قبل المغيب – عبدالملك النعيم احمد – دول الجوار الافريقي وظلم ذوي القربي..

.

كشفت حرب السودان عن لا أقول عن الوجيه القبيح لبعض دول الجوار الإفريقي بل عن الوجه الحقيقي لهذه الدول ومدي النفاق السياسي الذي كانت تمارسه مع السودان بغرض تحقيق مصالحها مستفيدة من (طيبة وعفوية) أهل السودان سواء اكانت حكومات او شعب فالأمر سيان عندهم في التعامل مع الآخر وهذا أمر مؤسف وهي بالطبع لا تعتبر ميزة في رأيي خاصة في مثل هذه الظروف التي يعيشها السودان….
فبإسثناء جمهورية مصر الشقيقة وأريتريا اللتان وقفتا وقفة قوية ومشرفة تجاه السودان في هذه المحنة فكل الدول المحيطة بالسودان لها مؤمراتها وتعاونها ودعمها لهذا التمرد والمليشيا والمرتزقة…تختلف صور التآمر علي السودان حسب نوع المهمة التي تطلبها دولة الأمارات من هذه الدول والمبلغ المدفوع مقابل إكمال العملية المطلوبة وكل عملية بثمنها وليس إستثناءا الإتحاد الإفريقي الذي لم يتردد المفوض العام الجديد فيه ان يقابل الدكتور حمدوك في دولة الأمارات المعتدية وما زالت عضوية السودان مجمدة بغير وجه حق في إتحاده وكانت أولي الإشارات السالبة لبداية عمله في مفوضية الإتحاد…
إختلفت أنواع المؤمرات علي السودان من دول الجوار بدءاً بفتح مطاراتها لطائرات الامارات حاملة العتاد العسكري والمرتزقة من شتي دول العالم وانتهاء بفتح مجالاتها الجوية وحدودها مع السودان الممتدة لمئات الكيلومترات والي فتح مستشفياتها بتمويل أماراتي كامل لعلاج واستقبال مصابي مليشيا الدعم السريع في هذه المستشفيات يضاف لذلك وهو في تقديري الأخطر هو مشاركة مواطنين من تلك الدول في الحرب بوصفهم مرتزقة مدفوعي القيمة مسبقا…
دولة تشاد والتي للسودان أفضال كثيرة لا تحصي ولا تعد عليها كانت أكبر المتآمرين علي السودان بفتح مطارات ام جرس وانجمينا لادخال السلاح والعتاد والمرتزقة الي السودان عبر دارفور…لم يقرأ محمد كاكا الذي تآمر علي والده الرئيس القتيل ادريس دبي..لم يقرأ التاريخ جيدا لما قدمه السودان لبلاده علي اختلاف حقب الحكم فقد أعماه مال الأمارات علي ان يري الأشياء كما ينبغي…
دول إثيوبيا ودولة ارض الصومال غير المعترف بها وافريقيا الوسطي وكينيا ويوغندا رغم بعد الاخيرتين عن الحدود المباشرة مع السودان إلا ان تآمرهما علي السودان كان واضحا في هذه الحرب وهو ليس بجديد فمنذ عهد الراحل دكتور جون والهجمة علي السودان بعدد من الجيوش بما عرف بعمليات الامطار الغزيرة وخسارة تلك الدول الداعمة لقرنق للمعارك في تلك الفترة امام صمود الجيش السوداني الذي ظل يكتب تاريخه بماء الذهب منذ نشأته في العام 1925م وإلي يومنا هذا في معارك حرب الكرامة … ويأتي نجل موسفيني ليعلن بأنه يستطيع دخول الخرطوم إن اراد وهو حلم بعيد المنال وينم عن عدم وعي سياسي وعسكرية لشخصية تتبوأ مكانا مرموقا في جيش بلاده..
دولة كينيا فضلا عن داعمة للتمرد العسكري فهي رأت ان تدعم التمرد سياسيا لمسميات اذرع التمرد السياسية من شاكلة قحت وتقدم وصمود وسلطة التأسيس وذلك بفتح قاعاتها لاعلان حكومة تأسيس الاسفيرية من داخل أراضيها وتوفير كل احتياجاتها…
ليبيا حفتر هي الأخري ظلت الداعم الكبير للتمرد بفتح حدودها مع السودان لنقل العتاد الحربي ومرتزقة افريقيا وكل دول العالم المتآمرة بالاضافة لمرتزقة ليبيين يقاتلون جنبا الي جنب مع مليشيا الدعم السريع المتمردة….
آخر الدول المتآمرة علي السودان للأسف هي دولة جنوب السودان التي خرجت من رحم السودان عام 2011م استجابة لرغبة أهلها من السياسيين أصحاب الصوت العالي وليس برغبة أهل السودان كما هو معلوم وهي مازالت تحمل إسم السودان ربما لتتغطي به أكثر وربما لعدم قناعتهم بالإنفصال وربما لعدم وجود إسم يعبر عن هويتهم الجديدة وربما لكل ذلك وأكثر…
دولة جنوب السودان ثبت تورطها ليس بدعم التمرد سياسيا ولوجستيا بفتح المستشفيات لعلاج المتمردين المال الأماراتي او فتح حدودها لإدخال العتاد الحربي لدارفور فقط وإنما بمشاركة المواطنين الجنوبيين مرتزقة مدفوعي القيمة يقتلون اخوانهم الأبرياء من أبناء السودان والذين كانوا يعيشون وسطهم بالأمس ومازالت منطقة أبيي منطقة تلاقح سوداني جنوب سوداني بوجود المسيرية ودينكا أنقوك مواطنين تسربت فيها بكامل الحقوق…
لم يسطر التاريخ نكرانا للجميل مثل ما فعلت دولتي تشاد وجنوب السودان في هذه الحرب بعض يد السودان التي إمتدت إليهم بدعمهم للتمرد وإظهارضعفهم أمام المال الأماراتي وإرتكاب أكبر جرائم الحرب في التاريخ القريب..
كان يتطلب الجوار الجغرافي والتداخل الاثني والقبلي والمصالح المشتركة وعلاقة حسن الجوار كان يتطلب كل ذلك أن تحافظ هذه الدول علي علاقات متميزة مع السودان وألا تكون عدوا له بالكيفية التي رأيناها ولكن طالما هي رأت الاتحاد الإفريقي الذي هو معنيي بحفظ الامن والسلم الافريقي وله مجلس بهذا الاسم يغض الطرف عن كل ذلك فقد رأت هي الأخري أن ما تقوم به من تآمر علي السودان له ما يبرره وبذلك ينطبق عليهم قول الشاعر. اذا كان رب البيت بالدف ضارب( الإتحاد الافريقي) فشيمة أهل البيت( دول الجوار الإفريقي) كلهم الرقص…ولكن الرقص هذه المرة علي جثث وجماجم ودماء الأبرياء من أهل السودان كما حدث بالأمس في ابشع صوره داخل مدينة الفاشر وتصفية حتي المرضي داخل المستشفي…..

Exit mobile version