شخصيا من المعجبين بطريقة هشام أحمد شمس الدين في النقاش وسياقات منطقه السياسي وحجيته الموضوعية في الحوار لكن لا ادري كيف فوت هشام نقاط مهمة كان يمكن ان تكون ضمن الضربات القاضية على شريف محمد عثمان كادر حزب المؤتمر السوداني وهو يجادله ضمن حوارات أحمد طه على قناة الجزيرة مباشر – شريف يحاول تبخيس عطاء الدم والروح الذي يقدمه شباب السودان وشيوخه لينهض الوطن بتجسيده ظاهرة إستمرارالسرديات الكاذبة والروايات المعلبة و بلا خجل يقول : ( عندما قامت حرب دارفور في ( 2003 م ) جاء الوالي .عثمان كبر للرئيس البشير وقال له : الجماعة ديل مطالبهم بسيطة خلينا نحاورهم لنوقف الحرب – والبشير يرد قائلا : بل بس ) – شريف يدلس والجميع يدرك أن الحرب عندما إندلعت في دارفور ( كبر ) لم يكن واليا – كان والي شمال دارفورحينها الفريق أول ركن . ابراهيم سليمان – هذه كذبة أولى لشريف – الكذبة الثانية : وهو يحمل نظام الإنقاذ السابق مسؤولية إنفصال جنوب السودان – نسي شريف أو تعمد أن يتناسى أنهم كقوي سياسية معارضة ظلوا المنفذ لكل المخططات الخارجية التي أضرت بالسودان وقصمت ظهر المفاوض في كل مراحل أزمة جنوب السودان والتاريخ يوثق أن المعارضة السودانية إجتمعت فى العاصمة الارترية اسمرا باسم التجمع الوطنى الديمقراطى فى تسعنيات القرن الماضى عام 1996م وعقدوا موتمر جمع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة دكتور.العقيد جون قرنق وجمعوا جيوش الاحزاب السياسية يمينا ويسارا وعدد قليل من فصائل وحركات دارفور المسلحة وكل الاحزاب اليسارية العلمانية وناشطيهم وكتبوا وثيقة سمية (القضايا المصيرية) كانت من ضمن بنودها قيام نظام علمانى ومنح حق تقريرالمصير لجنوب السودان .. القوى الدولية استفادت من إعتراف واقرار التجمع الوطنى الديمقراطى بحق تقريرالمصير لجنوب السودان وأسسوا عليه عطاء من لا يملك لمن لا يستحق – ذات القوى السياسية الحالية بنفس مكوناتها مع إختلاف الأجيال تكرراليوم السرديات والسيناريوهات البائسة والمسوغات التي كشفوا بها ظهر المفاوض الحكومي بقيادة دكتور. غازي صلاح الدين في مشاكوس عندما دعمت هذه القوى النفوذ الأمريكي وأصدقاء إيقاد والترويكا ، ومهدوا الطريق لإجراء مفاوضات متواصلة بين حكومة السودان والحركة الشعبية ، وتحديدا تلك التي بدأت في 17 يونيو 2002م بمشاكوس، وبرعاية الهيئة الحكومية المشتركة للتنمية (إيقاد)، وسكرتاريتها التي ترأسها الجنرل لازروث سومبيّو، وعاونه في تسيير دفة المفاوضات الخبير القانوني فنك هايسوم ورهط من المستشارين وحسب رواية السيدة هيلدا جونسون المبعوثة النرويجية التي كانت وسيطا فاعلا في مشروع الإنفصال بل واحدة من آلياته ، هيلدا جونسون واجهت الدكتور.غازي صلاح الدين الذي كان رئيساً لوفد الحكومة المفاوض وعاتبته على موقفه المتشدد والمخالف لما أجمعت عليه القوى السياسية في أسمرا بحسب قولها وهو سيناريوإعطاء تقرير المصير للجنوب ، غازي ووفده المكون من إدريس محمد عبد القادر، ويحيي حسين بابكر، ومطرف صديق، وسيد الخطيب تمسكوا بموقف الحكومة ؛ أما وفد الحركة فكان تحت رئاسة زعيم التيارالإنفصالي الفريق سلفاكير مادريت ، وعضوية نيال دينق ينال، ودينق ألور، وجيستن ياك، وسمسون كواجا، وباقان أموم وياسرعرمان اللذين انضما لاحقاً – الحقيقة المخفية أن الذين فصلوا جنوب السودان هم الذين حشدوا المسوغات التي أفضت إلى مفاوضات السلام الشامل وإشكالياتها السياسية والإجرائية التي أنتهت بالإنفصال الذي يحاول شريف وآخرين دفع جريمته عنهم وإلصاقها بآخرين – الحقيقة المرة أن الذين فصلوا الجنوب هم مجموعة مؤتمرأسمرا للقضايا المصيرية – والذين فصلوا الجنوب هم الذين قتلوا جون قرنق عندما أدركوا أنه وحدوي وهيئوا المسرح من بعده لسلفاكير والذي أسس للإنفصال وباتت الدولة الوليدة تحت قيادته حتى الآن – الذي فصل الجنوب هو دور الوسيط النرويجي هيلدا جونسون التي كانت حلقة الوصل بين الطرفين وفي كل مرة توصف السيدة جونسون الدكتور غازي صلاح الدين بأنه سياسي ذكي ، ومحاور بارع ، لكنه لا يخطى بتأييد الدوائر الغربية – ذات المجموعة السياسية التي توالي المليشيا الإرهابية اليوم تمثل تجسيد باين لإستمرار الحروب بالسودان وهي التي تراهن على مصالحها السياسية وليس على مصالح الوطن الكلية – ولن يتم التأسيس لصناعة مستقبل السودان بإرادة وطنية داخلية إلا بمواجهتها فهي التي أضرت بمصالح الوطن وهى دائما تقف عند سقف التوازنات الدولية وتعتبرها رافعة أساسية لها دون أن يرتجف لها جفن ..
الراصد – فضل الله رابح – هشام وشريف .. والحرب في زمن حمى الضنك .!!
