفير عمر بشير مانيس وزير رئاسة مجلس الوزراء ممثلا للسيد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، وشارك في الاجتماع اللواء نور الدين ممثلا للفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد قوات الدعم السريع، ومثل قوي إعلان الحرية والتغيير السيد إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني السابق، والدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة، وعدد مقدر من قادة أحزاب قوي الإعلان، وأحزاب قوي الإجماع الوطني بقيادة الدكتور التجاني السيسي، ومجموعة من القادة السياسيين وقادة الفكر والرأي في البلاد، وخاطبوا اللقاء نذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر، الزعيم عبد الرسول النور، والشريف صديق الهندي، والبروفيسور منتصر الطيب، والبروفيسور الحبر يوسف نور الدائم، والأستاذ عبد الله آدم خاطر، والدكتور السمؤال حسين عثمان منصور، والدكتور فرح العقار، والدكتور إبراهيم الأمين، والسيد طه فكي، والمهندس أبوبكر حامد نور، والدكتور فتح الرحمن فضيل، والدكتورة شذي عثمان عمر، والدكتور السماني الوسيلة، والمهندس مبارك أردول، وغيرهم، ومن مشائخ الطرق الصوفية الشيخ الطيب الجد، والشيخ عبد الوهاب الكباشي، والشيخ عبد الرحيم محمد صالح، والشيخ محمد الشيخ حسن الشيخ الفاتح الشيخ قريب الله، والشيخ برير الشيخ البرعي، والشيخ أسامة الشيخ محمد أحمد، والشيخ الدكتور خلف الله عمر، وكثيرون غيرهم من علماء المسلمين ومن السادة الأقباط ورجال الدين المسيحي يحضرني منهم في هذه اللحظة الأنبا بولس، وعدد مقدر من الصحفيين والإعلاميين، وخاطب اللقاء عبر الهاتف قادة وزعماء الحركات المسلحة، الدكتور جبريل ابراهيم، والسيد عبد الواحد محمد نور، والسيد منى أركو مناوي، والسيد مالك عقار، والدكتور الهادي إدريس، وجاءت مجموعة ممثلة للسيد عبد العزيز الحلو، وكان الشيخ الياقوت الشيخ محمد الشيخ مالك الشيخ الإمام شيخ الطريقة السمانية الخلوتية، حادي نداء المبادرة قد شرف اللقاء بحضوره البهي، رغم ظروفه الصحية. وكان لوجوده أثر بالغ في بعث الطمأنينة في نفوس الحاضرين وكل المتابعين، فالشيخ الياقوت يكسوه جلال ووقار هبة من الله تعالي، ومن همة نفسه وعلوها عن كل الصغائر، فالشيخ الياقوت رجل لا تمتد يده لأحد، ولا تعرف أقدامه عتبات السلاطين والحكام، ولا يقرع أبوابهم، ولا يخشي في الحق لومة لائم، وله في ذلك مواقف معلومة ومشهودة، وهو رجل تعود علي تغبير أرجله في سبيل الوصل والتواصل مع أحبابه ومريديه، وأخوانه، ويصل الصغير قبل الكبير، ويتواصل مع الفقير قبل الغني، وهذا هو سر أسرار قبول الناس جميعا لمبادرته من بعد توفيق الله تعالي.
ومن عبقريات مبادرة الشيخ الياقوت أنها ركزت في علة العلل، وكبيرة الكبائر، وهي رفض الناس في السودان في الزمن الأخير بعضهم بعضا، لذلك ركزت في الدعوة لقبول الآخر مهما كان الرفض لفكره أو مواقفه السياسية أو غير السياسية، فهي تسعي لأن تكون وعاء جامعا يلتقي عنده أهل السودان أجمعين، بصرف النظر عن أي خلافات أو اختلافات بينهم، ومما جاء في أهداف المبادرة، خلق إطار عام للتلاقي بين أبناء الوطن كافة للحوار والتداول في شؤون البلد كلها، وقضاياها وتحدياتها، والمشاركة في بناء أرضية مشتركة يلتقي عندها السودانيون في الحد الأدنى من الإتفاق للتوافق علي وطن يسع الجميع، ومد جسور التواصل بين مختلف مكونات السودان السياسية والاجتماعية والعقائدية والجهوية والاقتصادية تعميقا وتأكيدا لمبادئ التعايش والتراضي بين السودانيين كافة. وتهيئة المناخ اللازم لترسيخ مفاهيم التراضي وقبول الآخر لبناء نظام ديمقراطي راسخ وتحقيق شعار ثورة ديسمبر المجيدة (سلام، حرية وعدالة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى