أخر الأخبار

الراصد – فضل الله رابح – عرس ( الزين ) _ وخيبات ( لطيف ) وملهاته

بينما تُخلِف الحربُ الحالية الخرابَ فى الحياة والنفوس وتُحدِث نواقصَ كثيرة في مجريات حياتنا ، تخلف أيضا خيبات وخيابا _ ومثلما ننتقد كصحفيين الآخرين ونتصيد سقطاتهم بهدف الإصلاح لا التشهير ومثلما نبرع في فرض الأخبار المثيرة وإقتناص الصورة النادرة ونصوغ العناوين ذات المضمون والرسالة _ ومن بين الركام يتجلى «الزين عثمان » صحفي صغير العمر لكنه كبير العقل بارع التصوير _ نختلف معه في كثير من مواقفه السياسية وبيننا أكثر من ( شكلة ) ولكنه محل إحترام وتقدير عندي لجهة أنه صحفي شاطر وصاحب مفردة أنيقة ، وفيه مهابة القمة التي ترفض مهاوي السفح ، تتوافق آراءه وأفعاله فهو كثيرا ما يظهر إتساقا عاليا ويمارس مواقف وطنية إيجابية تتجاوز عمره ، الزين لا تؤثر المواقف العابرة على سلوكه _ هذا النموذج من الجيل النبيه ، أمثال الزين وآخرين بإمكانهم إكمال النواقص التى تبدو في سلوك زملاء كبار بلغ بعضهم مراتب صحفية عليا _ ( محمد لطيف) مثالا _ مواقع تكسب من خلالها مصاهرة الرئيس السابق عمر البشير _ بل يعد ( وناس الرئيس الخاص) ومن أقرب المحيطين به _ محمد لطيف كسر الدائرة السياسية والمنظومة الأمنية الضيقة للبشير وحل قريبا منه ، ومن المؤثرين عليه إجتماعيا و سياسيا _ محمد لطيف كان يقف على باب منزل ومكتب _ أحمد هارون حتى ظن البعض أنه من حراسه _ تعمقت في مواقف الصحفي الزين عثمان وهو من أصغر الصحفيين أصحاب الرأي السياسي لكنه من طينة الذين يسعون بين الناس بالسلام بينما تأملت فى حالة الصحفي الكبير ( محمد لطيف) الذي ظل يتنقل بين الموائد ويعيش حالة من عدم الإتساق في المواقف ، وهو يرمي البشير ونظامه بالحجارة وقد إستقر عندي هذا الرجل بانه أشبه بطائر ( البوم ) يلهث وراء الخراب _ منذ وقتٍ غير قليلٍ تشابهت عندي مواقف بعضهم وإختلفت كحالة محمد لطيف ثم بحت في مكتبة وأرشيف المواقف حتى أجد تصنيف لرجل يصعبُ تصديقُ أقواله وأفعاله مثل المستفز محمد لطيف ولم أجد _ يقيني أن كثير من الذين يقرأون كلماتي يتذكر بعضهم مشهد ( محمد لطيف ) وهو يستقبلُ ويودع الناس أمام منازل البشير وعبد الرحيم محمد حسين وأحمد هارون بل يهدّد ويطمئن البعض _ وأحيانا يلوّح بالعقوبات ويبرم الصَّفقات _ تلك الأيام إذا شاركَ ( النسيب ) في حدث تحوَّل الحدث ، وإذا غاب عن قمةٍ خفض من بريقها لأنه يحشد رجال السلطة والنجوم _ كان البعض يحسب مفرداته ويضع إعتبار للرجل إن رضيَ وإن غضب _ لم أندهش بل كنت متوقع أن يغسل الرَّجل يديه سريعا من مائدة البشير وقبل أن تجف يغمسها في إناء جديد ، بل يحاول أن يدفعَ ( البشير وقيادات نظامه ) إلى التوقيع على وثيقة استسلام بأي ثمن _ بعد سقوط نظام الإنقاذ كانَ يأمل محمد لطيف أن يتذوّق ذهبَ حكومة عبد الله حمدوك والوزير. فيصل محمد صالح وعندما سقطت غير بوصلة طموحاته وبات عرابا ليحصد ذهب الانتصار الكاسح لمليشيا الدعم السريع وجماعة صمود وتأسيس ، وأن يقنعَ كل الدنيا أنَّ المغامرة (الإنقاذية) كانت تستحق كلَّ هذه الدماء وكل هذه الدموع ولابد أن تسحق ،يحاول (محمد لطيف) وبإستماتة أن يقنع البلهاء أنه من خلال قربه من نظام البشير اكتشف أنَّ عمر البشير ونظامه الفوضوي كانوا أصعبُ وأخطر على السودانيين والعالم أجمع ، وهو لم يكتف بالتلوّيح بسيف العقوبات على السودان لكنه يستدعيها مرة بعد مرة _ على المستوى الشخصي ظللت مفجوعا من أمثال محمد لطيف وآخرين غير أنني عندما أتأمل مواقف بعض شباب الصحافة السودانية تحدثني نفسي بأن الصحافة ما تزال بخير وأن رحمها ما يزال خصيبا يمكن أن ينجبْ نجماً جديدا ربما يقترب من العظماء _ وسيأتي من يشبه الخبير الاعلامي البروفيسور. علي شمو في ربطةُ عنقه وشمو من الأفذاذ الذين اثروا حياتنا من جيل ما بعد الاستقلال ، وحسن ساتي في نشاطه وعلاقاته الواسعة وخبرته ومهنيته والطيب صالح في صراحته وثقافته وقدرته على التصوير المبدع في أعماله ، وأسلوبه السردي الساحر ، وحسين خوجلي في هيبته ومهابته وإبداعه وهو يؤسس مدرسة صحفية مختلفة ، ومحجوب محمد صالح وحكمته وموضوعته وهو ينافح عن قضايا الوطن _ عذرا الزين أخوي لقد جاء يوم عرسك لكنك لا تستطيع أن تستر عورات وتغفرَ لأمثال محمد لطيف جريمتَه الكبرى وذبح الصحافة السودانية من الوريدِ إلى الوريد مع القتلة الذين يخدمون مشروع تفكيك الوطن برصاصة المليشيا الارهابية ومال أبوظبي ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر + 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى