هيبة_الفاشر
(2 -1)
السر القصاص
في اللحظة الحاسمة لصمود الفاشر إجتمع القادة من خطوط النار ، وحددوا بأن المليشيات جمعت تراب الأرض لإسقاط المدينة، وأن القيادة توصلت لنتيجة ستعلن لاحقاً فليعود الضباط إلى محاور القتال في انتظار اخر التعليمات .
في تلك اللحظة كان القائد العام يبحث مع آخرين نسبة نجاح عملية هيبة الفاشر ، تمت إجازة المقترح ، تم تحديد ساعة الصفر ، تم تجهيز ما يمكن تجهيزه في اب قمرة ، حتى أن نقاط الرقابة داخل محلية كرنوى أخذت مواقعها ووضعت يدها على مقابض الزناد .
في اليوم الأول من المعركة وبعد منتصف اليوم وبعد ثبات بطولي تم تنفيذ العملية أو ما يمكن تسميتها بـ هيبة الفاشر ، موجات من كلاب المليشيا هاجمت الفرقة ، وتصدت لها ايادي الأبطال بالدماء قبل الرصاص وبالإرادة قبل الرماح .
قبل ساعه من تنفيذ عملية هيبة الفاشر تقابل الجنود والقادة فيما يعرف بلحظة بداية الخطة (الوداع)، أعلنوا مجموعات حراسة هيبة الفاشر ، مجموعات التأمين الاخير ، كل تلك المجموعات وقعت على دفاتر الخلود والمجد ، للحظة راي القادة والجنود شريط الثبات في الفاشر وهاهم يرسمون طريق للنقطة إكس ، يعرفون أنهم لن يلتقون ببعض مرة أخرى ولكن هناك مساحة أخرى للحياة والخلود والعزة والمجد .
وضع الجيش بقيادة قائد الفرقة خطته ورسمت المشتركة ملامحها وابداء التنفيذ ، قبل ذلك قائد قوات تحرير السودان جمعة حقار ، المهندس في عملية هيبة الفاشر ، أحد الممسكين بخيوط الطريق إلى دار زعاوة وقد أكمل حلقاته ونظمها كالمسبحة في أيادي الفقراء ، أكثر التصاقاً.
بعد الموجة الأولى كان السيناريو يقول إن من يبقي في الفرقة هم كتيبة الشهداء ،لا أسرى ، لا جرحى ولا مفقودين ، الجميع شهداء ، بدأت ملامح اليوم الاطول في تاريخ معارك الفاشر ، لعلكم تذكرون ابنشوك ، قائد الجنجا وقت التمرد ، أصيب وخرج وتعالج وعاد بعد أن استكمل عامين من الغياب ، بالمقابل جنود الفرقة السادسة والمشتركة بقوا يضربون النار لعامين ويزيد من ذات الخنادق وفي موقف واحد ، فليبقى الوطن .
بعد خطاب البرهان الذي تحمل مسؤولية الفاشر كاملة وكشف عن ملامح ما جرى فيها ، بعد لحظات من هذ الخطاب خرج قائد جيش تحرير حركة تحرير السودان بقيادة مناوي القائد جمعة حقار في أول ظهور
،وهو الظهور الأكثر وضوحاً من النهار ومن إدعاء المليشيا بالسيطرة على الفاشر ،
اذا تعتبر عملية هيبة الفاشر ثاني عمليات الكرامة الخطيرة بعد عملية خروج الرئيس من القيادة.
ولكن ظل الثابت أيضاً إن الخروج هو البوابة نحو النصر والانتصار ، خرج الرئيس البرهان فتحرررت مدن ، وخرج كباشي فتعددت الانتصارات تملاء الشوارع ، وخرج كليكل فسقط التمرد في الجزيرة وسنار وسيخرج آخرين وستتحرر مدن جديدة .
معلوم بالضرورة ما قدمته القوات المشتركة في جميع المسارح ،وجهدها العالي الذي قدمت في مهمة هيبة الفاشر ، قدمت الرجال والدماء فوق الدماء للحافظ عالى قيادتها وعلى بيعة الوطن .
في توقيت سابق قال مناوي إن القوة المشتركة هي النخاع الشوكي للدولة فكيف تكون خارج جسد الدولة .
اليوم وقد أتم الله أمره ، نسأله أن ينعم علينا بنعمة الانتصار وان يخشع الغمة ويذهب عنا ظلام المليشيا و الجنجويد .
في السطر الاول من عملية هيبة الفاشر ،خرج الآلاف من الرجال والأبطال ، خرجوا مرفوعي الرأس بفضل تضحية زملائهم بالنفس ، خرجوا مرفوعين الرأس والجباه ، بعد أن قتلوا كل قادة المليشيا في الفاشر ، خرجوا بعد أن دفنوا الطارئون وبعد ، أن دفنوا الآلاف من اوباش المليشيا وحشروا قادتها في خرم الإبرة .
أن وصول قادة الفرقة السادسة والمشتركة بشمال دارفور إلى محلية كرنوى هو الدليل على أن المليشيا لا تملك من نظرها ما ترى به سؤءتها ولا تملك من قرأها شئ فهي كالبيادق من يحركها على قطعة الشطرنج لايعرف باقي التفاصيل مرت من أمام ناظريه .
أن الفاشر قادة وجنود وانسان وتاريخ وقيمة ، كانوا ولا يزالون في قلوب السودانيين وسيظلون إلى الأبد ،
فاهل الفاشر وجيشها هم المنتصرين ، لا الخونة ، انتصروا على اوباش المليشيا أكثر من أيام السنة ولقنوها دروساً لن تنسى بالساهل ولن تمسح من ذاكرة .
ستقف المليشيا كثيراً بصدمة تشاهد خيبات عبد الرحيم طاحونة الذى فشل في القبض على البرهان كما ادعى وفشل في القبض على كباشي والعطا بل فشل في القبض حتى كيكل في اللحظة الأخيرة من عملية البطانة .
الحقيقة أن القرار لأهل دارفور والسودان في قتال هؤلاء الاوباش مدفوعين بالف سبب للإنتصار ، بل كل أسباب الانتصار .
