لانكتب للبكاء علي الاطلال منهزمين بل لنتفقد ضمائرنا أمام مسؤليات تجاه مايجري

بقلم :
نادر عثمان الجميعابي

لانكتب للبكاء علي الاطلال منهزمين بل لنتفقد ضمائرنا أمام مسؤليات تجاه مايجري
في قلب دارفور وتحديدا من داخل فاشر السلطان تتجلي واحدة من ابشع صور الانتهاك الإنساني في العصر الحديث
انتهاكات تفوقت حتي علي الذكاء الاصطناعي فهو لا يستطيع تجسيدها
فما تقوم به مليشيا الدعم الصريع من جرائم إبادة ممنهج وقتل وترويع وخطف وصلب للأبرياء علي جذوع الأشجار لايمكن ، وصفه الا بأنه إنحدار اخلاقي الي مادون الإنسانية، ووصمة عار في جبين كل من صمت او تواطأ او غض الطرف عن هذه الفظائع
لقد تجاوزت هذه المليشا كل الخطوط الحمراء، وخرقت القوانين الدولية والاعراف الانسانية ، لتتحول الي آلة بطش لاتفرق بين طفل ، وامرأة، وشيخ اعزل، في مشهد يعيد للاذان اكثر مناطق التاريخ ظلمة ووحشية
ومع ذلك فإن الفاشر المدينة الصامدة علي تخوم النار، تواصل البقاء بوجه مرفوع وإيمان راسخ
تكتب بحروف الصبر رواية البطولة ، والكرامة، وتثبت ان الحق مهما تاه لايموت

نقطة تامل
ان مايجري اليوم ليست مجرد معركة في جغرافيا محاصرة، بل اختبار لارادة وطن باكمله ، يقف في مواجهة مشروع الخراب والتفكيك
فالقوات المسلحة السودانية ورفاقه من المشتركة والقوات المساندة الاخري يزودون عن الوطن بثبات يليق بالابطال في معركة الكرامة ،
ملحمة يختلط فيها الدم بالشرف ، والرصاص بالإيمان ، والموقف بالوطنية

نقطة حقيقة
نحن في نقطة تفتيش _ لانكتب للبكاء علي الاطلال منهزمين ، بل لنتفقد ضمائرنا أمام مسؤلياتنا تجاه مايجري،
نكتب لان الكلمة الصادقة آخر خطوط الدفاع حين تصمد البنادق،
نكتب بان الفاشر شنب الأسد، لن تركع ولن تنكسر ، وسنثئر لها
وان صمودها عنوان المرحلة القادمة في تاريخ السودان
وللعالم الذي يشاهد المشهد من خلف الشاشات نقول:
لسنا نطلب شفقة ولا استعطافا بل نعلنها بوضوح _
إن سقط الصمت ، فالسودان سيبقي السائر الاخير ، والدرع الذي يحمي ماتبقي من إنسانية هذا الكوكب

نقطة تضرع
رحم الله الشهداء وشفي الجرحي وفك أسر الصامدين تقبل الله جهاد اهل شنب الأسد ، اهلنا حين جاعو اكلو الامباز وورق الاشجار ، والجلود ، لكنهم لم يأكلون من كرامتهم شيئا ، فتحدوا الموت اكثر من عام ونصف ، نسال الله ان يقويهم في صمودهم وصبرهم واعانهم وخفف عنهم
وستظل قواتنا المسلحة _ بعون الله _تمسك بالبوصلة نحو النصر،
حتي تفك كل الحصارات وتفشل كل المخططات الخارجية للطامعين ، وتطهر كل شبر من أرضنا الطاهرة من دنس المليشيات والمرتزقة المأجورين

وكما قال الشاعر ( زحزحة )
دم خلف دم وكم راحو كم
دا ما ببقي هم
ببقي الأهم يعيش الشهيد شهيد السلام وحر الكلام
وطيفو الالم
مخلد جوانا وعايش معانا لاخر ملم
دا اخلص لشعبو احبك واحبو واحب اللضحو واموت في العلم
والله جد

Exit mobile version