
عند اندلاع الحرب كنت أنت من اوائل الذين لبوا النداء التزاماً بدينك الذي تحمله قرآناً يتلى ويطبق وليس اسماً فقط كما يحمله كثيرون فقد كان شعارك أنا المسلم دستوري ومنهاجي كتاب الله وقائد دربنا الهادي محمدنا رسول الله.
لقد كنت أحد أبطال معركة الكرامة بالأخص في سلاح المدرعات الذي تكسرت عنده كل نصال الجنجويد ومات منهم الالاف بل أصبح اسم المدرعات مرادفاً لاسمك لا يذكر إلا وتأتي سيرتك في الخاطر فأنت مثل الشهيد اللواء الركن أيوب عبد القادر الذي كان أول قائد يدخل منطقة الخرطوم قادماً من سنجة متجاوزاً كل ارتكازات الجنجويد بما فيها معسكر طيبة.
كنت درعاً من المدرعات وبلسماً وايقونة و كنا عندما نشاهد فيدوهاتك نطمئن ونفرح ونوقن أن النصر القادم طالما تصدى للدفاع عن الوطن أناس من أمثالكم فعندما سرت شائعة مدوية ان سلاح المدرعات قد سقط رآيناك هناك تردد الآذان الذي يوقفه الجنجويد في اي موقع يصلون اليه لانهم يوقنون انه يطرد الشياطين الذين يتحالفون معهم .كنا نتابع الانتصار عمارة وشارع شارع، ونرى في تلك المعارك نصراً كبيراً فقد مهرت بدماء غوالي استشهاداً أو إصابة و كنتم الأمل انت واخوتك خاصة الشهيد محمد الفضل عبد الوحد الذي يشابهك حتى في الاسم وصدق الانتماء ومحبة ساحات الفداء فتعاقبتم في موقع الفكر والثقافة وكذلك في الشهادة وحجزتما مقعديكما في الشهادة ونسأل ان تلتقيا مرة أخرى هناك في الجنة على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين.
وعندما ترجل الفارس البطل الفريق الدكتور نصر الدين عبد الفتاح كنا مشاركون في تكريمه باللاماب وبمجرد أن دعينا لذلك الحدث تذكرتك وتمنيت ألو التقيك هناك وجهاً لوجه لعلي اتبرك بمصافحتكم إذ لم يكتب لي شرف اللقاء بكم من قبل رغم أنه قد تآخت على الله أرواحنا ونسأل االله أن نلتقيكم في جنة نعيمها دائم وظلها، ذلك لأنكم من أهل الكلمة الصادقة والجهاد المبرور الذي لا جزاء له إلا الجنة ، كنت أدري أنك هناك في متحركات كردفان لتطهير ما تبقى من الوطن فقبل يوم واحد من ذلك التكريم اتتنا الأنباء متواترة مهند مصاب ويجري نقله إلى الابيض للعلاج ولم أصدق خبر الاستشهاد إلا بعد أن احتسبك القائد المصباح أبو زيد ببيان رسمي فقلت ربح البيع أبا سبحة بعد أن بعت لله والله اشترى فقد كنت كل يوم في رباط وجهاد تبتغى سلعة لا تبور فسلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، فهنيئاً لك الشهادة التي طلبتها بصدق وبحثت عنها في كل مكان نصرة للدين والوطن.
وبمثلما كان استشهاد الملازم اول وداعة الله ابراهيم ايقونة عمليات صيف العبور وكان واستشهاده في متحرك مسك الختام فكان النصر فأله الحسن كان استشهادك عربوناً لنصر مبين في اب قعود سيكون له ما بعده في كردفان ودار فور فيكتمل شفاء الوطن وتضمد جراحاته.