أخر الأخبار

شرطة الجمارك السودانية.. درع الاقتصاد ورأس رمح معركة الكرامة الاقتصادية

بقلم  الصافي سالم

حين تشتعل المعارك لا يحمل السلاح وحده شرف الدفاع، فهناك سلاح آخر لا يقل ضراوة ولا أثرًا، سلاح يحرس الحدود لكنه في الحقيقة يحرس الوطن من الانهيار الاقتصادي، هذا السلاح اسمه شرطة الجمارك السودانية.لم تكن الجمارك يومًا مجرد نقاط تفتيش على المعابر أو منافذ لتحصيل الرسوم والضرائب، بل هي المؤسسة التي تدير شرايين الدولة المالية، وتضبط نبض الاقتصاد، وتمنع تسلل كل ما يؤدي إلى إضعافه أو ن تخريبه من سلع فاسدة، أو تهريب يبدّد عائدات البلاد، أو جرائم عابرة للحدود تهدد أمن المجتمع واقتصاده معًا.وفي قلب هذه المعركة الاقتصادية تقف قيادة وطنية جسورة يقودها الفريق شرطة صلاح أحمد،إبراهيم ابن المؤسسة الذي حمل راية الإصلاح والتطوير، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: حماية اقتصاد السودان وتثبيت أركانه. وبذات الروح يمضي منسوبو الجمارك في خندق العمل الميداني، لا يعرفون الليل من النهار، ولا الكلل من الإصرار، يتناوبون على حماية المنافذ وتحصين موارد البلاد، وتفكيك شبكات التهريب التي لطالما أنهكت الاقتصاد الوطني.

لقد أثبتت شرطة الجمارك نفسها كعمودٍ من أعمدة التعافي الوطني، وذلك بإحكام قبضتها على حركة الاستيراد والتصدير، ومكافحة التهريب، وضبط السلع المخالفة، وتطبيق القانون بلا تساهل ولا مجاملة، ليعود للدولة حقها وللمواطن اطمئنانه. فمنع التهريب ليس حماية لإيرادات الحكومة فحسب، بل حماية للسوق من التشوهات السعرية، وللصناعة الوطنية من المنافسة غير العادلة، وللاقتصاد من فقدان العملات الصعبة التي تُستنزف خفيةً عبر الحدود.أما فيما يتعلق بمعركة الكرامة الاقتصادية، فلم تقف الجمارك على منصة المتفرج، بل كانت مشاركًا أصيلًا، في حماية مقدرات الدولة، وتأمين الموارد، ومنع نزيف التهريب، لتطلق بذلك رسالة قوية مفادها أن معركة الكرامة ليست عسكرية فحسب، بل هي معركة سيادة وطنية شاملة تتحقق ببسط هيبة الدولة على حدودها ومنافذها الاقتصادية.إن الدور الذي تضطلع به شرطة الجمارك اليوم يشبه دور الجندي في الخطوط الأمامية، لكن بدل أن يدافع عن الأرض بالرصاص، يدافع عن الموارد بالقانون، وعن الاقتصاد بالضبط والمنع والتحصيل، وعن التعافي الوطني ببناء مؤسسي متين يحقق العدالة ويقلل الفاقد ويعظّم العائد، ليكون بذلك واجهة للدولة وقوتها وذراعها الاقتصادي الأقدر على التأثير.ليس صدفة أن يقترن نجاح الاقتصاد بصرامة الجمارك، فبصلاح المنافذ يصلح الداخل، وباستقامة موارد الدولة يستقيم حال المواطن، وبقبضة القانون على الحدود تُصان الأسواق وتُبنى الثقة وتُستعاد الهيبة.ومن هنا فإن التحية لشرطة الجمارك ليست مجرد مجاملة وطنية، بل هي اعترافٌ بجيشٌ اقتصادي يحرس البلاد، ويصنع التعافي من واقع الضبط والمنع والإنفاذ. فلكم التحية، يا من جعلتم من الحدود سدًا ومن الاقتصاد أمانة ومن الوطن عافيةً تُستعاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر + 13 =

زر الذهاب إلى الأعلى