…
…………………
في الأخبار أن رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل الطيب إدريس ينوي القيام بزيارات خارجية لجمهورية مصر العربية والتي تأجلت من يوم الأثنين الماضي إلي مواعيد لم تحدد بعد..وإن كانت بعض المصادر قد أشارت الي يوم الخميس من نفس الأسبوع وهذا في حد ذاته يعتبر خللاً بل ثغرة في آداء المكتب التنفيذي لرئيس مجلس الوزراء وهذا موضوع آخر…أما الزيارة الثانية التي تم الإعلان عنها هي المملكة العربية السعودية ومن الواضح أن الدولتين أعضاء فيما يعرف باللجنة الرباعية ولهما أدوار بارزة في اللجنة بالوقوف مع السودان في مواجهة الإمارات الخصم والحكم في هذه الرباعية التي لا يرجي منها شيء في المشكل السوداني لأسباب عدة ذكرناها في مقالات سابقة..
الآن فقد أصدر رئيس مجلس الوزراء قرارا بتعيين مستشارين إثنين لسيادته وبغض النظر عن جدوي التعيين من عدمه فإنه في تقديري أن من أولي مهام هؤلاء المستشارين أو غيرهم داخل كابينة القيادة هي توجيه بوصلة جدول أعمال الوزير الأول في الدولة بترتيب الأولويات والمهام..والسؤال الذي يجب طرحه الآن هو هل الزيارات الخارجية تعتبر أولوية للسيد رئيس مجلس الوزراء الآن؟ وهل أكمل دكتور كامل ادريس مهامه الاساسية بالداخل حتي يتجه الي الخارج؟ ربما يقول قائل ان الأمور لا تتعارض بين الداخل والخارج ويمكن يسيرا قدما بقدم..هذا أيضا صحيح ولكن الأصح أن نجاح مثل تلك الزيارات رهين بل مرتبط إرتباط وثيق بنجاح بعض دورك بالداخل وإكمال النقص في الخارج أو لدي الآخرين من الأشقاء والأصدقاء..
من أولويات مهام رئيس مجلس الوزراء هي إكمال حكومته فمازال وزراء الصحة والثروة الحيوانية خارج البلاد ولم يحضرا حتي الآن لآداء القسم رغم أنه قد مضي علي تعيينهم أكثر من شهر ولا أحد يعلم عن ظروفهما شيئا بالرغم ممارشح من أخبار بأنهما غير متحمسين للعمل بالداخل ضمن الطاقم الحكومي..فمتي سيتخذ رئيس مجلس الوزراء قرارا في هذا الشأن…
من الأولويات أيضا تعيين وزير للخارجية بالتفرغ الكامل ليكون مسؤولا لديه بدلا أن يشغل المنصب بنفسه مما يلقي عليه أعباء إضافية وربما لا يحقق النجاح المطلوب في كليهما…فهل فعلا لايوجد في البلاد قاطبة من هو مؤهل لشغل منصب وزير الخارجية؟ وهل تعيين وزير دولة بالخارجية يعتبر كافيا في هذه الظروف؟ وهو زيارات دكتور كامل إدريس موضوع مقالنا اليوم هي بصفته وزيرا للخارجية؟..
من اولويات رئيس مجلس الوزراء في تقديري وبعد إكمال حكومته هو عقد أول إجتماع لمجلس الوزراء والطلب من كل وزير وضع خطة كاملة لوزارته مصحوبة ببرنامج عمل تنفيذي ربع سنوي حتي تسهل عملية المتابعة والمحاسبة إن إقتضي الحال…في هذه الحالة سيكون لرئيس مجلس الوزراء خطة كاملة لعمل حكومته منها مايمكن تحقيقه بالداخل ومنها ما يمكن أن يتجه به للخارج في زياراته المرتقبة…برنامج عمل الحكومة الجاهز والمجاز هو من اهم عناصر نجاح الزيارات الخارجية فبدون برنامج تصبح زيارات علاقات عامة تكثر فيها المجاملات ولا تحقق ما تريد حكومة الامل أن تحققه من أهداف..
حتي الزيارات الداخلية لرئيس مجلس الوزراء ولقائه بالمواطنين المحتاجين لتوفير الخدمات الضرورية هي مسؤولية الوزراء كل في مجاله وليس الوزير الأول…وبالمقابل لقاء السفراء والمبعوثين الآتين من الخارج هي أيضا من مهام وزارة الخارجية فلماذا يشغل رئيس الوزراء نفسه بمهام هي من صميم عمل وزرائه؟
ختاما نقول أن ترتيب الأولويات لعمل حكومة الأمل هو أولي معايير نجاحها…فهل سيفلح المستشارون الجدد في تقديم الاستشارات التي تحقق أهداف وطموحات الشعب الذي يعول كثيرا علي الحكومة بعد النجاح الذي حققه الجيش علي ارض المعركة..؟؟
قبل المغيب – عبدالملك النعيم احمد – قبل أن يبدأ رئيس الوزراء زياراته الخارجية
