نقلت الأخبار أن لقاءا لم يعلن عنه في حينه قد تم نهار الأثنين منتصف هذا الأسبوع بالعاصمة السويسيرية جنيف جمع بين الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ومستشار الرئيس الامريكي للشؤون الإفريقية مسعد بولس بغرض التفاكر والتشاور لايجاد إفضل الوسائل لتحقيق السلام في السودان دون الإنقاص أو التراجع عن معركة الكرامة وسحق مليشيا التمرد والمرتزقة حتي آخر شبر من أرض الوطن ليس هذا فحسب وإنما بالضرورة أن يسبق أي سلام قادم محاسبة ومحاكمة كل من أجرم واعتدي علي الشعب السوداني دولة كانت ام مجموعات سياسية متآمرة أو رؤساء دول مرتشين وأولهم دولة الإمارات العربية المتحدة وجماعة حكومة التأسيس وصمود وتقدم ممن تجني علي الشعب..تلك في تقديري مطلوبات أي سلام محتمل وشروط أي حوار من أجل سلام السودان..سلام يأتي من موقف قوة وانتصار في ميدان المعركة والابتعاد عن اي تنازلات لجرائم أرتكبت في حق المواطن…فمن يريد السلام عليه أن يدفع ثمنه أيا كان هذا الثمن…
لقاء البرهان بولس في سويسرا والذي استعين عليه بالصمت لإعتبارات وتقديرات سياسية حسب ما رشح جاء بمبادرة قطرية فقط لإعداد مسرح الحوار ولم تكن جزءاً من الإجتماع واللقاء وحتي مصر والسعودية اعضاء الرباعية منتهية الصلاحية والداعمات لموقف السودان لم يكونا جزءا من هذا الإجتماع وواضح ان هذا إجراء قد تم الإتفاق عليه بين شركاء السلام في السودان..
كان اللقاء ثنائيا ومباشرا دون وجود الطرف المتسبب في حرب السودان والذي كان سببا رئيسا في فشل الرباعية واعني دولة الأمارات التي تم إستبعادها بأمر أمريكي بعد إقتنعت الأخيرة بخطل مشاركة الامارات في حوار او وساطة لتحقيق سلام هي من مولت ودعمت واشعلت الحرب ودعمت مرتزقته…
اولي دلالات هذا اللقاء الذي يعتبر هاما وضروريا هو اعتراف دونالد ترامب بالحكومة الشرعية في السودان برئاسة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان وبالمقابل هو رفض تام لما سميت بحكومة التأسيس الأسفيرية بالمنفي وينسحب ذلك علي سحب البساط من كل المجموعات الداعمة للتمرد والرافضة للحكومة الشرعية من شاكلة تقدم وصمود..
اللقاء الثنائي يعتبر حوارا مباشر مع البرهان وابعادا لدولة الإمارات من ملف السودان بل يعتبر ادانة لها طالما ان التمرد الذي تدعمه اصبح محل ادانة ورفض..
اللقاء الثنائي استصحب حوارات سابقة تمت بين جهاز الأمن والمخابرات السوداني في سنوات سابقة والسي أي ايه الأمريكي لمكافحة الإرهاب والذي عبرت فيه امريكا حينئذ عن دور السودان في مكافحة الإرهاب بما يعني أن متمردي الدعم السريع والمرتزقة اصبحوا يشكلون بؤرة ارهاب لا بد من مكافحتها..
اللقاء يجيء في وقت اعلن فيه مساعد ترامب مسعد بولس عن ادانته لما تم من قبل التمرد من اغتيالات لأبرياء في معسكرات النزوح في دارفور وكردفان والإعتداء علي المنظمات الدولية التي كانت تحمل الإغاثة لضحايا حصار الفاشر….
توقيت اللقاء يبدو مهما جدا بالنظر للإنتصار الكبير للجيش السوداني بكل مكوناته علي التمرد والمرتزقة في ارض المعركة لذلك لابد ان يؤمن اللقاء علي إستمرار معركة الكرامة حتي نهاياتها وألا تكون هناك مساحة لإشراك التمرد وداعميه السياسيين في العملية السياسية المقبلة نظرا لجرائمهم التي لا تملك القيادة السياسية حق الإعفاء فقط الشعب السوداني هو صاحب الكلمة…
فليكن اللقاء إعترافا من ادارة ترمب بجرم التمرد والدعم السريع وأولي الخطوات في تصنيفه منظمة إرهابية يجب أن تجدها عقابها من المجتمع الدولي..
وإن كان من كلمة أخيرة فهي القول بأن هذا اللقاء قد دق إسفيناً في نعش الرباعية كما أنه قضي علي محادثات جنيف السابقة وعلي منبر جدة الذي خرقه التمرد في حينه…
قبل المغيب – عبدالملك النعيم احمد – لقاء سويسرا… إشارات ودلالات
