أخر الأخبار

الزين اب شنب يكتب : السودان لا ينهار… إنه يقاوم مشروع كسر إرادته

في خضم تغطية الكارثة الإنسانية في السودان، وبين حملات الإغاثة وتضامن العالم، يُراد للسودانيين أن يُنظر إليهم كضحايا كارثة طبيعية، كأن ما يواجهونه زلزال أو طوفان. لكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير، وأكثر مرارة.
السودان لا يواجه قوة الطبيعة… بل يواجه مخططاً سياسياً إقليمياً ممنهجاً، تقوده الإمارات عبر مليشيات مسلحة تمارس كل صنوف الانتهاكات من اغتصاب وتطهير عرقي ونهب منظم، في محاولة لتفكيك الجيش الوطني السوداني، وتحطيم الدولة من الداخل، وبناء نظام عميل يخدم مصالح الخارج لا مصالح السودانيين.
هذه ليست حرب أهلية، ولا مجرد اضطرابات داخلية.
ما يحدث هو عدوان بالوكالة بأدوات محلية وبتمويل إقليمي، غايته كسر إرادة شعبٍ ظل صامداً رغم الجراح، ودولةٍ حاولت الحفاظ على استقلالها وقرارها الوطني.
كل إدانة للعنف يجب أن تُربط بسياقه الحقيقي:
السودانيون ليسوا مجرد ضحايا، إنهم مقاومون.
يردون العدوان بصمود في الميدان، وبوعي شعبي يرفض الاستسلام لروايات مزيفة تسوّي بين الجلاد والضحية.
ما يحتاجه الشعب السوداني ليس فقط دعمًا إنسانيًا، بل فهمًا عميقًا لطبيعة الحرب لتي تُشن عليه.
إن أي مقاربة للحل تتجاهل هذا البُعد، أو تتعامل مع المعتدي كطرف سياسي مشروع، إنما تعيد إنتاج المأساة، وتُكافئ الجريمة.
العدالة تبدأ بتسمية الأشياء بأسمائها:
هنالك مليشيا مدعومة خارجيًا تقتل وتغتصب وتُهجّر… وهناك شعب وجيش يدافع عن تراب وطنه.
هذه ليست معركة جغرافيا فقط، بل معركة كرامة وهوية وسيادة. والشعب السوداني الذي واجه الاستعمار بالسلاح والفكرة، لن يقبل اليوم بأن يُعاد تركيعه تحت مسميات جديدة.
هذا الصوت هو ما يجب أن يسمعه العالم، إلى جانب الدعوات للسلام:
أن السلام الحقيقي يبدأ من إيقاف اليد التي تمول الحرب، لا من الضغط على من يقاومها.
الشعب السوداني لن ينهار لانه يقاوم، وسيكتب تاريخه بيده، لا بأقلام الوكلاء.
زين العابدين أحمد عبدالرحمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 + 15 =

زر الذهاب إلى الأعلى