الخنساء مجدي تكتب الرباعية تسقط بالضربة القاضية

لم يعد ما يجري في الإقليم مجرد خلافات عابرة يمكن احتواؤها خلف الأبواب المغلقة. ما نشهده اليوم هو انهيار بطيء
لما سُمّي بـ “الرباعية الدولية”

دخلت عمليًا طور التفكك، بعد التصعيد العلني وغير المسبوق بين المملكة العربية السعودية والإمارات في أول رد سيادي حازم:
اليمن ليس ساحة عبث، وحدود المملكة الجنوبية خط أحمر، وتسليح المليشيات مشروع فوضى مرفوض.
وحين يعلن التلفزيون اليمني الرسمي اعتبار الإمارات “عدوًا”، فهذه لحظة مفصلية في إعادة تعريف التحالفات والخصومات.
فهذه التطورات لن تبقى حبيسة الجغرافيا اليمنية.
الشقاق السعودي–الإماراتي مرشح للتمدد إلى الحرب السودانية، حيث تلعب أبوظبي عبر وكيلها المحلي، مليشيا الدعم السريع، دورًا مشابهًا لما يحدث في اليمن
تمويل، تسليح، وإدارة فوضى باسم النفوذ والموارد.
ومع تغير موازين الثقة، يصبح إعادة تموضع الدعم السريع مسألة وقت
فالذي يُستخدم كورقة ضغط قد يتحول إلى عبء يجب التخلص منه! عندما تتغير الحسابات.
واشنطن المستفيد الهادئ من الفوضى وسط هذا التشظي الخليجي، تقف الولايات المتحدة الأمريكية في موقع المستفيد الأكبر.
كلما تصاعدت الخلافات، ارتفعت قيمة الوسيط الأمريكي، وتدفقت الأموال مقابل الحماية والمواقف واتسعت شهية الابتزاز الدبلوماسي.
في ظل عقلية إدارة دونالد ترامب التي ترى الأزمات مشروعات ربحية يتحول الصراع الإقليمي إلى سوق مفتوحة:
ادفع أكثر… تحظَ بالدعم
تتراجع … تُترك وحدك في العاصفة
المملكة العربية السعودية دفعت ثمن سياسات أبوظبي ليس فقط على حدودها الجنوبية، بل في تقويض الثقة داخل التحالفات.
ومع كسر الصمت ورفع “الكرت الأحمر” تبدو الرياض وقد وصلت إلى قناعة حاسمة:
الصبر لم يعد استراتيجية، والتهاون لم يعد خيارًا

الحديث عن انسحاب القوات الإماراتية خلال 24 ساعة، إلغاء الاتفاقات، إغلاق المنافذ، و إعلان حالة طوارئ شاملة مؤشر على تفكيك مشروع فوضوي يمتد من اليمن إلى السودان فالقرن الإفريقي.

الخلاصة:
من يراهن على المليشيات سيُحترق بها

ومن يلعب بالنار الإقليمية سيُجبر على إطفائها بشروط غيره

ومن يظن أن الفوضى أداة دائمة سيكتشف أنها وحش لا يعرف الولاء

اليمن اليوم ليس سوى البداية…
والسودان يقف على تخوم المرحلة القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى