أخر الأخبار

سارة الطيب تكتب: في النيلين كما في الميدان.. رسائل البرهان للعالم والمواطن.

في خضم تحديات الحرب وإعادة البناء، يتنقل القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بين الولايات، من قلب العاصمة إلى أطراف الوطن و القرى البعيدة، والي العاصمة الخرطوم يلتقي الناس، يستمع إليهم، يزرع الثقة، ويوصل رسائل صريحة مفادها: *المعركة لم تنتهِ… والإعمار مستمر… وأن الشعب هو الأولوية*.

وفي هذه الحظة الفارقة من تاريخ السودان، اختار الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أن يكون بين الناس، لا خلف المكاتب أو في صالات الاجتماعات المغلقة، يتنقّل بين الجامعات والأسواق، بين معسكرات النازحين وجبهات القتال، وكأنه يريد أن يبعث برسائل سياسية وإنسانية عميقة — داخلية وخارجية.

جولاته ليست مجرد زيارات شكلية، بل رسائل سياسية عميقة للداخل والخارج، مفادها أن الحكومة الشرعية موجودة على الأرض، وسط الشعب، بينما تتوارى خلف البيانات حكومات إعلامية بلا سيطرة ولا شرعية.

فالرجل الذي يخوض معركة بقاء الدولة السودانية، يعلم أن ما تواجهه البلاد لا يُحل فقط بالسلاح، بل بإعادة بناء الثقة مع الشعب، وإشعار المواطن أن قيادته ترى آلامه وتسمع صوته.
في مشهد نادر، يُصبح القائد هو الزائر، لا المزور، ويختار أن يمشي على تراب المدن بدلاً من البقاء في منطقة آمنة

البرهان يعي جيدًا أن المواطن السوداني هو صاحب الحق، وهو من صبر على ويلات مليشيا الدعم السريع وجرائمها، ولذلك يضعه في مقدمة اهتماماته. يقول لكل والي ومسؤول: *كن بين الناس، اعرف همومهم، فالرئيس إن أراد أن يعرف حال الولاية، لن يكتفي بالتقارير… بل سيكون وسطهم*.
وفي كل زيارة، يوجه البرهان رسالة صريحة إلى المسؤولين المحليين: “كونوا مع الناس، اعملوا على خدمتهم، فالرئيس قد يكون بينهم في أي لحظة ليرى ويسمع بنفسه.” وهذه ليست مجرد إشارة رمزية، بل نهج جديد لمكافحة الفساد والتقصير، يقوم على القرب من المواطن لا على التطمينات من وراء المكاتب

في كل ولاية يزورها، لا يكتفي البرهان بإلقاء الخُطب، بل يُظهر أن الحرب ليست عائقًا أمام البناء، وأن الإعمار يمكن أن يسير بالتوازي مع القتال. رسالته واضحة: “المعركة لم تنتهِ، ولن تتوقف حتى يُحرر آخر موقع تحتله المليشيا، ولكن وسط هذا الحريق، هناك مساحة للأمن والاستقرار والبناء والتعمير وان التعليم هو أساس بناء الدوله والخروج بها من الازمة

البرهان، إذ يتنقّل بين المدن، يضع أساسًا لشرعية تتجاوز الورق والتوقيعات، نحو شرعية الشارع والبسطاء… شرعية مَن يحارب ويُعمر في آن واحد.
أما زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى جامعة النيلين لم تكن بروتوكولية، بل خطوة محسوبة بعناية، تعكس فهمًا عميقًا لدور الشباب والجامعات في مستقبل السودان. في قلب الخرطوم، وسط تحديات حرب مفروضة، دخل القائد إلى إحدى أعرق مؤسسات التعليم العالي، ليخاطب العقول والقلوب معًا.
وهنا الرسالة واضحة: المعركة ليست فقط بالبندقية، بل بالفكرة، بالعلم، بالإرادة.

من ضمن رسائله في جولاته الداخليه للداخل:
أنه موجود، يقاتل ويُدير، ويتنفس ذات الهواء مع من بقي في الوطن، رغم النار والدمار.
يقول للعالم إن السودان ليس دولة بلا قيادة، وأن العاصمة وإن تم تهجير سكانها، فالدولة لم تُهزم بعد. والشرعية ليست تُنتزع من الميدان فقط، بل من ارتباط القائد بشعبه.

*وللخصوم:* أن الحكومة الرسمية، رغم التهجير والخراب، لا تزال حاضرة بإرادة الناس، وليس بمجرد منصات إعلامية تبث من خارج الحدود.

إنها حرب إثبات الوجود… لكن هذه المرة، بالسير على الأرض، والحديث مع الناس، والرهان على أن السودان لن يُبنى إلا من داخله، لا من غرف الفنادق في عواصم الجوار.
البرهان جاء إلى الجامعة ليقول للطلاب والأساتذة: “أنتم في قلب مشروع بناء الدولة… أنتم من سيعيد لهذا الوطن مجده، ويحرس أمنه بفكر مستنير لا يتطرف ولا يُستغل.”

كما وجّه من خلال زيارته رسالة للعالم: أن السودان، رغم نيران الحرب، ما زال يصنع الحياة، ويعلّم أبناءه، ويحلم بمستقبل يليق بتضحياته.

وأكد البرهان من داخل قاعات النيلين أن بناء الدولة لن يُؤجل لحين انتهاء المعركة، بل يبدأ الآن، من الجامعات، من الحوار مع الشباب، من الثقة في قدراتهم.

*جامعة النيلين اليوم كانت أكثر من مؤسسة علمية… كانت ساحة وطنية عبّر فيها القائد عن يقينه بأن النصر لن يكون عسكريًا فقط، بل علميًا وفكريًا أولاً.

ومن هنا، ترتفع الأصوات من ولاية الجزيرة، من الحلال والقرى وأهلي الطيبين
*”سيدي القائد… دايرين جيتك”.*
فالجزيرة ليست فقط ولاية، بل هي قلب السودان، وقاطرة اقتصاده، وعموده الزراعي.
إنسانها صابر… أرضها معطاء… لكنها تحتاج أن تكون ضمن أولويات المرحلة المقبلة.

*الجزيرة تستحق أن تُزار، وتُعاد إلى موقعها الطبيعي في قلب القرار السياسي والاقتصادي.*
فهي لم تبخل يومًا على السودان… وحان الوقت أن يُنصفها الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة + 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى