الرادار – ابراهيم عربي – (لقمان) … هؤلاء لن يتركونك ..!

بيان محزن ومشفق ومؤسف ويدعو للحيرة والإستغراب .. حتما له ما بعده !، جاء ممهورا بإسم لقمان أحمد المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ، كشف فيه عن عملية تخريبية كبرى لتلفزيون السودان في الفترة ما بين الساعة (العاشرة مساء الأحد والساعة السابعة والنصف صباح الإثنين 31 أغسطس 2020) بينما كانت الإستعدادات تجري لنقل مراسم توقيع إتفاق السلام من جوبا عاصمة التوأم دولة جنوب السودان .
أوضح البيان أن العملية التخريبية تمت بسحب (ست) لوحات استقبال وتوزيع وبث الصورة والصوت من غرفة التحكم الرئيسية لتلفزيون السودان ، مما شل قدرة التلفزيون على استقبال وتوزيع وبث الصورة والصوت والتي وقف عليها العالم شاهدا ، حيث عجزت غرفة التحكم الرئيسية في التلفزيون عن إستقبال وتوزيع والبث ونقل مراسم توقيع إتفاق السلام من جوبا إلا بشق الأنفس .
أولا نشكر كوكبة تلفزيون السودان لجهودهم المشتركة الكبيرة لا سيما مهندسو التلفزة وتقانة المعلومات لنجاحهم المبهر في سد الثغرة ونقل مراسم توقيع الإتفاق من جوبا لكل القنوات المحلية والعالمية .
قطعا لم يكن هذا التخريب قد تم من قبل (ناس تلب) أو(عصابات النقرز) أو (حرامية الموبايلات) لأن هؤلاء كثيرهم لايعرف أين يقع التلفزيون وبالطبع لا يعرفون مداخله ومخارجه ، بلاشك ان هؤلاء الجناة حرامية من نوع آخر! ، فإذا كانت حركة العدل والمساواة عندما دخلت أم درمان 2008 ظلت تسأل أين موقع تلفزيون السودان ، فما بالكم هؤلاء جاءوا ليحكموا السودان ويجهلون أين يقع التلفزيون !، ناهيك عن سرقة (لوحات) ومن داخل غرفة التحكم بالتلفزيون وتتجاوز قيمتها (15) ألف دولار ، ولكنها غير قابلة للبيع في الأسواق أوالدلالات لأنها لا تصلح للعمل إلا في تلفزيون السودان !. 
إذا لا يعقل ان تكون هذه العصابة التخريبية بعيدة عن أسوار التلفزيون نفسه ، لاسيما وأن مبني التلفزيون مدجج بترسانة أمنية عصية عن الإختراق ، مما يؤكد بان الفاعل ليس بعيدا عن الحوش ، ولذلك نعتقد إدارة التلفزيون مطالبة بإتخاذ كافة الإجراءات الإدارية وكشف الجناة ، ونقولها بالصوت المسموع الأخ لقمان أحمد والرشيد سعيد (الدرب دخل بيتكم)! ولا أعتقد ان تكون تلكم العصابة بعيدة عن دائرة معارف التلفزيون (طلعوا لينا الدرب من بيتكم وإلا ….) !.
السؤال الذي يطرح نفسه أين عناصر التأمين؟ وأين كمرات المراقبة فإن كانت لاتوجد فتلك مصيبة ومن المسؤول ؟ ، ولكن لماذا قصدت هذه الشلة تلفزيون السودان في هذا التوقيت ؟ هل المقصود التلفزبون ؟ أم إتفاق السلام ؟ أم مدير التلفزيون لقمان نفسه ؟ ، وهل لماحدث علاقة بما يتردد من معلومات لفصل أكثر من (400) موظف يقال إنهم من عناصر ومحسوبي النظام السابق بالأجهزة الإعلامية للإذاعة والتلفزيون إنفاذا لتوصيات لجنة أزالة التمكين ؟. وهل لهؤلاء علاقة بماحدث أم من هم الجناة ؟.
علي العموم نحن نثق في مهنية زملاءنا ووطنيتهم ووفائهم وإخلاصهم للعمل العام غض النظر عمن يحكم البلاد ، غير أن المتابع يجد أن هنالك تباينات في الرؤي حول مستقبل إدارة الهيئة بين وكيل وزارة الثقافة والإعلام والوزير ومدير الهيئة ، لاسيما وان مدير الهيئة يعكف علي إعداد قانون جديد يجعل منها هيئة اقرب إلي نسق إدارة هيئة الإذاعة البريطانية ، وظل يرفض أي إملاءات أو تدخلات في عمل الهيئة وهو متمسك برؤيته بشدة ، ومعلوم أن لقمان جاء إلي قيادة الهيئة بطلب خاص من عل من رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك  ، علاوة علي تمسك الرجل بالمهنية والكفاءة رافضا كافة أشكال التمكين المضاد التي دفعت بها بعض مكونات الحرية والتغيير (قحت) للتوظيف في الهيئة ، ولكن هل لذلك علاقة بماحدث ؟.
علي كل الزميل لقمان أحمد ليس دخيلا علي الحوش ، فقد عمل مذيعا بتلفزيون السودان قبل تخرجه من جامعة أم درمان الاسلامية (كلية الصحافة والاعلام) واستمر مذيعا ومعدا للبرامج بتلفزيون السودان بعد تخرجه قبل ان يغادر البلاد إلى الولايات المتحدة الامريكية بداية التسعينات ،عمل بفضائية (mbc) ثم قناة الجزيرة مقدما لبرامج أمريكا هذا الصباح ومن ثم مديرا لمكتب قناة العربية بواشنطون ، ومن ثم عمل مراسلا ذائع صائع الصيت في (BBC) العربية بواشنطون ، ومنها جاء مديرا للهيئة تلبية لطلب خاص من الدكتور عبد الله حمدوك لأجل الوطن .
بلا شك أن جميعنا مشفقون علي الزميل لقمان أحمد ، فالرجل يعمل في وسط صعب تسيطر عليه الشلليات واللوبيهات داخل الحوش في ظل تصاعد سياسة الحفر والدفن والكيد والحسد جماعة (شيلني أشيلك) ، وقد نقلتها تخوفات باكرا للزميل حافظ المصري الذي تربطه مع لقمان موطنهم الملم ، تلكم المنطقة التي وصلناها في طريقنا إلي دربات في شرق جبل مرة في جنوب دارفور ، الملم التي تغني لها الفنان الراحل خليل اسماعيل في رائعته (لو شفت مرة جبل مرة) .
تلك هي الملم التي حقق فيها الأخ لقمان مشروعات تنموية وخدمية فشلت دونها عصابات المنظمات في تربا ومعسكرات النازحين في دارفور ، بلا شك أنا مشفق عليك أخي لقمان لتواضعك وإمكانياتك ونجاحاتك التي حققتها فأعدت لتلفزيون السودان بريقا وألقا إفتقده طويلا ولذلك أعلم بان هؤلاء هم أعداء النجاح لن يتركونك لتنجح !.
عمود الرادار … الخميس الثالث من سبتمبر 2020 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى