
أغرت حالة السيولة وأغوت حالة الفوضى التي تغمر الفضاء الاسفيري، بعض الناشطين القابعين في الخارج على إلقاء وتوزيع التهم الجزافية تجاه مؤسسات وشخصيات دون أن يتبينوا ويتثبتوا وليصيبوا قوما بجهالة، فالأسواق الرائجة هذه الأيام أسواق التخوين والاتهامات واغتيال الشخصيات ..!
الاتهامات والادعاءات التي يتم دلقها على الفضاء الاسفيري في الغالب (حصان طروادة) تتنكر في أزياء الشفافية ومحاربة الفساد.
وتخفي الحقيقة الاحتيالية الابتزازية خلف أقنعة الحرص على المال العام وتطبيق الشفافية والحوكمة، وخلف كل زوبعة من تلك الزوابع حكايات ثعلبية ماكرة للصوص الكلمة وقراصنة القلم والكاميرا “برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين..! ”
وما زاد قناعتي ببياض صحيفة الإدارة التنفيذية لبنك النيلين ومجلس الإدارة، عدم رضوخهم لمحاولات الابتزاز وتجاهلهم للأصوات المغرضة اليائسة التي استمرت لأكثر من عام تعزف على أسطوانة مشروخة، عن كلفة اجتماعات البنك بأبوظبي تارة وعن الراتب الشهري للمدير العام تارةأخرى، وتغافلت عن حقائق كثيرة منها أن راتب العالم المصرفي والرجل الموسوعي الزاهد (عثمان آدم) يحدده مجلس الإدارة وهو أقل بعشرة أضعاف عن رواتب بنوك أخرى حديثة وناشئة، وأن تكلفة المعيشة في بورتسودان أغلى من سنغافورة التي تعتبر الأعلى عالميا وفقا لتقرير الثروة العالمية ونمط الحياة الصادر من بنك جوليوس باير السويسري ..!
بكل ثقة واصلت الإدارة التنفيذية في عملها بافتتاح فروعا جديدة في أم درمان وأبو حمد، ويجري الترتيب لافتتاح فرع الدبة لتعويض فقدان الودائع المالية في دارفور التي كان ينتشر فيها بنك النيلين من نواحي أم كدادة حتى تخوم جبل مرة وصولا إلى نيالا البحير والضعين، في سياق دوره التنموي وواجبه الاقتصادي تجاه القطاعات الإنتاجية في الولايات، فالأولوية لمعالجة التعقيدات التي تشوب القطاع المصرفي وبالذات البنوك الحكومية وليس الانشغال بــ(لايفات الناشطين)..!
ملخص ما قاله لي المدير العام لبنك النيلين في جلسة عفوية جمعتنا أنه يعمل وفق ما يرضي ضميره ووطنه في هذا الظرف الحرج الذي يكتنف واقع البلاد، وأن أية قصور أو انحراف في أداء مهامه آليات الرقابة المنوط بها الإصلاح هي بنك السودان المركزي، ومجلس الإدارة والمراجع الداخلي المستقل والنيابة العامة ستفصل في أية شبهة فساد، أما ما يثار من تضليل إعلامي من بعض الناشطين فهو مترفع عن الصغائر لا يعبه للادعاءات المجانية ..!