
إجتماع مجلس الأمن والدفاع الوطني أول امس الثلاثاء برئاسة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس كان مهما وحاسما في كل الموضوعات التي طرحت علي ضوء ما يجري علي الساحتين الداخلية والخارجية فمن حيث التوقيت فالبلاد والمواطن بالداخل يحتاج لمعرفة ما يدور وما يجري وموقف حكومة السودان ممثلة في أعلي جهة أمنية ودفاعية… ورسالة أيضا للخارج لما تموج به الساحة العالمية من احداث ولقاءات ومبادرات وشروط وضغوط علي السودان..فمن حيث التوقيت فقد انعقد إجتماع المجلس لأول مرة في الخرطوم وفي هذا الظرف المكاني توجيه رسائل عدة بأن عاصمة البلاد قد سادها الأمن والاستقرار وان الحكومة بكل أجهزتها ستعود قريبا خاصة وأن مجلس الوزراء كان قد سبق مجلس الأمن والدفاع بعقد أول اجتماع له في الخرطوم برئاسة الدكتور كامل إدريس….
لم يغب عن أعضاء المجلس بالطبع ما أثير حول المفاوضات التي جرت في واشنطن مؤخرا وتلتها لقاءات اخري في جنيف والقاهرة وكلها انصبت حول بيان الرباعية ومسيرة السلام في السودان وكيفية تحقيقه ولكن بالآليات والوسائل التي تضمن للسودان استقلال قراره وأمنه وسيادته وتحفظ للشعب السوداني حقوقه كاملة بعد إنتهاكات المليشيا والمرتزقة واستباحتها لحقوقة الخاصة فضلا عما هو معلوم بانتهاكها لكل الأعيان الحكومية والمدنية في الدولة مما يتطلب فعلا تبني موقف قوي تجاه عمليات التعويض والإعمار ودور الدولة التي مولت هذه الحرب والمعنية هي دولة الإمارات العربية التي مازالت شكاوا السودان ضدها امام طاولة مجلس الامن ومحكمة العدل الدولية…
كانت قضية الهدنة المقترحة لمدة ثلاث أشهر والتي حسب زعم المبعوث الأمريكي مسعد بولس في مؤتمره الصحفي بمقر سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة أن (أطراف النزاع ) قد وافقت علي الهدنة من حيث المبدأ ولكن تبقي التفاصيل…ومعلوم وهذا رأي الكاتب ان التفاصيل هي فقط لدي مجلس الأمن والدفاع الوطني وللحكومة السودانية وللمقاتلين في الميدان وللشعب السوداني الداعم والمساند للجيش وللحكومة…وقد قطعت جهيزة قول كل خطيب عقب انعقاد مجلس الأمن والدفاع الوطني وصدور البيان وتصريحات وزير الدفاع مقرر المجلس الفريق حسن كمرون..
رسائل داخلية واضحة حملها البيان بان قرارات الحكومة يصدرها الشعب السوداني والمقاتلين في الميدان وبناءا علي ذلك فإنه لا هدنة ولا وقف لإطلاق النار ولا جلوس مع من انتهك حرمة حرائر السودان وشرد ابنائه الا بعد تحرير كامل تراب الوطن من دنس التمرد والمرتزقة…رسالة داخلية تحمل الكثير من الألتزام برأي الشعب وتدحض كل ماجاء في غرف التضليل الإعلامي والالكتروني وحتي مابرز من آراء داخلية من داعمي قحت وتقدم وصمود…
بعث بيان مجلس الامن والدفاع الوطني برسائل واضحة للخارج أولها حرص الحكومة والشعب السوداني علي تحقيق الأمن والسلام في البلاد ولكن بالكيفية والشروط التي يراها الشعب وجيشه وحكومتة لا بإملاءات وشروط الخارج أيا كان هذا الخارج دولة كانت ام تكتل دول او مجلس..الرسالة الثانية هي حرص السودان علي مواصلة الحوار مع الخارج حول اجندة يتم الاتفاق مسبقا علي طرحها لا إقحامها عنوة كما حدث في لقاءات سابقة وللسودان بالطبع الحق الكامل ان يتخذه قراره في مسيرة الحوار ويتبني موقفه الذي يتماشي مع مصلحته ومع ارادة شعبه…أما الرسالة الثالثة فهي الرفض الكامل للهدنة المقترحة في هذا الظرف والتمرد بعد دخوله الفاشر اصبح يسيطر علي كل اقليم دارفور بكل ولاياته..ومعلوم مايمكن أن تحققه الهدنة من اعادة تمويل واعداد وتجهيز للتمرد في هذا التوقيت الذي مازال السلاح والدعم اللوجستي الأماراتي يتدفق بكثرة الي نيالا وغيرها من مدن الإقليم…
فالرسالة واضحة وعلي المجتمع الدولي ان يصنف الدعم السريع بأنه منظمة ارهابية وأن يلزم الامارات بوقف تدفق الامداد العسكري للمتمردين وأن يقدم المساعدات الإنسانية العاجلة لكل النازحين والفارين من مجازر الفاشر وان يوقف الاعمال الإجرامية لهؤلاء المرتزقة والتي آخرها حرق كل المحاصيل الزراعية الجاهزة للتعبئة في الحقول حول نيالا وزالنجي…فوقف هذه الجرائم وتدفق السلاح هو إجراء سابق للحديث عن أي هدنة مقترحة….



