كلام سياسة الصافي سالم
في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد جرّاء الحرب، وما صاحبها من تعقيدات في حركة السفر والتنقل، ظل المواطن السوداني يرزح تحت أعباء السفر إلى دول أخرى، متحمّلًا كلفة السكن الباهظة، وتذاكر الطيران مرتفعة الثمن، إلى جانب مشقة الإجراءات وتعقيداتها. غير أن افتتاح مركز تاشير بيور مثّل نقطة تحوّل حقيقية، أعادت الأمل لكثيرين، ووضعت حدًا لمعاناة استمرت طويلًا.لقد أسهم مركز تاشير، بقيادة الكابتن عادل المفتي والعاملين به ، في تخفيف الأعباء عن المواطنين، من خلال توفير خدمات التأشيرات داخل البلاد، الأمر الذي أنهى الحاجة إلى السفر خارج السودان لإكمال الإجراءات، ووفّر على الأسر السودانية أموالًا طائلة كانت تُهدر في السكن والمعيشة وتذاكر السفر، فضلًا عن الوقت والجهد.ويحسب للمركز اعتماده على كوادر مؤهلة تمتلك خبرة عالية في التعامل مع الإجراءات القنصلية، حيث لمس المتعاملون سرعة في إنجاز المعاملات، ودقة في الأداء، وحسن استقبال يعكس فهمًا عميقًا لظروف المواطن السوداني في هذه المرحلة الحرجة. هذه المهنية العالية جعلت من مركز تاشير نموذجًا يُحتذى به في تقديم الخدمات، وأكدت أن الإدارة الرشيدة قادرة على تحويل التحديات إلى فرص نجاح.ولا يفوتنا في هذا السياق أن نُشيد بالدور الكبير الذي ظلت تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية، التي لم تتوانَ عن تقديم التسهيلات والخدمات للجالية السودانية، رغم ظروف الحرب، في موقف أخوي وإنساني أصيل يعكس عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين.كما تستحق الإشادة الخاصة سعادة السفير علي بن حسن جعفر، سفير المملكة العربية السعودية لدى السودان، لما عُرف عنه من متابعة دائمة وحرص مستمر على راحة المواطن السوداني، وسعيه الجاد لتذليل العقبات التي تواجه الجالية. ولا يقل عن ذلك دور قنصل عام سفارة خادم الحرمين الشريفين بالسودان، الذي كان حاضرًا في تسهيل إجراءات الزيارات والعمل، وتبسيط المعاملات بما يراعي الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
إن تجربة مركز تاشير اليوم تؤكد أن الشراكات الناجحة، والإدارة الواعية، والدعم الصادق من الدول الشقيقة، قادرة على إحداث فرق حقيقي في حياة الناس. وبينما تتعاظم التحديات، يظل الأمل قائمًا في مثل هذه المبادرات التي تخفف عن المواطن، وتفتح أمامه نوافذ يسيرة في زمنٍ كثرت فيه العوائق.
