
*الرباعية تريد تنفيذ اجندة الامارات بالتفاوض بعد فشل المليشيا فى تحقيقها بالحرب*
*من فشل فى تنفيذ قرار مجلس الامن برفع الحصار عن الفاشر لا يمكنه تحقيق اى فرصة لاحلال السلام ، الا ان كان استسلامآ*
*الدماء لم تجف بعد ، و الجروح لم تندمل وفى كل بيت شهيد او جريح او مفقود*
*ما بين الشعب و المليشيا غبن لن تمحوه السنين و لن تزيله التسويات ،*
*اى تصور لمستقبل يتضمن وجود المليشيا المتمردة كجزء من المشهد السودانى مرفوض و محكوم عليه بالفشل*
*تحدثوا الى الشعب فى مدنه و قراه و فى دول اللجوء و مناطق النزوح ، اذهب و اسال الجنود الذين يقاتلون المليشيا*
*اسألوا امهات و زوجات الشهداء ، اسألوا من نهبت اموالهم واغتصبت نساءهم، هل هناك مكان للمليشيا؟*
*اى حلول تتجاهل جرائم المليشيا التى ارتكبتها فى حق الشعب السودانى ، و تستهين بالمظالم و التضحيات لن يكتب لها النجاح*
كتب الاخ العزيز المهندس نزار خيرى رئيس تحالف الخط الوطنى ، رسالة رقيقة فقال ( إلى الأخ العزيز المهندس محمد وداعة ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أكتب إليك هذه الكلمات لا من موقع الخصومة أو المماحكة، بل من موقع الأخوة الوطنية الصادقة، ومن منطلق الحرص على وطننا الجريح السودان الذي ما عاد يحتمل المزيد من التمزق والتجاذب ، لقد قرأت تصريحاتك الأخيرة بشأن موقفكم من بيان الآلية الرباعية، وما حملته من مواقف واضحة تجاه الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وتنظيمات القوى المدنية، وأنا أعلم، يا أخي العزيز، أن ما يدفعك هو قناعتك بما تراه صواباً، وحرصك على حماية السودان من إعادة إنتاج أزماته، لكن، دعني أقول لك بكل محبة وصراحة: لقد آن الأوان أن نرتقي جميعاً فوق حسابات الكيانات والتنظيمات، وأن نضع طموحاتنا الشخصية والسياسية جانباً، لنضع مصلحة السودان وأهله في المقام الأول ) ،
إننا ندرك جميعاً أن أي معادلة سياسية لا يمكن أن تستقر دون جيش وطني موحد يحمي البلاد، لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن تستقر دون توافق مدني واسع يضمن مشاركة كل من ضحى من أجل الحرية والعدالة. ومن هنا، فإن إقصاء هذا أو ذاك، أو التشبث بخطوط حمراء متصلبة، لن يقود إلا إلى إعادة إنتاج الأزمة التي نحاول الهروب منها ،
يا أخي الحبيب، أعرف أن قلبك معلق بالسودان وأنك لم تبخل في الدفاع عن قضية الوطن، ولكن اليوم، ونحن على حافة هاوية كبرى، نحن أحوج ما نكون إلى رجال دولة، لا إلى قادة معسكرات متناحرة، أحوج ما نكون إلى كلمة تجمع لا إلى كلمة تفرق ،
دعنا نضع أيدينا معاً – أنت، وكل القوى الوطنية الصادقة – لنبني أرضية مشتركة، لا تنتصر فيها الأحزاب على بعضها، بل ينتصر فيها السودان على جراحه. وليكن شعارنا: لا عودة إلى الوراء، ولا استسلام للفوضى، بل تقدم إلى الأمام، نحو سلام عادل، وعدالة حقيقية، ودولة مواطنة تسع الجميع ،
شعبنا، يا أخي وداعة، لم يعد يملك رفاهية الانتظار، دماء الأبرياء في دارفور والخرطوم وكردفان والنيل الأزرق تصرخ في وجهنا جميعاً، وتلعن كل تردد أو تصلب يحول دون أن نجتمع على كلمة سواء، إن ما يطلبه السودانيون اليوم ليس بيانات متناقضة أو صراعات في المنابر، بل خطوات عملية ومسؤولة نحو وقف الحرب، وتأسيس حوار جامع يعيد للدولة هيبتها، ويمنح الشعب فرصة العيش بكرامة وأمان ،
نعم ليتفق الجميع على السلام و العدالة و دولة المواطنة ، وهذا ما اتفقنا عليه فى اجندة الحوار السودانى – السودانى و المؤتمر الدستورى خلال جولتين من الحوار ، وتم تقديم رؤية من اطراف الحوار فى ان يكون الحوار ملكية سودانية ، و يعقد داخل السودان و بادارة سودانية ، و يمهد لذلك عبر لجنة تحضيرية و مجلس من الحكماء لتقريب وجهات النظر و حسم نقاط الخلاف بين الفرقاء ،
ان كنت اطلعت على بيان الرباعية فانه يعيد الامر ليضع مسارآ جديدآ تهيمن عليه الرباعية لتحقيق اجندة الامارات التى فشلت فى تحقيقها بالمؤامرات و الحرب لتنالها بالتفاوض ، و يقفز من وقف اطلاق النار الى تكوين حكومة مدنية خلال تسعة اشهر ، و هنا لابد من ان تكون رؤيتك واضحة ( فمن فشل فى تنفيذ قرار مجلس الامن برفع الحصار عن الفاشر لا يمكنه تحقيق اى فرصة لاحلال السلام ، الا ان كان استسلامآ ) ،و لذلك فان اى تصور لمستقبل يتضمن وجود المليشيا المتمردة كجزء من المشهد السودانى مرفوض و محكوم عليه بالفشل ، هذا الشعب سبق وهتف منذ ابريل 2019م ( الجنجويد ينحل ) ، قبل الحرب و قبل ان تكشف المليشياعن طبيعتها الاجرامية ، و ترجم وقوفه ضد المليشيا بالانضمام للقتال الى جانب الجيش ، و قدم ارتال من الشهداء ، من المتطوعين و المستنفرين ، ولن يقبل بعودة الجنجويد مرة اخرى ، فالدماء لم تجف بعد و الجروح لم تندمل وفى كل بيت شهيد او جريح او مفقود ، و كم بيت نهب و سرق ، و كم عربة ، اغتصابات و تصفية عرقية و جرائم ابادة كما حدث فى الجنينة ، وفى ود النورة .. ما بين الشعب و المليشيا غبن لن تمحوه السنين و لن تزيله التسويات ،و لذلك فلا مكان له فى مستقبل السودان ، تحدثوا الى الشعب فى مدنه و قراه و فى دول اللجوء و مناطق النزوح ، اذهب و اسال الجنود الذين يقاتلون المليشيا ، اسألوا امهات و زوجات الشهداء ، اسألوا من نهبت اموالهم واغتصبت نساءهم، هل هناك مكان للمليشيا ؟
ان اى حلول تتجاهل جرائم المليشيا التى ارتكبتها فى حق الشعب السودانى ، و تستهين بالمظالم و التضحيات لن يكتب لها النجاح .. و السلام
28 سبتمبر 2025م