رؤي حرة و جريئة – علي احمد دقاش- الأزمة السودانية

هذا المقال ربما يكون إستهلال لمجموعة من المقالات والحوارات لطرح رؤي حرة وجريئة عن الازمة السودانية التي تمثل الحرب الحالية واحدة من اهم تمظهراتها. ندعو الاخرين للحوار والتداول وابداء الراى بحرية وجرأة غير متاثرين بالمؤثرات القبلية و الجهوية او حتي الايدلوجية ندعو لحوار لا يستثني احد .
القضية التي نطرحها للحوار تتعلق بالازمات السودانية واختلاف وجهات النظر التي ولدت الحروب السودانية المتكررة ولها تأثيراتها علي العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في السودان .
في التاريخ السوداني الحديث الذي بدأ بعد الاستقلال عام 1956 دارت عدد من الحروب حصدت عدد كبير من الارواح وخربت البنيات التحتية وأهدرت موارد ضخمة للدولة واعاقت تنمية السودان فتاخر عن كثير من رصيفاته من الدول التي نالت استقلالها بعده.
يمكن الاشارة هنا الي خمسة حروب دارت في السودان بدأ اولها حتي قبل إستكمال الاستقلال ولا تزال هذه الحروب تدور وهي بالترتيب :
١/ حرب الانيانيا الاولي التي اندلعت ١٩٥٥ قبيل الاستقلال مباشرة وقد عرفت بتمرد توريت شارك فيها وقادها عدد من القادة الجنوبيين منهم اميلو تافيق وجوزف لاقو ووليم دينج واخرين تحدث الكثيرون عن اسبابها منهم د.منصور خالد في كتابه :
” تكاثر الزعازع وتناقض الأوتاد
التغيير السياسي ومشكلات الحرب والسلام في السودان”
انتهت هذه الحرب بعد ١٧ عام باتفاقية اديس ابابا 27فبراير 1972 والتي كانت بوساطة الامبراطور الحبشي هيلاسلاسي اقرت هذه الاتفاقية مبدأ الحكم الذاتي للجنوب لكنها انهارت بتراجع نميري عن الحكم الذاتي ونشأت انيانيا ٢ او ما يعرف بتمرد اكوبو ١٩٧٥ ثم حدث لاحقا تمرد للكتيبة 105 بقيادة كاربينو كوانين ١٩٨٣ وتجدد القتال الذي انضم له جون قرن وقاده .
وثق ابيل اللير لاتفاقية اديس ابابا بكتاب سماه :
“جنوب السودان التمادي في نقض العهود والمواثيق”
٢/ الحرب الثانية هي التي بدأت بتمرد الكتيبة 105بقيادة كاربينو كوانين عام 1983 ثم انضم لها جون قرن وقادها مكونا الجيش الشعبي لتحرير السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان التي طرحت ما يعرف بالسودان الجديد وهي الوثيقة التي طرحت في ملتقي بيرقن الشهير
“في الديمقراطية الثانية والذي شارك فيه سياسيون من الاحزاب السودانية المختلفة
واكاديميون من مختلف التوجهات في هذا الملتقي اطلق فرانسيس دينج مقولته الشهيرة :
” الذي يفرقنا هو الذي لانقوله”
انتهت تلك الحرب بعد ٢٢عام باتفاقية السلام الشامل 2005م التي اعطت جنوب السودان حق تقرير المصير وانتهت بانفصال الجنوب بعد الاستفتاء عام 2011م .
اعد عن ذلك ضيو مطوك دينج رسالة لنيل شهادة الدكتوراة حولها لكتاب سماه
” سياسة التمييز الاثني في السودان و تداعياتها علي انفصال جنوب السودان .”
٣/ انطلاق الحركات المسلحة في دار فور عام 2003 بقيادة د.خليل ابراهيم من جهة “حركة العدل والمساواة ” وعبد الواحد محمد نور من جهة اخرى “حركة تحرير السودان”.
تناسلت حركات دارفور الي عدد من الحركات المسلحة توصل معظمها الي اتفاق مع الحكومة لا يزال مستمر حتي الان ابرز وجوهه جبريل ابراهيم ومناوي واخرين .
٤/ تمرد عبد العزيز الحلو ومالك عقار 6/6/2011 ولا يزلل مستمر رغم مشاركة مالك عقار في السلام . يعتبر الكثيرون تمرد الحلو إستمرار لمشروع الحركة الشعبية “قرن” المعروف بالسودان الجديد ولايزال هذا التمرد مستمر وقد دخل في تحالف جديد مع الدعم السريع هو ما يعرف “بتأسيس”.
٥/ تمرد الدعم السريع الذي قاده محمد حمدلن دقلو واخيه عبد الرحيم دقلو وتماهت معه عدد من الاحزاب والشخصيات .
بدأ التمرد في الخرطوم ثم غطي معظم ولايات السودان ويعتبر هو الاعنف والاكثر تسببا في الدمار لما وجده من دعم اماراتي كبير بالمال والسلاح وتمويل سخي ساعد علي إستجلاب مرتزقة من خارج الحدود.
هذه الحرب لاتزال مستمرة وان انحسرت عن الخرطوم والجزيرة والولايات الوسطي وانتقل مسرح العمليات فيها الي كردفان ودار فور حيث تمثل كردفان الان ميدان المعركة الاعنف.
هذا فضلا عن عدد من الانقلابات العسكرية بعضها نجح في الوصول الي السلطة وبعضها فشل .
ملخص ذلك كله هو ان هناك ازمة في السودان يتم التعبير عنها في غالب الاحوال تعبير عنيف بلغ ذروته بالحرب الحالية .
ان تحليل الازمة السودانية والحوار حولها امر يطرح نفسه بإلحاح شديد اذ لابد من طرح اراء جريئة تناقش الازمة وتقترح حلها والتوصل الي معادلة تضمن للسودان تجاوز اسباب النزاع والوصول الي التراضي والاستقرار.
محاولات كثيرة جرت ولاتزال جارية ويجب ان لا تتوقف حتي نصل للحل المطلوب بن تيمية يري ان فرض الكفاية اذا لم يؤدي بالطريقة المثلي يتحول الي فرض عين .
هذه المقال هو دعوة لطرح اراء جريئة وشجاعة لحل الازمة السودانية ننتظر مساهماتكم.

Exit mobile version