نواصل الكتابة عن سد النهضة الإثيوبي وارتباطاته بسياسة المحاور الخارجية التي تقوم بها دولة إسرائيل في تمددها الأفريقي خاصة الدول التي تلامس المصالح العربية ولها اثر مباشر علي الأمن القومي لبعض الدول خاصة التي تقع علي الشريط الساحلي للبحر الاحمر،
إسرائيل تمددت في أفريقيا بمساعدة الحليف الامريكي لها واستفادة من أفريقيا في أكبر عملية سياسة لها عندما تم الغاء قرار مساوةالصهيونية بالعنصرية هذا القرار الذي صدر في الجمعية العامة لامم المتحدة في نوفمبر ١٩٧٥ وينص القرار علي مساواة الصهيونية بالعنصرية ومنذ ذاك الوقت اتجهت إسرائيل لبناء علاقات مع أفريقيا للاستفادة من صوتها في الأمم المتحدة وفعلا نجحت في استمالة الافارقة في العام ١٩٩١ وبتحرك دبلوماسي أمريكي إسرائيلي علي إلغاء هذا القرار الذي يساوي بين الصهيونية والعنصرية وبلغت قمة نجاح إسرائيل في انفتاحها نحو افريقيا بعد العام ١٩٩١،،
يمثل التواجد الإسرائيلي في إثيوبيا اكبر تواجد لها في أفريقيا ويغلب علي تواجدها في اديس ابابا الإهتمام بالسودان ومصر وذلك لارتباط الأمن الإسرائيلي بمصر كما أن السودان يمثل العمق الاستراتيجي لمصر وخط الدفاع الاول لها اذا ماحدث اي تهديد من إسرائيل علي مصر كما حدث في،٦٧ و ٧٣،
قيام سد النهضة والإصرار علي تشغيله بدون اتفاقية مع السودان ومصر يعني أن السد إحدي الأسلحة الحديثة التي أنشأتها إثيوبيا لتهديد مصر والسودان وبالتالي ستسعي إثيوبيا في ابتزازها واستفزازها للدولتين وفق تنسيق استخباراتي بحت مابين اديس ابابا وتل أبيب ،،فالسودان مشغولا بحرب فرضت عليه من ذات الدولة التي تحالف إسرائيل من المحيط العربي وتشارك في التمويل من اموال الشركات الإسرائيلية التي تتحرك وتنشط في تلك الدويلة، أما مصر فهي أيضآ مشغولة بالقضية الفلسطينية والتطورات التي حدثت في غزة التي اصبحت حرب مفتوحة لدي الكيان الإسرائيلي ولها أيضآ تهديد مباشر علي الأمن القومي المصري وأمن منطقة الشرق الأوسط ومابين هذا وذاك تستغل اثوبيا مشغوليات الدولتين لتعلب في فراغات الدفاع بلغة لاعبي كرة القدم، ،
يجب الاعتراف ان السد اصبح مهدد للأمن الإقليمي في محور دول حوض النيل وماجري علي السودان ومصر من تاثيرات سالبة أدت الي تدمير البنية التحتية وجزء من المشاريع الزراعية نتيجة الفيضانات المصنوعة تجاه الدولتين وحديث كل من رئيس مجلس وزراء السودان وكذلك رئيس مجلس وزراء مصر وبيانات وزارت الخارجية والزراعة والري للدولتين تؤكد ظهور سحابة الصراع والنزاع الذي سيحدث بين دول حوض النيل نتيجة تعنت واستفزاز وابتزاز اثوبيا لدولتي مصر والسودان ،
يجب علي الدولتين التحرك الجاد عبر اللجان المشتركة لاجهاض الخطط الاثوبية الإسرائيلية التي تؤدي الي زعزعة الأمن الإقليمي في المنطقة كما عليهما اي مصر والسودان إعلان التعبئة العامة وتبصير شعبيهما بمستقبل العلافات بينهما واثوبيا التي اصبحت تتلاعب بحياة امة كاملة تسكن حول حوض النيل، ،،نواصل باذن الله لأهمية الموضوع
عبد الله بلال يكتب : سد النهضة والإبتزاز الإثيوبي علي السودان ومصر (5–6)
