الرادار– ابراهيم عربي – (الحلو) كترت المحلبية..!!

بدأت تتكشف أسرار وحقائق وأبعاد إتفاق (الحلو وحمدوك) المعروف بإتفاق أديس أبابا الإطاري أو إعلان المبادئ الذي جاء مخططا له من وراء البحار تماما كما رسمه المهندس (ديفيد بيزلي) ، تكشفت حقائق تغافل عنها مكتب حمدوك وربما لم يدركها ، وربما أدركها ولكنه تفنن في إخفائها بخبث ومكر مقصود لذاته .
بلاشك نحن ضد الحرب ومع السلام العادل المستدام ، وإذا سلمنا جدلا أن كمندر الحلو إنتزع التفويض من مؤتمر كاودا الإستثنائي تحت قبضته مستخدما سلطته (الأحادية القابضة) بقوة السلاح ، وبالطبع تلك حالة طبيعية لأي حركة (متمردة) مثلها تحت ستار الثورية ، لا أعتقد بذلك يحق للحلو إشتراط (العلمانية أو فصل الدين عن الدولة) علي شعب السودان بأكمله او تقرير مصيره ، ولا حتي المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) بكاملهما وهما جزء من الكل ، فشل الرجل في إنتزاعها بقوة السلاح (10) سنوات تقريبا من القتال ، وليس الحلو مفوضا من قبل شعب (النوبة) بكامله بذلك . 
ونقدر للدكتور حمدوك جهوده ، ولكن لا أعتقد من حقه وبصفته رئيسا لوزراء الحكومة الإنتقالية مفوضا للمساومة بقضايا خلافية مكانها المؤتمر الدستوري ، لاسيما وان مفاوضات الجبهة الثورية بجوبا قد إحتكمت للمؤتمر الدستوري للفصل في القضايا الخلافية المصيرية ، لأنها ليست من حق الحكومة الإنتقالية منحها وبالتالي هي من سلطات الشعب يمارسها عبر الحكومة الديمقراطية المنتخبة للفصل فيها عبر الإستفتاء الشعبي .
ولا أعتقد أيضا من حق الدكتور عبد الله حمدوك إبعاد نائب رئيس المجلس السيادي الفريق اول محمد حمدان دقلو (حميدتي) من رئاسة وفد الحكومة المفاوض بأمر الحلو هكذا، وليس من حق قائد الجيش الشعبي منح نفسه وقواته (المتمردة) صك الغفران وشهادة البراءة ، وتجريم الآخرين وشيطنتهم ، ولذلك ليس من حق الحلو المطالبة بإبعاد حميدتي الذي إلتقاه وجلس معه وتفاوض معه مرات ومرات ، إذا ما الجديد في الأمر ومن وراء ذلك ؟.
فأن كان الحلو يقصد حميدتي بإعتباره قائدا لقوات الدعم السريع التي ظلت تقاتله في الأحراش ، فإنها قوات حكومية تقاتل جنب إلي جنب مع القوات المسلحة ، إما إن كان يقصد إن قوات الدعم السريع (مليشيا حكومية) كما ذهب بشأنها ، فإن قواته أيضا (متمردة) تحمل السلاح تقاتل قوات حكومة السودان في المنطقتين ، وتتبع لدولة جنوب السودان (الفرقتين التاسعة والعاشرة) حيث لم يفك الإرتباط بينهما بعد .  
أعتقد مثلما للحلو تحفظات فإن حكومة السودان الإنتقالية لديها أيضا تحفظات وشعب المنطقتين لديه كذلك تحفظات وأهل السودان لديهم أيضا تحفظات ، ومن الأفضل إستئناف التفاوض بين الطرفين مع إحترام كل طرف للآخر دون إثارة النعرات والغلو والتطرف . 
فمثلما يطالب الحلو مشترطا العلمانية او تنازل عنها لفصل الدين عن الدولة ، فإن مابين (90 – 75%) من أهل السودان يرفضون اي مظاهر للعلمانية ، ومستعدون لحمل السلاح ضدها دفاعا عن الدين مثلما يهدد الحلو بقوته .
إما إن كان كمندر الحلو يقصد إرباك المشهد العام والتشويش علي وفد الحكومة المفاوض بجوبا بموقف تكتيكي تفاوضي ، فإن وفد الحكومة أصلا ضعيفا لا يجيد فنون التفاوض ، وليس ملما بأساليبه التكتيكية لإرباك الخصم وإنتزاع تنازلات ، ولذلك نحن أيضا نطالب بتغييره ، ولكن ليس بامر الحلو ، بل وفقا للخطة المقبلة من التوقعات والمطلوبات  .
ولذلك ليس للحلو الحق إملاء شروطه للحكومة وإختيار من يفاوض معه وإبعاد من لا يريده هو، بل هذا حق لحكومة الشراكة الإنتقالية (مدنيا وعسكريا) ، ألا يتذكر الحلو ذات الموقف عندما رفضت حكومة البشير التفاوض  مع رفيقه ياسر عرمان الذي فرضه علي مكونات المنطقتين رئيسا للتفاوض لوفد الحركة الشعبية – شمال (ساعات الصفا) . 
الا يتذكر الحلو كيف رفضت الحكومة ومكونات المنطقتين رئاسة رفيقه ياسر عرمان (صديق الأمس عدو اليوم) الذي تفنن في إقصاء رمضان حسن نمر والدكتور عبد الله تيه ورفاقهم من الوفد بالإتفاق بينهما ، ألا يتذكر الرجل كيف تصدي إبن خالته وتوأمه أحمد هارون المحبوس مريضا مستشفيا (فك الله أسره) ، ذلكم الرجل الذي سعي الحلو لإغتياله مرات ومرات ، ألا يتذكر الحلو كيف وقف هارون مدافعا بشدة للتفاوض مع الحركة الشعبية – شمال قائلا قولته الشجاعة والمشهورة (نحاورهم ولو أوكلوا محاميا ..!) .
علي كل فإن ذات عجلة الزمان قد أخذت دورتها ، فلماذا يرفض الحلو قيادة نائب رئيس مجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)  للمفاوضات السودانية بجوبا ، ولماذا يرفض الحلو التفاوض مع تعهد إليهم الحكومة المهمة التفاوضية ، ألا يعلم الحلو أن حميدتي ضامنا لإتفاق سلام جنوب السودان التي ظلت تقدم له ولقواته بالمنطقتين الدعم (فنيا وماديا ولوجستيا) .
ولكن لا أعتقد المقصود من ذلك حميدتي لوحده بل إنها خطوة لها ما بعدها ، مقصود منها إبعاد قوات الدعم السريع من المسرح في جنوب كردفان خاصة ، بل يقصد إبعاد عدوه اللدود الأمير كافي طيارة بقواته ، وشيريا وآخرين بقواتهم من جنوب كردفان ليخلو له الإنفراد بالقوات المسلحة في سيناريو مكشوف لتكرار تجربتي (شريان الحياة ونيفاشا) ، فإن تكوين (القوات المشتركة) يتفق عليها بين الطرفين لحفظ الامن وحماية اللاجئين والنازحين للعودة إلي مناطقهم طيلة فترة الترتيبات الأمنية (كترت المحلبية يالحلو) . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى