مابين السطور – ذوالنورين نصرالدين المحامي – الإمارات (وتغيير المعادلة)

ثبات وصمود الشعب السوداني خلف قواته المسلحة والانتصارات المتتالية على المليشيا وخسارة كل الرهانات والخطط البديلة جعلت الإمارات تبحث عن حلول خفيه ستظهر للعلن عما قريب وستتغير المعادلة كلية وستفرض واقعا جديدًا على الأرض فلم تكن المليشيا بقدر التحدي والرهان لتحقيق الأهداف ولن تستطيع الإمارات الاستمرار في التصعيد والخسائر المتلاحقة دون إحداث أي نتائج محققة وسينفذ صبر الداعم الخارجي لأنهم أكثر قدرة على المراجعة والاستدراك والتراجع عندما يشعرون بالخسران
ومن أسباب التراجع الخوف من خلق السودان علاقات إستراتيجية مع دول الممانعة لإضطهاد شعوب العالم الثالث
وستسعي الإمارات لمراجعة كثير من أوراقها لتغيير معادلة القوة المادية والعسكرية بالدبلوماسبة الخفية أو (الناعمة) وستدخل الإمارات من وراء حجب بعض الأصدقاء وستلتزم بدفع التعويضات والخسائر عبر شباك إعادة الإعمار
ومعلوم أن الطرف الذي يخسر ميدانيا سيسعى للتعويض سياسيا عبر الحوار والمفاوضات
لذلك كل انتصار جديد للجيش يقلل من أوراق الإمارات التفاوضية ويقرب لحظة خضوعها لشروط السودان خاصة بعد فشل الرباعية وانحدار وإنحطاط المليشيا وضعف بنية تأسيس وإسترزاق صمود من الحرب
كل تلك العوامل ستحدث إختراق في خلق تواصل عبر واجهات ذات تأثير للحوار والتفاوض مع الحكومة السودانية عما قريب
وبالطبع لن يمانع السودان للجلوس في طاولة المفاوضات ولكن بشروط يحفظ سيادة وكرامة الوطن والمواطن
وخاصة أن المقاطعة دخلت في حيز التنفيذ بعد قرار مجلس السيادة بمنع التعامل مع الإمارات في جميع الأنشطة التجارية والاستثمارية والخدمية والمالية وأي شكل من أشكال التبادل أو التعاون الاقتصادي أو اللوجستي مع الجهات الحكومية أو الخاصة التابعة لها أو المرتبطة بها بصورة مباشرة أو غير مباشرة ثم إنهاء وإلغاء كافة الاتفاقيات أو العقود أو مذكرات التفاهم أو الامتيازات الموقعة أو المبرمة مع دولة الإمارات أو أي من مؤسساتها أو شركاتها أو رعاياها ثم إبعاد وإخراج جميع شركات التعدين الإماراتية أو الشركات التي تملك حصصا إماراتية من أراضي السودان فورا ومصادرة التراخيص والأذونات الممنوحة لها بموجب القوانين الوطنية

Exit mobile version