قبل المغيب – عبدالملك النعيم احمد – حزب الأمة القومي ..إلي أين تتجه البوصلة..؟؟

جاء في الأخبار أن رئيس حزب الأمة المقال اللواء فضل الله برمة ناصر والذي بالطبع لم يعترف باقالته التي تمت بواسطة المجلس الرئاسي في فبراير الماضي بسبب دعمه باسم الحزب لمليشيا التمرد والدعم السريع بل دعمه لحكومة التأسيس المزعومة وتقلده لأحد مناصبها الوهمية….
فقد جاء في الأخبار أنه أصدر قرارا عند السابع من أغسطس الجاري يقضي بإقالة نوابه الثلاث…دكتور إبراهيم الامين..محمد عبدالله الدومة وصديق محمد إسماعيل بالإضافة لمساعد الرئيس بشري عبد الحميد ومستشاري الرئيس اسماعيل كتر ونعمة عجبنا…
معلوم أن هذه المجموعة كانت قد اعلنت دعمها للجيش ولحكومة الأمل وألتقت رئيس مجلس الوزراء وعقدت مؤتمرا صحفيا تبرأت فيه من أفعال برمة ناصر وأنه لا يمثل الحزب بل يعبر عن نفسه ولكن للاسف ان الواقع يقول ان محاط ومدعوم بمجموعة كبيرة من اعضاء المكتب السياسي والتنفيذي بمن فيهم صديق الصادق وبعض بنات الامام وازواجهن فالموضوع في تقديري ومعقد وليس بهذه البساطة …فمازال حزب الامة القومي بمؤسساته قبل الحرب محسوبة لصالح التمرد ودعمه ودعم حكومة المنفي…وما يحدث الان لا يعدو كونه انقسامات داخل الحزب وتيارات متباينة كل منها يغني علي ليلاه ولا أحد يعلم ألي أين تتجه بوصلة الحزب خاصة أن هناك تيار ثالث يقوده الفريق عبد الرحمن الصادق الداعم للجيش وللخط الوطني ومازال منافحا ومدافعا عن الوطن ولكن لم يظهر حتي الان موقفه من مجموعة الثلاث الداعمة للحكومة…اما دكتورة مريم فقد تلاشي صوتها وحضورها في الساحة بعد ادركت خطر ما كانت تسير عليه ولكنها مازالت تأخذها العزة بالاثم لتحديد موقفها الجديد فآثرت الإختفاء حيث لا يفيد التماهي او التدثر بثياب ليست لك في الظروف التي يمر بها البلد…
أما برمة ناصر فأمره عجب بعد أن شوه تاريخه العسكري بدعمه للتمرد هذا ان كان له فعلا تاريخا عسكريا؟ فقد برر قراره بإقالة تلك المجموعة أنه يهدف ” لإعادة الإعتبار لهيئة الحزب وتأسيس مرحلة جديدة من الفاعلية والانضباط”.. وقال أن هذه الخطوة تقطع الطريق أمام “محاولات تحويل المواقع القيادية إلي منصات شخصيةوفضاءات رمادية خارجة عن الإلتزام المؤسسي”.. انتهي…
حديث برمة كأنه هو من اتبع مؤسسية الحزب عندما وقع علي وثيقة تأسيس حكومة منفي…وكأنه لم يشخصن الحزب عندما رجح الإنتماء القبلي علي الإنتماء للوطن ودعم المليشيا المتمردة علي الجيش الوطني وهو جنرال(عظيم) في مجلس عسكري كان حاكما يوما ما…
في تقديري ان انقسام حزب القومي الحالي لثلاث احزاب أخري أصبح واقعا لا جدال فيه فضلا عن الخمس أحزاب القديمة التي خرجت منه علي ايام الرئاسة الأبدية للإمام الراحل للحزب منذ أن كان عمره ثماني وعشرين عاما وحتي رحيله…وفي تقديري هذه هي أزمة الحزب الحقيقية وهي انعدام الديمقراطية داخل الحزب وسيطرة الاسرة علي مكاتبه التنفيذية وإبعاد اصحاب الرأي والكلمة من دائرة صنع القرار من لدن فاقد الهوية مبارك الفاضل ومرورا بالراحل الزهاوي ونهار ومسار وغيره ممن خرجوا عن الحزب الذي كان كبيرا وشكلوا احزابهم التي فشلت في القيام بأي دور يذكر….كثيرا ما كان الامام الصادق عليه رحمة الله يتحدث عن الديمقراطية ولكنه فشل تماما أن يمارسها داخل حزبه وما الإنقسامات التي ضربت الحزب بحياته وبعد موته الا دليلا واضحا علي خطل ادارة الحزب علي مر العهود…
ختاما لا يوجد خيار لتيارات الحزب الثلاث غير الدعوة لمؤتمر عام والرجوع للقواعد المغلوب علي أمرها والتي سرق لسانها نهار لتقول كلمتها وحينئذ ستعرف تلك القيادات نفسها هل هي قيادات وهمية تتكئ علي تاريخ وإرث أفل نجمه وتلاشئ أم فعلا لها قواعد هما الأول الوطن ويمكن أن تقف معها وتساندها لمرحلة ما بعد الانتقال..؟؟

Exit mobile version