الصافي سالم يكتب…الأمير عبدالقادر منعم منصور… رحيل الفارس الذي كتب آخر فصوله بمداد الشرف

كلام سياسة الصافي سالم

 

في لحظةٍ تختلط فيها الدموع بالفخر، وتلتقي فيها نهاية الرجال ببداية الأساطير، ترجّل الفارس الأمير عبدالقادر منعم منصور عن صهوة الحياة، كما يترجّل الأبطال حين يكتمل فيهم معنى الرجولة والإباء.قال كلمته الأخيرة كما عاش حياته، بصدقٍ وشجاعةٍ لا تعرف المساومة:(أموت أنا وتحيَ القوات المسلحة)

ثم أغمض عينيه إلى الأبد، مطمئنَّ القلب، منصورَ الروح، ثابتَ المبدأ، تاركًا وراءه سيرةً سيحفظها التاريخ كما تُحفَظ السيوف المشرّفة في أغمادها.مات الأمير في الأرض التي أحبّها وأحبّته، في دارٍ تعانق سماءها مآثر أجداده، ورفض أن يغادرها رغم أن المليشيات والعصابات قد دنّست ترابها. أبى أن يرحل عن داره، لأنها لم تكن جدرانًا وحجارةً فحسب، بل ذاكرة وطنٍ، وامتداد مجدٍ صنعه بعرق الرجال وصمودهم. لم يرضَ أن يكون شاهدًا على انكسار، بل اختار أن يكون رمزًا للصمود. وقف أمام القتلة والمجرمين كالطود الراسخ، لم تهتز له شعرة، ولم يطرف له جفن، لأنه كان يؤمن أن الموت في سبيل الكرامة حياة، وأن الرجولة مواقف لا تُشترى ولا تُورَّث.رحل أمير عموم قبائل دار حمر رحيلًا يليق بأحفاد الملوك، تاركًا للأجيال إرثًا من الفروسية والشجاعة والولاء. ميتته تشبهه، كما تشبه البطولة أصحابها، وكما يليق بالقادة الذين يولدون ليكونوا رموزًا لا تتكرر.

رحم الله الأمير عبدالقادر منعم منصور، الرجل الذي عاش كبيرًا، ومات مهيبًا، وترك في قلوب محبيه وميادين قومه أثرًا لا يُمحى. سلامٌ على روحه الطاهرة، وسلامٌ على سيفه الذي لم يُغمد إلا بعد أن كتب آخر فصلٍ من فصول البطولة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى