بقلم : عبدالله محمد علي بلال
كتاب إسمه الطاعون،، اختراق دولة جهاز الأمن والمخابرات في السودان،، الكتاب للمؤلف فتحي الضو،، حيث يتحدث الكاتب بإختصار عن تغلغل جهاز الأمن والمخابرات في أجهزة الدولة ويقدم الكاتب مرافعة سياسية إعلامية لمحاكمة وتجريم جهاز الأمن والمخابرات السوداني،،
بقراءة تحليلية نجد أن الكاتب تناول في هذا الكتاب شواهد عامة ولم يذكر حجم الضرر الذي حدث للدولة و أدي لانهيارها نتيجة ذلك التدخل!! لم يتحدث الكاتب عن لوائح أو قوانين تمنع الجهاز من التواجد في مؤسسات الدولة وقام الجهاز بالتعدي علي القانون!! لم يتحدث الكاتب عن أي إيجابية لهذا الجهاز بل تحدث بلغة سالبة للغاية!! وبهذا أقول أن الكاتب دمج مرارته الشخصية مع توجهاته السياسية فأخرج هذا الكتاب الفارغ المحتوي،،
كاتب كتاب الطاعون أختار إسم الطاعون ليؤكد أن الكتاب مكتوب بطاقة سلبية بحته وفعلاً أن الكتاب يكفيك عنوانه،،
مهما اتفقنا أو اختلفنا مع جهاز المخابرات إلا أنه يعتبر مؤسسة محترمة تعمل وفق قانون مجاز في مجلس تشريعي معترف به ويحكم حركة منتسبي الجهاز لوائح داخلية صارمة تمتاز باالانصباط العسكري والمرونة المدنية التي تجعل المنتسب يحاكم بقانون عسكري رغم عمله وسط المدنيين وهذا في حد زاته ظلم لمنتسب الجهاز لكن ضرورة عمله اقتضت ذلك لمزيد من تعزيز الانضباط،،
قد لايعلم كاتب كتاب الطاعون أن جميع أجهزة الأمن والمخابرات في العالم تعمل في جميع مؤسسات الدولة ليس من باب التجسس او التدخل لكن من باب حماية المؤسسات ومستندات الدولة من العبث أو أي عمل سالب يضر بتلك المستندات بل يتم تدريب كوادر متخصصة علي كيفية حماية المستندات،، قد لايعلم كاتب المقال أهمية جهاز الأمن والمخابرات عبر دائرة الأمن الإقتصادي مايقوم به هذا الجهاز من حماية للاقتصاد الوطني،، يقيني التام أن صاحب الطاعون لايعلم حتي أهمية دور الجهاز في تأمين وحماية المؤسسات الخدمية كالماء والكهرباء والمؤسسات الدوائية،،، فتحي الضو لم يقرأ أو يطلع علي مراجع سعيد الجزائري الأربعة مراجع عن دور المخابرات في العالم وليس في السودان ليعرف عن أهمية تلك الأجهزة في حماية الأوطان ومكتسبات الوطن والمواطن،،، فتحي لم يقرأ كتاب ارث من الرماد لتيم واينر الذي يتحدث عن وكالة المخابرات الأميركية من ١٩٣٤ الي ٢٠٠٥،، الرجل مسكين لم يقرأ تاريخ مخابرات السوفيت والألمان وكيف كان لها دور إيجابي في حماية شعوبها،، مسكين صاحب الطاعون لم يقرأ كتاب العقرب السام للدكتور الباز ولا عن الحفار او الطريق إلى إيلات،، بل لم يكن الرجل يعرف حتى عن تاريخ المخابرات السودانية لكنه يحمل ماحمله من قبله عندما تم حل الجهاز بعد ذهاب حكومة مايو وأضاع هولاء إرث كبير لمجهود رجال بذلوا الغالي ونالوا جرعات التدريب المتقدم لحماية الأمن القومي ومكتسبات الوطن،،
جهاز الأمن والمخابرات مؤسسة وطنية يجب إحترامها والإعتراف بدورها الهام لحماية الوطن من الاختراقات السالبة التي يسعي إليها أمثال فتحي الضو ومن معه من الذين أصبحوا كالطاعون في رئة الوطن،، حسبنا الله ونعم الوكيل منهم

