السماني عوض الله يكتب : ميناء هيدوب عندما تغيب الإرادة

تفأجات اليوم ، وانا في طريقي الي طوكر بولاية البحر الأحمر بالتوقف المريب لميناء هيدوب ، ذلك الميناء الجميل الذي بذلت فيه جهود كبيرة ودفعت أموالا طائلة في سبيل أن يكون بذلك المستوي الرائع ..

تعجبت جدا لهذا التوقف في ميناء هيدوب والذي تم تشييده بمواصفات عالمية وواجه أنيقة وموقع إستراتيجي ليكون واجهة جديدة تزين سواحل البحر الأحمر .

والعالم الأن يتقاتل من أجل البحر الأحمر ، وما يشهده السودان من حرب واحدة من دوافعها الأطماع الخفية مساعي الإستيلاء على تلك الشواطئ .

والدوافع التي أدت الي توقف ميناء هيدوب إن صحت فتلك كارثة وكارثة كبري تؤكد الإنانية على حساب المصلحة الوطنية وغياب الإرادة وضعف إتخاذ القرار من قبل الدولة ، وأما إن كانت الأسباب غير تلك فذلك يعني أننا دولة فاشلة لا تعرف تدير مواردها بالصورة التي تحقق التنمية وتجذب رؤوس الأموال الأجنبية .

إن توقف ميناء هيدوب دلالة واضحة وصريحة على عجز الحكومة في إدارة الموارد التي هباها الله للسودان ، فهذا الميناء يمكن ان تكون له عوائد ضخمة لخزينة الدولة لما يمثله من أهمية إستراتيجية ، وإن توقفه يشير بما لا يدع مجالا للمجادلة الي ضعف الحكومة وعدم قدرتها على إتخاذ القرارات التي تحقق المصلحة الوطنية .

توقف ميناء هيدوب يعني أن الدولة السودانية فقدت موارد ضخمة وإن استعادة ذلك يكمن في إتخاذ قرارات صارمة تعيد للدولة هيبتها وقدرتها على إدارة موارد السودان .

وقد لاحظت توقف العديد من المشروعات المهمة والحيوية ، تلك المشاريع التي تمت عن طريق دراسة علمية او بدونها ، ولكن هذا يمكن معالجته من خلال إتخاذ قرارات ملزمة بأن تؤول كافة الأراضي مستقلة او غير للدولة وان تلزم تلك القرارات بأن المصلحة العليا للبلاد يجب عدم التهاون او التفريط فيها مهما كانت المبررات .

لا يعقل أن تظل الأراضي بورا بحجة أن فلان يمتلكها أو أنها ورثة تتبع الي علان ، يجب إصدار قرارات صارمة بأيلولة كافة الأراضي للدولة وتمنحها كاواضي إستثمارية عبر قوانين صريحة وواضحة.

إن إستمرار توقف ميناء هيدوب يوجع القلب صراحة وأن الامر بين يدي رئيس مجلس السيادة ووالي البحر الأحمر باصدار توجيهات صارمة وصريحة بضرورة إعادة تشغيل هذا الميناء والإستفادة من سواحل البحر الأحمر لتكون واجهات سياحية وتشجيع راس المال الوطني الدخول في ذلك

Exit mobile version