في الرابع عشر من أغسطس، تطلُّ علينا الذكرى الحادية والسبعون لتأسيس قواتنا المسلحة السودانية، وهي تخوض واحدة من أعظم معاركها الوطنية في سبيل استعادة الأرض وحفظ السيادة وصون الكرامة. سبعة عقود ونيف من التضحيات والمواقف المشرفة، يسطرها التاريخ بأحرفٍ من نور، ويعتز بها كل سوداني حر.
هذا العام يأتي الاحتفال بطعمٍ مختلف… بطعم المقاومة والعزة، حيث يخوض جيشنا الباسل معركة وطنية ضد المليشيا المتمردة، التي حاولت النيل من وحدة السودان وأمن شعبه، فجاءها الردُّ صاعقاً من أبناء القوات المسلحة، الذين عاهدوا الله ثم الوطن على ألا يعودوا إلا بالنصر.
لقد جسدت القوات المسلحة السودانية في هذه المرحلة الحسّاسة أسمى معاني التضحية والوفاء، فكانت كما عهدناها دائمًا: درع الوطن الحصين، وصمام الأمان في وجه الفوضى والانهيار. من فاشر السلطان إلى الخرطوم، ومن نيالا إلى القضارف، يسطر جنودنا ملاحم تُروى، ويثبتون للعالم أن السودان لا يُكسر، وأن راية الحرية والسيادة لن تسقط ما دام فينا قلب ينبض بالعزة.
التحية لكل من وقف بثبات في ميدان الشرف والكرامة، ولكل أمٍّ قدمت شهيدًا، ولكل أسرةٍ صبرت وربطت على الجراح، وللشعب السوداني الذي يلتف حول جيشه مؤمناً أن النصر حتمي، وأن الغد سيكون أفضل بسواعد الأبطال.
في هذه الذكرى المجيدة، نجدد العهد بأن نبقى أوفياء لهذا الوطن، وأن نواصل المسير خلف راية الجيش، حتى يكتمل التحرير ويعمّ السلام ربوع بلادنا.
**كل عام وجيش السودان عزيزاً منصوراً… والمجد والخلود للشهداء
